ونفذت هذه الجماعة "المخربة" عمليات اغتصاب ونهب وقتل مواطنين أبرياء في كل من منطقة "أشوا ميدا"، بورايو"، "كتا"، في أطراف العاصمة، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية.
من جهته قال مفوض الشرطة الفيدرالية، إن الجماعة المخربة دمرت الكثير من ممتلكات المواطنين واستولت على أعداد كبيرة من هذه الممتلكات، مضيفا أن الشرطة ألقت القبض عليهم، وعلى الأشخاص الذين أعطوهم الأموال لزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد.
قال مصدر من الشرطة الإثيوبية إن 23 شخصا على الأقل قتلوا في مطلع الأسبوع في أعمال عنف استهدفت الأقليات في منطقة تقطنها أقلية الأورومو قرب العاصمة أديس أبابا في لطمة لجهود المصالحة التي يبذلها رئيس الوزراء الإصلاحي أبي أحمد، وفقا لرويترز.
وتصاعد العنف يوم السبت بعد تجمع حاشد بمناسبة عودة قائد جبهة تحرير أورومو، الذي قاد تمردا من أجل حق تقرير المصير لشعب أورومو أكبر أقلية عرقية في البلاد، من المنفى.
وفي أحدث موجة من الاضطرابات قال سكان محليون إن المتاجر نهبت وتعرض الناس لهجمات من شبان من الأورومو الذين اقتحموا الشوارع مستهدفين شركات ومنازل أفراد الأقليات العرقية. وأضاف السكان إن العنف تصاعد يوم السبت بعد هجمات متفرقة استمرت يومين في عدة مناطق في حي بورايو بمنطقة أوروميا شمال غربي أديس أبابا.
وقال حسن إبراهيم التاجر في منطقة متعددة الأعراق في الحي نفسه لرويترز في اتصال هاتفي "حشود من شباب الأورومو نظموا مسيرات هنا في أشوا ميدا وهاجموا منازلنا ونهبوا محلاتنا وهو يرددون ‘اتركوا أرضنا".
وأضاف: "بحلول الليل كانت هناك عدة جثث على امتداد الطرق".
وقال ساكن آخر إن بعض أعمال العنف نفذها أشخاص كانوا عائدين من تجمع يوم السبت للاحتفال بعودة قائد جبهة تحرير أورومو. ولم يتسن لرويترز التأكد من ذلك. ولم تعلق جبهة تحرير أورومو على الأحداث.
وقال أليمايهو إيجيجو قائد شرطة أوروميا إن أكثر من 70 شخصا اعتقلوا ونفى أن تكون الشرطة تباطأت في التعامل مع الوضع.
وقال "إنهم لا يمثلون أحدا.. ليس لديهم سبب لذلك سوى السرقة. الدستور يكفل حق أي شخص في الإقامة في أوروميا أو في أي مكان آخر".
وقال فيستوم أريجا مدير مكتب أبي على تويتر إن رئيس الوزراء "يدين بأشد العبارات أعمال القتل وأفعال العنف ضد مواطنين أبرياء في أشوا ميدا وكاتا وفيلي دورو الليلة الماضية.
"تمثل هذه الهجمات الجبانة مصدر قلق خطير لوحدتنا وتضامن شعبنا وستقابل بالرد المناسب".
لكن الآلاف خرجوا في تظاهرات سلمية، تنديدا بأعمال العنف والشغب شهدتها ضواحي المدينة، متهمين الشرطة المحلية بالتباطؤ في التصدي للمخربيين وعدم التدخل لمنعهم في الوقت المناسب، وفقا لوكالة الأنباء الرسمية.
ونظم مئات الأشخاص احتجاجات خارج البرلمان وأحد الميادين الرئيسية في أديس أبابا ومبنى الإذاعة والتلفزيون وأماكن أخرى في العاصمة للمطالبة بالعدالة.
وقال متظاهر يدعى أتنافو ووركو "دمرت منازلنا واغتصبت نساؤنا ببساطة لأننا ننتمي إلى مجموعة عرقية أخرى. ولم تتحرك الحكومة بعد كما ينبغي".
ودعا المتظاهرون إلى ضرورة استقالة مفوض الشرطة الفيدرالية ومفوض شرطة ولاية أوروميا، ورفع المواطنون في هذه التظاهرات لافتات تنادي بوقف العنصرية وتحقيق العدالة في ضواحي العاصمة وحماية المواطنين، وتجولوا حول القصر الرئاسي مطالبين الحكومة باتخاذ الإجراءات لإيقاف الشغب وتدمير الممتلكات وتشريد المواطنين.
وسقط 5 قتلى من المواطنين وجرح آخرون خلال محاولات الشرطة فض التظاهرات.
وقال نائب رئيس الوزراء، دمق مكونن، إن الحكومة الإثيوبية ستعمل بجد لتقديم المشاركين في إثارة الشغب في حي "برايو" والأماكن المختلفة من البلاد إلى العدالة، واصفا ما يحدث بأنه "خارج عن القيم الإثيوبية" وفقا لوكالة الأنباء الرسمية.
وقال إن الحكومة تتخذ الإجراءات اللازمة ضد المسؤولين الذين لم يؤدوا واجبهم تجاه الحفاظ على المواطنين.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، إن "هذه الهجمات الجبانة تمثل قلقا خطيرا لوحدة وتضامن شعبنا"، مؤكدا أن حكومته "سترد ردا مناسبا".
مواضيع: