عرف العالم اليوم وبشكل واضح أن ادعاءات قطر بأنها محاصرة ما هي إلا دعاية إعلامية غير حقيقية، وأنها محاولات من أجل كسب تأييد الرأي العام العالمي، والضغط على الدول المقاطعة لرفع المقاطعة، فلا حصار في الأزمة القطرية ولا شيء غير قانوني، وكما قال الجبير بالأمس «ما قلناه هو أننا لن نتعامل مع الدوحة ولن نسمح لها بدخول أجوائنا»، فمن حق أي دولة أن تتخذ مثل هذه القرارات، واليوم وبعد مرور تسعين يوماً على قطع العلاقات مع قطر، تبين أن هذا القرار كان صحيحاً، فقطر لم تتجاوب مع مطالب الدول المقاطعة، وتعاملت معها بالتجاهل تارة، وبالسخرية تارة، وبإلقاء التهم على الدول الأربع تارة أخرى، وفعلت كل شيء يمكن أن يبعدها عن حل وإنهاء هذه الأزمة، ورفضت القيام بأي خطوة نحو حلها، وهذه مشكلتها وليست مشكلة الدول المقاطعة.
عندما يقول الجبير إن هذه الأزمة يمكن أن تستمر لسنتين، يفترض بمن يملك العقل في قطر أن يقف قليلاً أمام هذا التصريح المهم والجدي، وأن يفسر ماذا يعني أن تستمر المقاطعة 730 يوماً؟ وعندما يعرف أي قطري هذه المعلومة يفترض أن يفكر في التداعيات الأمنية والاقتصادية والسياسية، بل وحتى النفسية على الشعب القطري وعلى المقيمين في قطر، فالقطريون في الداخل لم يعودوا يسمون هذا الوضع الذي هم فيه «أزمة» أو «حصاراً»، وإنما يطلقون عليها «الغمة»، ويتساءلون متى يقلبون هذه الصفحة القاسية من حياتهم؟ الإجابة عن ذلك عند أمير قطر الشيخ تميم، والحل ببساطة هو إنهاء مخططات تنظيم الحمدين بالتدخل في دول الخليج والدول العربية والعالم، والتوقف عن دعم وتمويل الإرهاب، وذلك لن يتحقق إلا بنفي أحد الحمدين ومحاكمة الحمد الآخر.. وبذلك تعود قطر بلداً خليجياً عربياً فاعلاً وإيجابياً، يعيش ويتعايش مع محيطه، وليس كما هو اليوم جسد بيننا وقلب مع أعدائنا!
مواضيع: قطر،#لمقاطعة،#