فمع التباهي القطري بالإنفاق ببذخ على كأس العالم، وبمعدل نصف مليار دولار أسبوعيا حسب اعتراف الحكومة في فبراير من العام الماضي، جرفت السيول التي ضربت قطر، السبت، جزءا كبيرا من الآمال المنعقدة على المونديال.
وبعد يوم واحد من سقوط الأمطار، أعيقت حركة المرور في الشوارع، واضطربت حركة النقل الجوي، فيما تسربت المياه إلى المنازل وأغلقت المحال والجامعات أبوابها.
واضطرت الخطوط الجوية القطرية لتحويل بعض رحلاتها، مما شكل إرباكا لوجستيا كبيرا، واضطرت طائرات متوجهة إلى الدوحة لتحويل مسارها إلى وجهات أخرى.
أما الصورة التي نبهت إلى مخاطر السيول على المونديال، فكانت غرق ملعب نادي قطر بشكل شبه كامل، حيث ارتفع منسوب المياه به لما يقترب من المتر.
وإلى جانب تهالك البنية التحتية في العاصمة القطرية وضواحيها، تكشف الصورة عن خسائر فادحة متوقعة للمنشآت التي يتم تأسيسها استعدادا لكأس العالم، بتكلفة عشرات المليارات من الدولارات.
ويبدو أن الموعد الاستثنائي للمونديال الذي أسعد القطريين، قد يتحول إلى وبال على رأس البطولة الأكبر على مستوى العالم.
فالنسخة المونديالية المقبلة مقرر لها أن تقام، لأول مرة في التاريخ، بعيدا عن الصيف، وتحديدا بين 21 نوفمبر و18 ديسمبر، أي في موعد محتمل جدا لسقوط أمطار مشابهة لتلك التي شهدتها الدوحة، السبت.
وبهذا تكمل السيول "مثلث الذعر" القطري المرتبط بالمونديال، وضلعاه الأولان مزاعم الفساد التي أحاطت باختيار الإمارة الصغيرة لاستضافة حدث كبير، والانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها عمال كأس العالم.
مواضيع: