هل أوشك «نداء تونس» على الانهيار؟ صحيفة فرنسية تكشف كيف هيمن نجل السبسي بمساعدة مؤيدي بن علي على الحزب

  26 سبتمبر 2018    قرأ 961
هل أوشك «نداء تونس» على الانهيار؟ صحيفة فرنسية تكشف كيف هيمن نجل السبسي بمساعدة مؤيدي بن علي على الحزب

في خضم أزمة نداء تونس الداخلية التي تعصف به منذ سنتين، بدأ الحزب، الذي يمثل الأغلبية في الحكومة، والذي يقوده نجل رئيس الجمهورية، يتداعى، وذلك قبل سنة من إجراء الانتخابات القادمة.   

اضطر الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، البالغ من العمر 91 سنة يوم الإثنين 24 سبتمبر/أيلول، مرة أخرى، إلى توضيح المكانة التي يحظى بها ابنه داخل الحزب الحاكم، نداء تونس، قائلا: «خارج المنزل لا يعد حافظ قائد السبسي ابني، وإنما هو مواطن على غرار باقي المواطنين»، حسبما نقل موقع Médiapartالفرنسي.

وقد صرَّح الرئيس قائلاً: «من الظلم القول إنني بصدد محاباة ابني، حيث إنني لست راضياً عن أداء حزب النداء الذي يضم أطرافاً في خدمته وأخرى معرقلة».

في مساء يوم الإثنين، أعلن الرئيس كذلك عن نهاية التحالف مع الإسلاميين في حزب حركة النهضة، على الرغم من استمرار تمثيلهم السياسي في الحكومة. وقال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، الإثنين 24 سبتمبر/أيلول 2018، إن علاقة التوافق التي تجمعه مع حركة النهضة الإسلامية انتهت، بعد أن فضَّلت «النهضة» تكوين ائتلاف مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد.

 

نداء تونس يثير الجدل بسبب تولي ابن الرئيس السبسي رئاسة الحزب
على الرغم من ذلك، تعد تصريحات الرئيس غير كافية لإنهاء الأزمة العميقة التي تعصف بالحزب الرئاسي، قبل سنة من موعد الانتخابات. فبعد مرور سنتين على ترأسه للحزب الذي أسسه الرئيس الباجي قائد السبسي، لا يزال ابنه، المدير التنفيذي للحزب، يثير الجدل.

خلال الأسبوع الماضي، تسارعت الأحداث في صلب الحزب المتداعي. خلال سنة 2012، تأسَّس حزب نداء تونس لتعزيز إرث الحبيب بورقيبة ومزيد من إرساء الحداثة، حيث لَطالما كان حركة تجمع بين العديد من التوجهات السياسية. وقد نُسب نجاحها الانتخابي خلال سنة 2014 إلى «التصويت المفيد»، وهو تصويت ضد الإسلاميين الذين حكموا خلال الفترة بين سنة 2011 وسنة 2014 في الترويكا، لصالح حزبين آخرين.

خلال الأسبوع الماضي، وصلت الأزمة إلى نقطة اللاعودة. فبعد أن عرض على رئيس الحكومة استجواب حول العلاقات التي تجمعه بحزب حركة النهضة الإسلامي، الذي لم يُجب عليه المعنيّ بالأمر، اتخذ آخر «أفراد القبيلة» الملتفين حول حافظ قائد السبسي قراراً بتجميد عضوية يوسف الشاهد داخل الحزب.

 

وهناك خلافات داخلية بسبب تغييب القاعدة عن اتخاذ القرارات
صرَّح المنسق الجهوي الشاب لنداء تونس في الضاحية الجنوبية لمدينة تونس، لؤي الطرابلسي، قائلاً: «إنها القطرة التي أفاضت الكأس، حيث إننا لم نعد نفهم شيئاً من القرارات التي يتخذها كل من حافظ قائد السبسي وحاشيته». وقد أدرك مكتب الحزب ما حدث، حيث قدم 14 عضواً استقالتهم من حزب نداء تونس، بعد الإعلان عن قرار تجميد عضوية الشاهد.

ولا يعد ذلك سوى تكملة لسلسلة الاستقالات التي بدأت منذ مؤتمر سوسة الشهير، الذي انعقد في العاشر من يناير/كانون الثاني، حيث عين حينها حافظ قائد السبسي من قبل فئة صغيرة من الناشطين لإدارة الحزب. وفي ذلك الوقت، شجب المنشقون الآليات المعتمدة في تعيين الأعضاء، حيث اعتبر البعض منهم أن الأمر يرتبط بالأساس بالمحسوبية.

المشكلة الحقيقية في المحيطين برئيس الحزب، خاصة الداعمين لـ «بن علي»
لكن، تكمن المشكلة الحقيقية في محيطه السياسي، الذي يُقدم على تغيير مواقفه بشكل دائم». في الواقع، تتكون حاشية حافظ قائد السبسي من مؤيدين سابقين للحزب الرئاسي في عهد بن علي (التجمع الدستوري الديمقراطي)، ورجال أعمال مشكوك في نزاهتهم، علاوة على شخصيات إعلامية مثيرة للجدل.

ودأبت كل هذه الأطراف على تقديم تصريحات باسم الحزب دون التشاور مع أعضائه، فضلاً عن إثارة الجدل في مناسبات متكرِّرة، وتوجيه اتهامات مباشرة لبعض شخصيات الحزب دون أي أساس قانوني.

واعترفت وفاء مخلوف، أن المكتب السياسي للحزب لم يعقد عدداً كافياً من الاجتماعات في الأشهر الأخيرة، بالإضافة إلى فشل النداء في الانتخابات البلدية، التي حلَّ فيها في المرتبة الثالثة بعد حزب حركة النهضة والقوائم المستقلة.

وفي هذا السياق، صرَّحت مخلوف قائلة: «لقد خسرنا الانتخابات البلدية في أماكن كنا نُمثل فيها أغلبية، على غرار المنستير، مسقط رأس بورقيبة، التي افتقرت قوائمنا الانتخابية فيها إلى أسماء مهمة ومؤثرة. ومثَّل ذلك خسارة حقيقية للحزب».

عانى حزب النداء من إخفاق مروِّع آخر، حيث انتخبت العضوة في حزب حركة النهضة سعاد عبدالرحيم، على رأس بلدية تونس، في الوقت الذي كان فيه نداء تونس ينتظر فوز مرشحه بهذا المركز.

لذلك فالاستقالات تتزايد بشكل كبير في الحزب في الفترة الحالية
في الوقت الحالي، تضاعف عدد الاستقالات من الحزب. وقد فضل الناشطون المنتمون إلى اليسار الاجتماعي الليبرالي، الذين انضموا إلى الحزب في بداياته، فضلاً عن المثقفين، التخلي عن العائلة السياسية للنداء منذ فترة طويلة. وقد أسَّس أكثرهم طموحاً، على غرار محسن مرزوق، المعروف بتمرُّسه في السياسة، حزبهم الخاص، بعد أن وحَّدوا صفوفهم مع قدماء هذا الحزب.

ولعل الأسوأ من ذلك، أن كتلة نداء تونس البرلمانية، التي كانت تُمثل أغلبية في مجلس النواب بعدد مقاعد بلغ 86 مقعداً لم تعد تشغل سوى 56 مقعداً.

نتيجة لذلك، نجح حزب حركة النهضة في التقدم على حسابها، حيث يُمثله 68 نائباً. وخلال هذا الشهر، استقال 8 أعضاء من كتلة نداء تونس للانضمام إلى أخرى جديدة مكونة من 43 نائباً، أُطلق عليها اسم «الائتلاف الوطني». وتدعم هذه الكتلة يوسف الشاهد كما ترغب في تكوين تجمع سياسي جديد.

 

 

 


مواضيع:


الأخبار الأخيرة