وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون، الإثنين الماضي، 24 سبتمبر/أيلول 2018 لصحافيين: «لن نرحل طالما أن القوات الإيرانية باقية خارج حدود إيران، وهذا يشمل حلفاء إيران والمجموعات المسلحة».
وهذه ليست المرة الأولى التي يلمح فيها مسؤول أميركي إلى وجود أميركي طويل الأمد على الأراضي السورية، حيث نشرت واشنطن حوالي ألفي جندي، في إطار حملة مكافحة تنظيم الدولة «داعش» في يناير/كانون الثاني، بعدما كان البنتاغون أعلن أن الولايات المتحدة ستبقي على وجود عسكري في سوريا «طالما لزم الأمر» لمنع أي عودة لتنظيم الدولة «داعش».
وفي يونيو/حزيران حذر وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس حلفاء الولايات المتحدة من أن مغادرة سوريا فور انتهاء المعارك ضد تنظيم الدولة «داعش ستكون «خطأ استراتيجياً».
لكنها المرة الأولى التي يكون فيها رحيل قوات أميركية مرتبطاً بهذا الشكل المباشر بوجود جنود إيرانيين وموالين لإيران في سوريا. ورابط مباشر إلى هذا الحد يغير طبيعة التدخل في سوريا المبرر شرعياً بمكافحة الجهاديين بعد عدة اعتداءات دامية في أوروبا؛ حيث إنه لم يعد حرباً ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وإنما حرب غير مباشرة ضد إيران.
ورداً على سؤال حول تصريحات بولتون، أكد ماتيس أن السياسة الأميركية في سوريا لم تتغير. وقال: «نحن في سوريا لهزيمة تنظيم الدولة والتأكد من أنه لن يعود ما أن ندير ظهرنا».
وأكد وزير الدفاع الأميركي الذي غالباً ما اتسمت تصريحاته بحذر أكثر مقارنة مع بولتون، أن الوضع على «الأرض معقد»، مضيفاً: «هناك الكثير من الحساسيات والخصوصيات، وأنا أول من يعترف بها».
فرنسا قلقة من احتمالية أن تكون الحرب مفتوحة في سوريا
يثير احتمال أن تكون الحرب مفتوحة قلق فرنسا بشكل خاص. وحذر وزير الخارجية جان إيف لودريان، الإثنين، من أن المنطقة المحيطة بسوريا يمكن أن تشهد «حرباً دائمة» إذا لم يتم التوصل إلى حل سياسي في هذا البلد.
وقال لودريان، على هامش الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن «العمل من أجل حل سياسي من مسؤولية بشار الأسد وكذلك الذين يدعمونه (…) وإلا فيمكن أن نسير باتجاه حرب دائمة في المنطقة».
وأضاف: «هناك اليوم خمسة جيوش تتواجه في سوريا، والحوادث الأخيرة تظهر أن خطر اندلاع حرب إقليمية هو خطر فعلي».
مواضيع: