وما يميز قرية الحميضة التي تبعد 17 كيلو متراً عن قلب الولاية التنوع في شواهدها الأثرية التاريخية والتوسع لمساحات شاسعة في زراعة أشجار النخيل وجمالية شموخ ابراجها التي ما زالت تخلد براعة الفنون المعمارية العمانية قديما مما يتيح هذا التنوع للزائرين والسياح التجول في ارجاء القرية للتعرف على معالمها، كما يجد المصورون الذين يتملكون شغف توثيق التراث بشتى انواعه جملة من المناظر لينقلوا بعدساتهم ادق التفاصيل التي تختزلها الحارات القديمة من عادات وتقاليد وفنون معمارية.
(الوطن) زارت قرية الحميضة ورصدت الثراء السياحي والأثري لقرية الحميضة ..
حيث يبلغ عدد سكان قرية الحميضة حوالي 1200 نسمة، وتسكنها قبائل العوامر والكاسبيون والهلاليون، أما تسميتها بضم الحاء وفتح الميم كونها تتميز بكثرة أشجار الحمضيات، ويفصلها عن قرية القريتين وادي القريتين بينما تجاورها من الشمال قرى سيماء ومقزح، وبها مدرسة لتعليم القرآن تعد من اقدم المدارس بولاية ازكي حيث يعود تاريخ تأسيسها لعام 1978م، وقد كانت ولا تزال لهذه المدرسة أدوارا بارزة في تعليم الناشئة القرآن الكريم وحثهم لحفظه، ومن اقدم مساجدها: الحجرة واولاد حسين والشاورية والسرحة والزامة، أما حارتها القديمة تتميز بالطابع المعماري العماني المتناسق في مختلف الزوايا.
وفي هذه الرحلة حدثنا عن الحارة القديمة وجماليات القرية زهران بن سلطان العامري حيث بدأ حديثه من اطلالة البوابة المطلة التي تسمى (الصباح) وهي البوابة الرئيسة المؤدية للحارة وعلى الرغم من مرور عقودا من السنوات إلا انها لا تزال برونقها المشرق كل صباح متوشحة ببهاء الصمود لتروي للأجيال المتعاقبة حكايات صنعها الأجداد بسطور خلدها التاريخ، حكايات لا تنتهي لأن جذورها ضاربة ومتفرعة بعناوين الأصالة والتاريخ، وأفاد العامري بأن للحارة بوابتين أخريتين تسميان بوابة أولاد حسين والبوابة الجنوبية، وفي وسط الحارة بئر يقع بالقرب من المسجد يصل عمقه حوالي 20 متراً كان يستخدم لوضوء المصلين، كما يوجد بالحارة مجلس عام كان في السابق أهالي القرية يتداولون فيه الأخبار ويناقشون فيه مصالحهم العامة التي تخص القرية، وفي المناسبات للفنون الشعبية حضور دائم يبهج الأنفس بوقع ألحان الماضي حيث أشار زهران العامري الى أن فن العازي لا يغيب عن المناسبات، ويوجد بالحارة 3 محلات كانت توفر لأهالي الحارة عدداً من المحاصيل الزراعية ومتطلبات الحياة، وتتميز الحارة بوجود برجين للدفاع عن الحارة والحرص على أمان اهاليها.
ومن يزور قرية الحميضة سيشاهد مسحات ممتدة لأشجار النخيل ومختلف أنواع الحمضيات التي يرويها فلج البيسر حيث يعد من الأفلاج التي يعتمد عليها أهالي القرية بشكل كبير في ري المزروعات ، ويخصب من اودية الشباك وسيماء ومقزح، وقد ذكر الأديب الراحل يحيى البهلاني في كتابه (نزهة المتأملين في معالم الأزكويين) بأن قرية الحميضة في الماضي كانت مصدراً بارزاً في انتاج التمور ويتم بيعها في أسواق ازكي وسمائل وسناو ، وهناك فلج آخر يسمى الشباك يروي الجزء الجنوبي من بساتين القرية ويقال بأن مياهه توصف بشدة النقاوة، اما الفلج الثالث في القرية الذي يسمى الرديدة مندثر.
وعلى الزائر لقرية الحميضة أن لا يفوت المرور بجانب برج القرن احد ابرز الآثار القديمة بالقرية ويعود تاريخ بناؤه لأكثر من ثلاثمائة سنة، ورغم إندثار جزء منه إلا انه لا يزال شامخاً بتعاقب القرون.
ولفريق الحميضة دور ريادي في البلدة ضمن الجوانب الثقافية والإجتماعية والرياضية حيث تأسس عام 1988، وتحرص إدارة الفريق بوضع بصمات في المناسبات الدينية والإجتماعية والوطنية من خلال تنظيم الأنشطة والفعاليات المتنوعة ، كما يتم تنظيم معسكرات خدمية تساهم في المحافظة على بهاء البلدة كما ينبغي ان يراها الزائر ، ويمثل الفريق البلدة في المسابقات التي تقام على مستوى ولاية ازكي.
مواضيع: