بطبيعة الحال فالمنطقة لم تزل رهينة الحروب التي خضبت رقعاً شاسعة منها بالدم، وجلبت للملايين من سكانها مآسياً اتفق لونها ومضمونها وتعددت أشكالها ومظاهرها: فالأول أسود وحالك والثاني بائس وباعث على الخوف من غد مجهول ومبهم الملامح.
لكن العيد هو فرصة الكبار لإلهاء الصغار دون الواقع المرير الذي قد يعيشونه، ومتنفس لهم يمكنهم من تناسي الحقيقة ولو لساعات وجيزة قبل انقطاع التيار الكهربائي أو سماع دوي انفجار آخر أو هدير غارة جوية قريبة أو بعيدة.. لحظات خاطفة تتسم باليمن والبهجة في خضم ساعات وأيام وأشهر مشوبة بالشؤم والشقاء.
وبناء على ذلك، فإن الدول العربية والإسلامية ما انفكت تتمسك بشعائرها الدينية وممارساتها الثقافية الأصيلة المرتبطة بالعيد، من تقديم الأضاحي والقرابين وتوزيع اللحوم والحلويات على الجيران والفقراء، وزيارة الأقارب الأحياء في بيوتهم والموتى في لحودهم.
ربما تحمل هذه العادات والتقاليد أهمية اليوم أكثر من أي وقت مضى لأن في تحضير الكعك وشراء الملابس الجديدة وتوزيع أو استلام "العيدية" مخرجاً مؤقتاً من الحلقة المظلمة التي تخيم على المنطقة وبصيص نور خافت في نفقها المدلهم.
وانطلاقاً من حرص نقطة حوار على نقل صورة دقيقة وخالية من الرتوش عن أجواء العيد، سواء كانت زاهية أم قاتمة، نود أن يطلعنا مشاركونا الكرام عما يشغلهم هذه الأيام، وما إذا كانت للعيد نكهة مختلفة هذه المرة، خاصة في المدن التي وجد أهلها أنفسهم بين مطرقة الإرهاب وسندان الجيوش التي تحارب تنظيم ما يعرف بـ "الدولة الإسلامية" ومشتقاتها الدامية.
مواضيع: