وقد ظهر أن هذا النظام الغذائي المستمد من ثقافات دول تطل على البحر المتوسط له فوائد وتأثير إيجابي على المزاج العام.
لكن أحد الخبراء شدد على ضرورة إجراء تجارب أكثر دقة وتحديدا لتأكيد الأدلة على هذه العلاقة المحتملة.
وجاءت النتائج المنشورة في دورية (Molecular Psychiatry) بعد مراجعة 41 دراسة نُشرت خلال السنوات الثماني الماضية.
ويقول الخبراء إن ثمة حاجة لإجراء تجارب حاليا لاختبار هذه الفرضية ومعرفة ما إذا كان من الممكن علاج الاكتئاب بالنظام الغذائي.
وقالت الدكتورة كاميل لاسال، التي أجرت التحليلات للدراسات السابقة مع زملائها في كلية كوليدج لندن، إن الأدلة تشير إلى فكرة أن الأطعمة التي نأكلها يمكن أن تُحدث فرقا في خفض خطر الاكتئاب، على الرغم من عدم وجود دليل إكلينيكي قوي حتى الآن.
مزاج الغذاء
ويعد تفسير العلاقة بين الحالة المزاجية والغذاء أمرا صعبا، نظرا لأن هناك الكثير من العوامل الأخرى التي قد تلعب دورا منها:
يمكن أن يسبب الشعور بالاكتئاب فقدان الشهية، وقد لا يعتني الشخص الذي يشعر بالضعف بنفسه جيدا.
من يشعرون بالسعادة ينتهجون أساليب حياة صحية (لا يشربون الكثير من الكحول مثلا).
قد يكون تناول الأطعمة السيئة، الكثير من السكر والأطعمة المصنعة، سببا لزيادة الاكتئاب، ما يعني أن تجنب هذه الأطعمة في النظام الغذائي أمر مهم.
"مزيد من التجارب"
وبدون إجراء التجارب تخضع لرقابة صارمة، لن يتضح لنا مدى التأثير الإيجابي لاتباع "حمية البحر الأبيض المتوسط".
وأوصى نويد ستار، أستاذ الطب الأيضي في جامعة غلاسكو، بضرورة توخي الكثير من الحذر.
وقال "في حين أن تناول الطعام الصحي جيد لأسباب كثيرة، فنحن بحاجة إلى المزيد من الأدلة قبل أن نستطيع القول إن الوجبات النباتية يمكن أن تحسن الصحة النفسية".
وشدد على أن الطريقة الوحيدة لإثبات ما إذا كانت الروابط حقيقية أم لا هي إجراء تجارب عشوائية كثيرة على الأشخاص المعرضين لخطر الاكتئاب. وستحتاج هذه التجارب مجهودا كبيرا ولكنها مهمة.
وقال ستيفن باكلي، من منظمة "مايند" الخيرية للصحة النفسية، إن تناول وجبات صحية والقيام بنشاط بدني منتظم وخفض السكر والكافيين والكحول، من النصائح الغذائية المهمة.
ومن المقبول بصورة كبيرة أن هناك علاقة قوية بين ما نأكله وكيف يؤثر في مشاعرنا، فمستويات السكر في الدم تؤثر على مزاجنا وطاقتنا.
وأوضح باكلي أنه في حال كان الإنسان يعاني من الاكتئاب أو القلق يكون من الصعب عليه التركيز على صحته، وقد يلجأ إلى استراتيجيات مواجهة غير مفيدة، مثل تعاطي المخدرات أو تناول الكحول.
مواضيع: