فلْنقتله، لندخل، لنقتل الكثير منهم.. هل أمر ترمب باغتيال بشار الأسد فعلاً؟ الرئيس يرد لـ«يوضح الحقيقة»

  05 سبتمبر 2018    قرأ 962
فلْنقتله، لندخل، لنقتل الكثير منهم.. هل أمر ترمب باغتيال بشار الأسد فعلاً؟ الرئيس يرد لـ«يوضح الحقيقة»

كشف الصحافي الاستقصائي الأميركي الشهير بوب ودوورد، في أحدث مؤلفاته، أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أمر وزير دفاعه، جيمس ماتيس، بـ «اغتيال» رئيس النظام السوري بشار الأسد، بعد هجوم كيماوي ضد المدنيين، لكن الوزير لم يمتثل للأوامر.

جاء في ذلك في كتاب هو الأحدث في سلسلة مؤلفات تكشف تفاصيل التوتر داخل البيت الأبيض، تحت رئاسة ترمب، بعنوان «خوف: ترمب في البيت الأبيض»، كتبه صحافي «ووترجيت» الشهير، ونشرت صحيفة «واشنطن بوست»، الثلاثاء، مقتطفات منه، وذلك قبل أسبوع من صدوره المقرر يوم 11 سبتمبر/أيلول الجاري.

وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أنه بعد أن شن رئيس النظام السوري بشار الأسد هجوماً كيميائياً على المدنيين في بلدة خان شيخون بريف إدلب، يوم 4 إبريل/نيسان 2017، اتصل ترامب بماتيس، وقال خلال مكالمة هاتفية معه، إنه يريد اغتيال الديكتاتور (بشار الأسد).

ووفقاً للكتاب، قال ترمب: «فلنقتله! لندخل، لنقتل الكثير منهم»، فأبلغه ماتيس أنه سيتكفل بالأمر، على ما يبدو لتهدئة ترمب.

لكن بعد إغلاق الهاتف، أخبر ماتيس أحد كبار مساعديه: «لن نفعل أياً من ذلك. سنكون أكثر توزاناً».

وبعد ذلك أعد فريق الأمن القومي للرئيس خطة لتنفيذ غارة جوية تقليدية أمر بها ترمب في نهاية المطاف، ثم كتب في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر» غداة الهجوم العسكري على الأهداف السورية «المهمة أُنجزت!».

وكتب «وودورد» أن كبير موظفي البيت الأبيض، الجنرال جون كيلي، كان يفقد أعصابه في أحيان كثيرة، وقال لزملائه إنه يعتقد أن الرئيس «مضطرب العقل».

وأشار إلى أنه في اجتماع مجموعة صغيرة، قال كيلي عن ترمب: «إنه أحمق. ولا جدوى من محاولة إقناعه بأي شيء. لقد خرج عن صوابه. نحن في مدينة مليئة بالمجانين. أنا لا أعرف حتى لماذا نحن جميعاً هنا. هذه أسوأ وظيفة حصلت عليها على الإطلاق».

رد ترمب على ما قاله الصحافي
وبعد نشر معلومات أمره باغتيال الأسد غرّد الرئيس الأميركي على تويتر قائلاً إن ما جاء في كتاب الخوف مجرد احتيال وخداع لعامة الشعب، وسبق أن تم نفي موضوع اغتيال الأسد من قبَل وزير الدفاع ماتيس، ورئيس هيئة الأركان الجنرال جون كيلي.

يسعى الموظفون باستمرار للسيطرة على ترمب
الكتاب الجديد يصف ترمب بأنه غارق في «انهيار عصبي» دائم، حيث يسعى الموظفون باستمرار للسيطرة على زعيم، يمكن أن يتسبب جنون الارتياب لديه وغضبه بشلّ العمل لأيام.

والكتاب الذي حصلت صحيفة «واشنطن بوست» على نسخة منه قبل صدوره بشكل رسمي، يَذكر أن ترمب يمارس ضغوطاً بشكل هستيري على موظفيه، لتنفيذ أوامر يمكن أن تؤدي إلى أزمات كبرى، ولا يترك أمامهم سوى خيار تجاهل أوامره.

وفي حادثة يوردها الكتاب أن ترمب سأل مستشاره للأمن القومي، في  19 يناير/كانون الثاني، عن سبب احتفاظ الولايات المتحدة بوجود عسكري مكلف في شبه الجزيرة الكورية، وشعر وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس بضرورة أن يبلغه بأننا «نفعل ذلك من أجل منع حرب عالمية ثالثة».

وبعد الاجتماع، قال ماتيس لرفاقه بحسب الكتاب، إن درجة الفهم لدى ترمب موازية «لتلميذ في الصف الخامس أو السادس»، أي طفل في العاشرة أو الحادية عشرة من عمره.

ويكشف الكتاب المنتظر لوودورد «خوف ترمب في البيت الأبيض»، تجاهلَ مساعدي الرئيس لأوامره بشكل دوري، أو سعيهم إلى منع إصدارها.

وبعض المسؤولين الكبار يزدرون ترمب ولا يحترمونه

وودورد الذي لا يذكر مصادره بالاسم، لكن يبدو أن لديه علاقات مع العديد من العاملين داخل البيت الأبيض يقول إن بعض وزراء ترمب ومسؤوليه الكبار يكنّون ازدراءً عميقاً للرئيس.

يذكر أن كبير موظفي البيت الأبيض حون كيلي قال لزملاء، إنه يعتبر ترمب بمثابة «معتوه» و «أحمق».

وأضاف كيلي: «من غير المجدي محاولة إقناعه بأي شيء، لقد انحرف عن السكة، نحن في عالم مجنون».

كما قال: «لا أعرف حتى لماذا نحن هنا، إنها أسوأ وظيفة تقلَّدتها».

ووفق صحافيين، يعيش البيت الأبيض منذ أسابيع في حالة ترقب مع اقتراب موعد صدور الكتاب بشكل رسمي، في 11 سبتمبر/أيلول.

مؤلف الكتاب الذي اشتهر بعد كشفه مع كارل برنستين فضيحة ووترغيت التي أدت إلى استقالة الرئيس ريتشارد نيكسون، نَشَرَ سابقاً كتباً قويةً ومحرجةً، عن الرئيسين جورج بوش وباراك أوباما.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة