أبوزيد أمضى ساعات طويلة في تجميع هذا العدد من العبوات البلاستيكية المستعملة من على شاطئ بحر مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، حيث يسكن.
ورصّ العبوات بجانب بعضها البعض بواسطة خيوط صنارات صيد تالفة، كان قد جمّعها من صيادين، ووضع فوقها لوحاً خشبياً، ليساعده في الوقوف على متن القارب.
ويبحث فلسطينيون في غزة عن أفكار غير تقليدية لمواجهة تداعيات حصار تفرضه إسرائيل على القطاع، منذ 2006، إثر فوز حركة «حماس)» بالانتخابات البرلمانية.
استغراب ثم إعجاب
في ظل انعدام فرص العمل في غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني نسمة، لجأ الشاب الفلسطيني إلى هذه الفكرة لتصنيع قارب يتمكن به من توفير متطلبات الحياة لعائلة من 4 أطفال وزوجته.
يقول أبوزيد للأناضول: «شاهدت الفكرة في وقت سابق من خلال فيديو على اليوتيوب، لكنّي أضفت إليها بعض التعديلات؛ لتصبح مصدر رزق لعائلتي».
ويتابع: «لديّ خبرة في الصيد وهواية منذ وقت طويل ربما تصل لـ11 عاماً على الأقل».
https://arabicpost.net/wp-content/uploads/2018/09/20180904_2_32194723_36901949_Web-900x600.jpg
ويعمل في مجال صيد الأسماك بغزة نحو 4 آلاف صيّاد، يعاني أغلبهم أوضاعاً اقتصادية متردية؛ جرّاء انتهاكات إسرائيلية، منها منع الصيد في المناطق التي تتوفر فيها الثروة السمكية، حسب نقابة الصيادين بالقطاع.
ويضيف أبوزيد أن اللحظة الأولى التي أنزل فيها قاربه البلاستيكي إلى مياه البحر شاهد نظرات استغراب من المحيطين به.
ويزيد: «ربما استغرب المحيطون أنه كيف لقارب بسيط كهذا أن يصمد أمام أمواج البحر القوية والقاسية؟!».
لكنّ التجربة الناجحة لإبحار القارب أذهلت جميع من وجّه إلى أبوزيد عبارات تعجبية.
ولاقت الفكرة إعجاباً كبيراً من الناس، خاصة أنها اعتمدت أساساً على إعادة تدوير المواد التالفة والمستعملة.
ويقول أبوزيد إن بعض الأشخاص طلبوا منه أن يصمم لهم مشاريع صغيرة مشابهة لمشروع القارب البلاستيكي، من خلال مواد مستعملة سيمدونه بها.
مسافات أطول
يواجه الشاب الفلسطيني صعوبات خلال الصيد باستخدام القارب البلاستيكي، حيث يعجز عن الابتعاد عن شاطئ البحر، بسبب ضعف جسم القارب.
ويطمح أبوزيد إلى تطوير فكرة القارب البلاستيكي كي تمكّنه من الإبحار لمسافات كبيرة في بحر غزة.
وبلغت تكلفة صناعة القارب البلاستيكي نحو 150 دولارا أميركياً فقط، وهو مبلغ مكَّن الشاب الفلسطيني من امتلاك وسيلة لمواجهة تداعيات الحصار.
ويعاني نحو 53% من سكان غزة الفقر، وفق بيانات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي) لعام 2017.
فيما أعلنت الأمم المتحدة، العام الماضي، أن 80% من سكان غزة يتلقون مساعدات إنسانية.
مواضيع: