كان كل ما أرادته في المقال أن تعبر عما كان يشغل بالها حينها، لكنها اليوم تعود مع فريق من المتطوعين من قيرغستان، في آسيا الوسطى، بعد أن وضعوا حجر الأساس للمدرسة رقم 13 المقرر بناؤها بفضل تلك المبادرة التي طرحت فكرتها قبل أكثر من 10 سنوات.
تتذكر سمية مدى الشعبية التي حظيت بها مقالتها، والإيجابية التي أبداها زملاؤها بعد قراءتها، لكنها لم تتعامل مع فكرتها بجدية إلا بعد عامين حين عرضتها على جمعية خيرية وافقت على تبنيها فبدأ العمل بجدية لتحقق ما كانت تفكر به.
شراكة مشروطة
تخرجت سمية، وهي الآن في الثلاثينيات من عمرها، من كلية الشريعة والدراسات الإسلامية لذا اختارت عرض فكرتها على جمعية خيرية إسلامية في الكويت تعرف بأنها "مستقلة وغير متحزبة"، لكن إقناعهم لم يكن سهلا.
توضح سمية أنه في ذاك الوقت كانت الجمعيات الخيرية تلتمس دعم التجار الأثرياء ورجال الأعمال، خاصة بسبب غياب وجود الشباب ضمن الجمعيات في ذاك الوقت. لذا ركزت سمية على فكرتها الجديدة التي اقترحت مصدرا جديدا لجمع التبرعات وهو الحصول على كميات قليلة من المال من فئة الطلاب الشباب.
كما أنها أقنعت الجمعية بأن التبرع سيطرح مفهوما جديدا - لا يقتصر على جمع المال فقط - وإنما إشراك فئة الشباب كأعضاء فاعلين في المجتمع.
وافقت الجمعية على فكرتها لكنها وضعت شروطا لذلك. كان على سمية ترك عملها في القطاع الخاص والتفرغ لقيادة المبادرة والعمل ضمن الجمعية - الأمر الذي كان يعني ساعات عمل أطول وراتبا أقل.
تقول سمية: "إيماني بالفكرة منحني الشجاعة لاتخاذ مثل هذا القرار".
وتضيف: "كانت الشراكة مفيدة لكلا الطرفين - فالمبادرة ساعدت على إشراك عدد أكبر من الشباب في عمل الجمعية، وفي المقابل أمّنت الجمعية الاحتياجات الإدارية وتكاليف التسويق".
وتوضح أن الجمعية لا تدفع مالا لإنشاء المدارس، بل إن كل المال يأتي عن طريق التطوع.
مواضيع: