الشرطة التركية تشتبه في أن خاشقجي "قُتل" داخل القنصلية السعودية

  07 اكتوبر 2018    قرأ 566
الشرطة التركية تشتبه في أن خاشقجي "قُتل" داخل القنصلية السعودية

قالت الشرطة التركية إنها تعتقد أن الصحفي السعودي، جمال خاشقجي "قُتل" داخل القنصلية السعودية في اسطنبول.

وكان الادعاء العام التركي فتح تحقيقا في اختفائه.

واختفى خاشقجي، المعارض لبعض سياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، منذ الثلاثاء الماضي، عندما دخل القنصلية السعودية.

 

ونقلت وكالة "رويترز" وصحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر تركية أن "خاشقجي قُتل داخل القنصلية" حسب اعتقادهم.

ولم تقدم المصادر أي أدلة على ذلك أو كيف جرى قتله.

ولم يعلق المسؤولون السعوديون حتى الآن على تلك الاتهامات، لكن الأمير محمد بن سلمان قال في وقت سابق، في مقابلة مع بلومبيرغ، إنه يرحب بتفتيش السلطات التركية للقنصلية.

ما الذي تقوم به تركيا؟
قالت وسائل إعلام تركية إن النيابة العامة تنظر الآن في القضية عن كثب.

وقال المصدران اللذان لم يُكشف عن هويتهما، السبت، إن "التقييم الأولي للشرطة يشير إلى أن خاشقجي قد قتل داخل القنصلية".

وأضاف أحد المصدرين لرويترز: "نعتقد بأن جريمة القتل قد أعد لها مسبقا، وجرى نقل الجثة بعد ذلك خارج القنصلية".

ونقلت "رويترز"، في وقت سابق، عن حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم إن التحقيق سيكون تحقيقا شاملا، وإن حساسية الحكومة التركية تجاه القضية "في أعلى مستوى". وقال الحزب إنه سيجرى الكشف عن مكان اختفاء خاشقجي.

من هو جمال خاشقجي الذي اختفى في تركيا؟

وقال توران كشلاقجي، رئيس بيت الاعلاميين العرب في تركيا، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن ضباط الشرطة الأتراك المسؤولين عن حراسة القنصلية فحصوا كاميراتهم ولم يروا الصحفي يغادرها على قدمه. لكنه أضاف أن السيارات الدبلوماسية شوهدت وهي تتحرك داخل القنصلية وخارجها.

وفي يوم الأربعاء، استدعت وزارة الخارجية التركية السفير السعودي، وطلبت منه إيضاحات عن اختفاء خاشقجي.

ويقول مارك لوين، مراسل بي بي سي في تركيا، إن الغموض الذي يكتنف القضية يهدد بتعميق التوترات في العلاقات بين تركيا والسعودية.

ويضيف أن تركيا قدمت دعما كبيرا لقطر في ظل الحصار الذي فرضته السعودية ودول عربية أخرى، كما أن التقارب بين تركيا وإيران قد أغضب الرياض.

ماذا قالت السعودية؟

قال الأمير محمد بن سلمان لوكالة بلومبيرغ: "إنه (خاشقجي) مواطن سعودي، وحريصون على معرفة ماذا حدث له، وسنواصل اتصالاتنا بالحكومة التركية لمعرفة ماذا حدث لجمال هناك".

وتابع: "على حد معرفتي إنه دخل القنصلية وخرج منها بعد دقائق معدودة أو ساعة، لست متأكدا،نجري تحقيقاتنا في هذه القضية من خلال وزارة الخارجية لمعرفة تحديدا ماذا حدث في ذلك الوقت".

وقال سلمان: "القنصلية أرض سيادية، لكننا سنسمح لهم (الأتراك) بالدخول والتفتيش والقيام بما يريدون، إذا طلبوا ذلك، بالطبع، سنسمح لهم، ليس لدينا أي شيء نخفيه".

وعند سؤاله حول ما إذا كان خاشقجي قد واجه اتهامات في السعودية، قال الأمير إن بلاده سترغب أولا في معرفة مكان اختفائه.

ماذا حدث يوم الثلاثاء؟
ذهب خاشقجي إلى القنصلية للحصول على ورقة تفيد بأنه طلق زوجته السابقة حتى يتمكن من الزواج من خطيبته التركية، خديجة آزرو، التي ذهبت معه إلى القنصلية وانتظرته في الخارج، لكنها لم تره يغادر منها.

وقالت خديجة إنه كان "متوترا وحزينا" وكان مضطرا للذهاب إلى القنصلية.

وطلب منه تسليم هاتفه، وهو إجراء متبع في بعض البعثات الدبلوماسية.

وقالت خديجة إنه ترك هاتفه معها، وأخبرها بالاتصال بمستشار للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في حال لم يخرج من القنصلية.

وقالت إنها انتظرته خارج المبنى من الساعة 13:00 (10 بتوقيت غرينتش) حتى بعد منتصف الليل، وإنها لم تره يغادرها، وعادت مرة أخرى عندما فتحت القنصلية أبوابها، صباح الأربعاء.

لماذا قد ترغب السعودية في اعتقال خاشقجي؟
يعتبر الصحفي السعودي من أشد المعارضين للأمير محمد بن سلمان، الذي تبنى عدة إصلاحات أشاد بها الغرب.

وكان خاشقجي، الذي شغل في السابق منصب رئيس تحرير جريدة الوطن ومديرا عاما لقناة سعودية لم تدم طويلا، مقربا لسنوات من الأسرة الحاكمة. وعمل مستشارا لعدد من المسؤولين السعوديين.

وبعدما اعتقل عدد من أصدقائه، أُلغي مقاله الذي كان يكتبه في جريدة الحياة، وقيل إنه جرى تحذيره للتوقف عن التدوين على تويتر، وترك خاشقجي السعودية وأقام في الولايات المتحدة، حيث كان يكتب مقالات رأي لصحيفة "واشنطن بوست"، واستمر في الظهور على بعض الشاشات العربية والغربية.

وفي سبتمبر/أيلول 2017، قال خاشقجي على تويتر: لقد تركت بيتي وعائلتي وعملي لأرفع الصوت عاليا، لأني لو فعلت خلاف ذلك سأخون أولئك الذين يقبعون في السجون. إني أستطيع أن أتحدث في حين لا يستطيع الكثيرون ذلك".

وتركت صحيفة "واشنطن بوست" عمودا فارغا في نسختيها الورقية والإلكترونية دعما لخاشقجي، الذي اعتاد أن يكتب مقالات للرأي في الصحيفة.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة