ويعود السبب في ذلك هو أن النظام الستيني "السيكساجيسيمال" له كسور أكثر دقة من النظام العشري، مما يعني تقريب الأعداد بشكل أقل للعدد الصحيح. في حين أن النظام العشري يحوي رقمين فقط يمكن فيهما القسمة على دون الحاجة إلى التقريب وهما الرقم اثنان وخمسة.
وهذا يعني أن نظام قاعدة الـ 60 أو النظام الستيني لديه أكثر من العشري بكثير خاصة فيما يتعلق بالكسور الصحيحة وتقريب الأعداد بشكل أقل وأكثر دقة في علم الرياضيات.
وبفضل فريق العلماء، يكون قد تم حل اللغز لهذا اللوح الطيني. وإضافة إلى ذلك، فإن الطريقة البابلية لحساب القيم المثلثية يمكن أن تمثل طريقة حديثة لتدريس علم الرياضيات اليوم.
ويقول دانيال مانسفيلد أحد الباحثين: "تكشف أبحاثنا أن بليمبتون 322 يصف أشكال زوايا المثلث باستخدام نوع جديد من علم المثلثات على أساس النسب وليس الزوايا والدوائر".
وأضاف "إنه عمل رياضي رائع يدل على عبقرية بلا شك".
بابل ونظرية المثلثات
وقد اكتشف العلماء أن اللوح الطيني بليمبتون 322 أظهر قائمة من ثلاث أعمدة لنظرية حساب المثلثات، وهي عبارة عن مجموعات من الأرقام التي تناسب نماذج علم المثلثات لحساب جانبي مثلث الزاوية. وكان الجدل الكبير يدور حول هذه الأعمدة الثلاث في اللوح الطيني وما تحويه من أرقام.
ومن خلال تطبيق النماذج الرياضية البابلية، تمكن الباحثون من إظهار أن اللوح الطيني كان في الأصل يحوي 6 أعمدة و 38 من الصفوف. كما أنه يظهر كيف كان علماء الرياضيات في ذلك الوقت قد استخدموا النظام البابلي من أجل التوصل إلى الأرقام التي ظهرت على اللوح الطيني.
ويشير الباحثون إلى أن القياسات الموجودة على بليمبتون 322 استخدمت قديما لإجراء حسابات لبناء القصور والمعابد والقنوات المائية.
ويقول مانسفيلد: "هذا يعني أن له أهمية كبيرة بالنسبة لعالمنا الحديث، خاصة في التطبيقات العملية مثل المساحة، ورسوم الكمبيوتر، والتعليم."
وأضاف: "إن هذا مثالا نادرا على أن العالم القديم يعلمنا شيئا جديدا في العصر الحديث."
وإذا ما ثبتت هذه النظرية وهذا الكشف علميا، فإن ذلك يعني أن العالم الفلكي اليوناني هيبارخوس، الذي عاش حوالي 120 قبل الميلاد، ليس هو من يوصف بأنه "أبو علم المثلثات" كما كان يعتبر منذ فترة طويلة.
فقد أكد العلماء بحساب العمر الكربوني أن اللوح الطيني يعود إلى ما بين 1822-1762 قبل الميلاد.
وقد تم اكتشاف اللوح، المعروف باسم بليمبتون 322، في أوائل القرن العشرين جنوبي العراق، ولكن الباحثين كانوا دائما في حيرة حول الهدف من صنع هذا القرص الطيني والغرض منه.
مواضيع: