هل بدأ «تسونامي خاشقجي»؟.. Washington Post: تبعات جريمة القنصلية ستمتد لدول المنطقة ولن تقتصر على السعودية

  25 اكتوبر 2018    قرأ 837
هل بدأ «تسونامي خاشقجي»؟.. Washington Post: تبعات جريمة القنصلية ستمتد لدول المنطقة ولن تقتصر على السعودية

أثارت عملية قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي صدمة في العالم، لبشاعة الطريقة التي تمت بها العملية، والآن، وبعد أن خفت ردة الفعل بدأت بعض السخرية اللاذعة بالانتشار في العالم العربي.

ففي إحدى التغريدات الشائعة على تويتر، من منطقة المغرب العربي بشمال إفريقيا بعنوان «الحقيبة الدبلوماسية السعودية» تظهر صندوقاً خشبياً ممتلئاً بالمناشير والمثاقب والأزاميل. وفي فيديو آخر يظهر حطَّابون يستخدمون مناشير كهربية مع تعليق «مسابقة أفضل سفير سعودي».

على المستويات العليا من الحكومات الإقليمية، ترصد صحيفة The Washington Post الأميركية ان الضحك عندهم قليل، بينما تواجه السعودية وولي عهدها، محمد بن سلمان، ما يبدو أنه أخطر تهديد لسلطة المملكة واستقرارها خلال جيل كامل.

يشعر العديد بالقلق منذ وقت طويل بشأن طموحات وليّ العهد وغطرسته، بينما يستاء آخرون من هيمنة المملكة وثروتها الهائلة. ويكاد يشعر الجميع بالصدمة جراء ما يتشكك به البعض بشأن مقتل وتقطيع أوصال جثمان الصحافي السعودي جمال خاشقجي بالقنصلية السعودية في تركيا.

مخاوف لدى البلدان العربية من تبعات أزمة مقتل خاشقجي
ومع ذلك، يذكر مسؤولون وخبراء إقليميون أن أكثر ما يثير مخاوف البلدان العربية هو الخطر الذي يهدد استقرارها وأمنها في حالة تقويض مكانة السعودية وعلاقتها الوثيقة بالولايات المتحدة.

 وتنقل The Washington Post عن مسؤول كبير بأحد بلدان الخليج، تحدث حول هذه القضية الحساسة شريطة عدم ذكر اسمه: «يعد هذا الموقف مأزقاً يواجه المنطقة بسبب عدم التيقن من مدى تأثيره على العلاقة طويلة الأجل مع الولايات المتحدة».


وبينما تقوم الولايات المتحدة بجمع ما سمّاه وزير خارجيتها مايك بومبيو يوم الثلاثاء 23 أكتوبر/تشرين الأول «مجموعة من البيانات» حول ما حدث لخاشقجي بالتحديد وكيفية الرد على ما حدث، تتصاعد حدة المخاوف الإقليمية.

وأشار المسؤول الخليجي إلى أنه إذا ما قررت الإدارة الأميركية – أو تعرضت للضغوط التي يمارسها الكونغرس والرأي العام – التراجع بجدية عن تحالفها مع الرياض، «فإن أمننا سيتعرض للمخاطر». وقال: «سوف تجد إيران فرصة أخرى لزعزعة استقرار المنطقة».

ولا تشعر كافة البلدان العربية بالارتياح بشأن سياسات ترمب تجاه العالم العربي. وتشترك معظم البلدان، وليس جميعها، مع الإدارة الأميركية في كراهيتها لتنظيم الإخوان المسلمين.


ويشعر البعض بالاستياء بصورة أكبر جراء موالاة الإدارة الأميركية لإسرائيل ويراقبون عن كثب علاقتها المتقلبة مع تركيا.

ومع ذلك، فرغم بعض الاستثناءات، تتم الإشادة بإصرار ترمب على التضييق على إيران، بعد ما اعتبره البعض موقفاً ضعيفاً لإدارة أوباما تجاه منافسهم الإقليمي. وقد اختار ترمب السعودية لتكون الحليف العربي الرئيسي للولايات المتحدة في مواجهة إيران.

دول تتساءل: من غير السعودية سيتولى زعامة المنطقة؟
وذكر أحد المسؤولين من دولة أخرى بالمنطقة أنه على الرغم مما يشعرون به تجاه ولي العهد، إلا أن السعودية في ظل الإدارة الأميركية الحالية هي «الدعامة» التي يتم بها إرساء العلاقات العربية بالولايات المتحدة.

وتساءل المسؤول قائلاً: من غيرها سيتولى زعامة المنطقة؟


تتنافس الإمارات العربية المتحدة، الشريك الرئيسي للمملكة بمنطقة الخليج، مع الرياض على لقب الشريك العسكري الأميركي الأكثر موثوقية بالمنطقة، وترفض خلف الأبواب المغلقة التكتيكات التي تستخدمها المملكة في حرب اليمن ضد الحوثيين المدعومين من إيران، الذين تحاربهم كلتا الدولتين.

ومع ذلك، ففي سلسلة من التغريدات الصادرة باللغة العربية خلال الأسبوع الماضي، لفت أنور قرقاش، وزير خارجية دولة الإمارات للشؤون الخارجية، الانتباه إلى أن السعودية، موطن الأماكن الإسلامية المقدسة والتي تمتلك أكبر احتياطي نفطي بالعالم، دولة مهمة لجميع أنحاء المنطقة.

وكتب في 16 أكتوبر/تشرين الأول: «من منظور أبناء الخليج العربي والمنطقة، فإن التواجد السعودي ضروري لتحقيق الاستقرار والتنمية وسط مناخ مضطرب وبالغ الصعوبة. وتلك الأزمات العابرة لن تغير هذا الواقع».

وبعد ثلاثة أيام، كتب قرقاش تغريدة ذكر بها أن المنطقة «تعتمد على المملكة وكل ما يمثلها من النواحي السياسية والاقتصادية والدينية». وقال إن هناك فارقاً بين أهمية التوصل إلى الحقائق بشأن مقتل خاشقجي «واستهداف الرياض والدور الذي تضطلع به».

المغرب العربي يتساءل أيضاً
وحتى في بلاد المغرب، حيث ظهرت التوترات مع السلطات السعودية منذ أن اختار الملك سلمان ابنه ولياً للعهد «وتصاعدت حدة الغضب لدى الجميع» بشأن مقتل خاشقجي، سوف يتمثل التساؤل فيما يلي: هل ستحاول الولايات المتحدة إنقاذ علاقتها بالمملكة دون محمد بن سلمان أم أنها ستحاول إنقاذ علاقتها بالمملكة وعلاقتها بمحمد بن سلمان»، بحسب ما ذكره أحد المسؤولين بشمال إفريقيا، مشيراً إلى وليّ العهد بالأحرف الأولى.

ومنذ اختفاء خاشقجي بعد زيارته إلى القنصلية السعودية في إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول، تغيرت الرواية السعودية مراراً وبصورة جذرية. فقد بدأت الرواية بإنكار تام – وإصرار على مغادرته القنصلية بكامل إرادته – ثم تحولت خلال البيان الصادر عن الرياض يوم السبت إلى اعتراف بقتله خلال «شجار» بالقنصلية خلال عملية سعودية على أيدي «مارقين» دون علم محمد بن سلمان. وذكر البيان أن البعض قد اعتقل والتحقيقات لا تزال مستمرة.

إشادات الدول العربي بموقف الرياض
وقوبل البيان بالدعم من بلدان المنطقة. وأشادت مملكة البحرين الجزرية الصغيرة الواقعة بالخليج العربي والتي قام الجيش السعودي بالدفاع عنها خلال ثورات الربيع العربي، «بالتوجيهات الحكيمة والقرارات الصائبة والسريعة» لقادة السعودية.

وأشادت الحكومة الكويتية بالإعلان السعودي «الذي يتسم بالشفافية» وطلب المجتمع الدولي بامتناع عن التدخل في «هذه القضية الحساسة لحين انتهاء التحقيقات والكشف عن الحقائق». وأثنت على دور المملكة في الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليمي.

وأصدرت مصر والأردن، التي يعتمد كلاهما على الدعم الاقتصادي السعودي، بيانات لدعم المملكة. وجلس الملك عبدالله الثاني، عاهل الأردن، إلى جانب وليّ العهد أمس الثلاثاء خلال افتتاح أحد منتديات الاستثمار في الرياض، الذي قررت بعض الدول الغربية مقاطعته.

قطر الدولة الوحيدة التي انتقدت الرياض
وكانت قطر –الخاضعة للحصار جراء نزاعها المرير مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وهي البلدان التي تتهمها ضمن أمور أخرى بالتقارب مع كل من إيران وجماعة الإخوان المسلمين– هي الدولة الوحيدة بين بلدان الخليج التي انتقدت الرياض.

وذكرت لولوة الخاطر، المتحدة الرسمية باسم وزارة الخارجية القطرية، في أحد المؤتمرات المنعقدة بلندن أن قضية خاشقجي يجب أن تكون «نداءً لإيقاظ» للعالم.

وفي إشارة إلى أن محمد بن سلمان قد أمر خلال العام الماضي وحده باختطاف رئيس الوزراء اللبناني ودخل في نزاع مع كندا حول تغريدة انتقدت أداء حقوق الإنسان بالرياض، ذكرت الخاطر أن «الناس حالياً.. بدأوا يدركون ما نمرُّ به».

ومع ذلك، فإن الدولة الوحيدة التي يمكن أن تشعر بالسعادة البالغة بشأن تكشّف تفاصيل أزمة خاشقجي هي إيران. فمنذ البداية، يتحفظ كل من الزعيمين الديني والسياسي للبلاد ويلتزمان الصمت ويرتضيان مراقبة وانتظار ظهور الحقائق وتكشّف الموقف السعودي.

ولم يخرج أي من كبار المسؤولين الإيرانيين عن صمته سوى الاثنين الماضي، بعد صدور البيان السعودي الذي أقر بمقتل خاشقجي.

وذكر رئيس الهيئة القضائية الإيرانية صادق لاريجاني في إشارة صريحة إلى وليّ العهد، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية في طهران: «كشفت هذه الجريمة البشعة عن طبيعة السعوديين ومملكتهم وذلك الشاب الذي يسعى وراء الشهرة وقتل الأبرياء».

وقال إن العالم لابد أن يتفهم مدى فداحة «إرهاب الدولة السعودية».

huffpost


مواضيع:


الأخبار الأخيرة