ويعد المريء عضوا مركبا متعدد الطبقات يتكون من أنواع من الأنسجة ويعمل كأنبوب ناقل للغذاء والسوائل من الفم إلى المعدة.
واستعان فريق العلماء بمريء فأر مجرد من الخلايا، وزرعوه مع عضلات في مرحلة مبكرة ونسيج ضام من الفئران والبشر، وخلايا فتية أخرى لفئران شكلت الجدار الداخلي للعضو.
واستطاع العلماء، عن طريق استخدام خلايا جذعية من أنواع حيوانية معينة، التفرقة بين أصل كل نوع من الأنسجة التي نمت في المختبر.
وزُرعت مقاطع بطول سنتيمترين في معدة الفئران.
وقالت باولا بونفانتي، المشرفة المشاركة في الدراسة من معهد فرانسيس كريك ومعهد مستشفى غريت أورموند ستريت لصحة الأطفال: "اندهشنا عند رؤية أنسجة مخلّقة تمتعت ببنية ووظيفة المريء السليم، كما تكيفت مع الأوعية الدموية القريبة منها في غضون أسبوع من عملية الزرع".
وكانت مقاطع المريء قادرة على الانقباض العضلي اللازم في عملية نقل الغذاء إلى المعدة.
ويولد نحو طفل من كل ثلاثة آلاف بتشوهات في المريء، تحتوي معظمها على فجوة بين المقطع العلوي والسفلي، أو لا تتصل بالمعدة.
وقال باولو دي كوبي، المشرف المشارك في الدراسة، وجراح استشاري في معهد مستشفى غريت أورموند ستريت ورئيس قسم الخلايا الجذعية والطب التجديدي في معهد صحة الطفل: "إنها خطوة كبيرة نحو الأمام في الطب التجديدي، تجعلنا نقترب من العلاج الذي يتجاوز إصلاح الأنسجة التالفة ويوفر إمكانية وجود أعضاء وأنسجة لا يرفضها الجسم، لإجراء عمليات الزرع".
ويحتاج البحث إلى سنوات قبل الاستعداد إلى تنفيذه في العيادات الطبية، بما في ذلك إجراء العديد من التجارب على الحيوانات، التي تتضمن ثديات أكبر حجما.
ويكمن الهدف النهائي من الدراسة في تخليق أعضاء معدلة بطريقة حيوية من مريء خنزير، بعد حقنها بخلايا جذعية لمريض بغية تقليل مخاطر رفض الجسم له، إلى أدنى حد ممكن.
وكان الطفل هادسون واكيلين، البالغ من العمر عامان، قد ولد بجزء ناقص في المريء.
وأجريت له جراحة في معهد مستشفى غريت أورموند ستريت لرفع معدته إلى صدره لربطها مباشرة بالحلق.
وبذلك بات قادرا على تناول بعض الوجبات التي يأكلها توأمه، هانك، لكنه يحتاج إلى الحرص أثناء الأكل لضمان عدم دخول الأكل إلى القصبة الهوائية.
وقالت والدته نيكولا: "يضطر هادسون إلى تناول القليل ويتعين علينا التحلي بالحرص منعا لتعرضه للاختناق، أو الارتجاع، اي إرجاع الطعام والعصارة المعدية، وهو ما يمكن أن يسبب مشكلة".
ويولد نحو 250 طفلا في بريطانيا سنويا يعانون من نفس ظروف هادسون، المعروفة اصطلاحا باسم "رتق المريء"، وتهدف البحوث إلى مساعدة هؤلاء المرضى الذين تحقق لهم الخيارات الجراحية مزايا محدودة.
وواجه مجال زرع الأعضاء المعدلة بطريقة حيوية انتكاسة كبيرة في عام 2016 بعد اتهام جراح في السويد يدعى باولو ماكتشياريني بتهمة تزييف النتائج العلمية.
ومن بين تسعة أشخاص توفي سبعة مرضى استعانوا بمريء صناعي، أما الناجيان الوحيدان فكانا استعانا بقصبات هوائية مُتبَرع بها.
مواضيع: