كوريا الشمالية تعد واشنطن بـ(مزيد من الهدايا) و(الجنوبية) تتهمها باستخدام شفرات خبيثة للقرصنة

  07 سبتمبر 2017    قرأ 681
كوريا الشمالية تعد واشنطن بـ(مزيد من الهدايا) و(الجنوبية) تتهمها باستخدام شفرات خبيثة للقرصنة
بوتين ومون جاي-إن يتوافقان على ضرورة التهدئة وإيران تقول إن التهديدات الأميركية خطر على العالم
جنيف ـ سيئول ـ وكالات: أعلن السفير الكوري الشمالي لدى الأمم المتحدة في جنيف هان تاي-سونج الثلاثاء أن التجارب النووية والصاروخية التي أجرتها بلاده أخيرا هي “هدايا” موجهة إلى الولايات المتحدة التي ستتلقى المزيد منها إذا لم تكف عن “استفزازاتها”
وقال الدبلوماسي الكوري الشمالي خلال مؤتمر للمنظمة الدولية حول نزع الأسلحة الكيميائية إن إجراءات الدفاع عن النفس الأخيرة التي اتخذها بلدي، جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية، هي هدية موجهة حصرا للولايات المتحدة”.وأضاف أن “الولايات المتحدة ستتلقى المزيد من هذه الهدايا من بلدي طالما أنها ماضية في استفزازاتها المتهورة ومحاولاتها العقيمة للضغط على جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية”. وشدد السفير الكوري الشمالي على أن “لا الضغوط ولا العقوبات ستجدي نفعا” مع بيونج يانج. واضاف محذرا أن كوريا الشمالية “لن تضع في أي حال من الأحوال قدرة الردع النووي التي تتمتع بها على طاولة المفاوضات ولن تتراجع قيد أنملة على طريق تطوير قوتها النووية ما لم يتم القضاء نهائيا على السياسة العدائية والتهديد النووي الأميركي لبلادي”. واثارت كوريا الشمالية الأحد قلقا دوليا عندما فجرت ما قالت انه قنبلة هيدروجينية يمكن وضعها على صواريخ بعيدة المدى. وفي 4 يوليو بينما كانت الولايات المتحدة تحتفل بعيدها الوطني أجرت كوريا الشمالية اول تجربة ناجحة على اطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات، في انجاز قال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-ون انه “هدية للأميركيين الأوغاد”.وتسببت التجربة النووية التي أجرتها كوريا الشمالية الأحد بانهيارات أرضية في منطقة الانفجار ومحيطها، كما تظهر الصور التي التُقطت عبر الأقمار الصناعية ونشرت الأربعاء والتي لا تظهر حفرة ناتجة عن الانهيار. وأحدثت التجربة النووية السادسة التي أجرتها كوريا الشمالية زلزالا بقوة 6,3 درجة، بحسب ما أعلن المعهد الجيولوجي الأميركي. وتبعت الزلزال هزة بقوة 4,6 درجة، الأمر الذي أثار أسئلة حول احتمال حصول “انهيار” في موقع الانفجار وانتشار المواد المشعة في الأجواء.وأكدت بيونج يانج انها أجرت تجربة ناجحة على قنبلة هيدروجينية يمكن تحميلها على الصاروخ البالستي العابر للقارات، ما أثار تنديدا دوليا قويا وفاقم التوترات.ونشر موقع “نورث 38″ التابع لجامعة جونز هوبكينز بواشنطن صورا التقطتها أقمار صناعية الإثنين تُظهر تغيرات على سطح الأرض في منطقة بونغي-ري، الموقع الرئيسي للتجارب النووية الكورية الشمالية. إذ تطايرت قطع من الارض في الهواء، وجرت الانزلاقات الأرضية مواد غير محددة الى الأنهر.وكتب الخبراء في موقع “نورث 38″ أن “الاضطرابات التي أحدثتها التجربة النووية الأخيرة أكثر وأوسع من تلك الناتجة عن التجارب النووية الكورية الشمالية الخمس السابقة. لا يبدو أن الانهيار أحدثت حفرة كما توقعت المذكرة التي صدرت بعد التجربة”. وقدرت سيئول قوة الانفجار بـ50 كيلوطن. فيما أشار الباحثون الأميركيون إلى أن قوة الانفجار بلغت 100 كيلوطن أو أكثر. وقدرت اليابان من جهتها أن قوة القنبلة بلغت 120كيلوطنا، أي أكبر بثمانية أضعاف قوة القنبلة الأميركية التي دمرت هيروشيما عام 1945 والبالغة 15كيلوطنا. وأشارت الوكالة الكورية الجنوبية للأمن النووي الأربعاء الى أنها لم تسجل أية آثار لمواد مشعة في عينات الهواء والأرض والماء التي أخذتها بعد التجرية.على صعيد آخر ذكرت الشرطة الكورية الجنوبية بأن كوريا الشمالية تقف وراء حادث تسرب المعلومات الخاصة بالتعاملات المالية، نتيجة للقرصنة على العشرات من ماكينات الصرف الآلي في بعض محطات مترو الأنفاق والمتاجر الصغيرة بسول في مارس الماضي، طبقا لما ذكرته شبكة “كيه.بي.إس وورلد” الإذاعية الكورية الجنوبية الأربعاء. وقال مكتب الأمن الالكتروني التابع للشرطة الكورية الجنوبية اليوم بأنه توصل عبر تحقيقات إلى أن بعض القراصنة الكوريين الشماليين قاموا بالقرصنة على الشبكة الالكترونية، التابعة لشركة محلية لماكينات الصرف الآلي، حيث قاموا بنشر برامج خبيثة في 63 ماكينة من أجل الحصول على حوالي 238 ألف معلومة من المعلومات الخاصة بالتعاملات المالية الالكترونية.وقالت الشرطة إنها ألقت القبض على أربعة أشخاص، قاموا باستخدام المعلومات المقدمة من القراصنة الكوريين الشماليين على نسخ بطاقات الائتمان، بتهمة مخالفة قانون شبكة المعلومات والاتصالات. وصرحت الشرطة الكورية الجنوبية بأن الشفرات الخبيثة التي استخدمت في عملية القرصنة تطابقت مع الشفرات الخبيثة التي تمت قرصنتها على الشبكة الالكترونية لوزارة الدفاع الكورية الجنوبية في سبتمبر العام الماضي.على صعيد آخر اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الكوري الجنوبي مون جاي-إن أنه من “الضروري تهدئة التوتر” في الملف النووي الكوري الشمالي، رغم عدم اتفاقهما على فرض عقوبات جديدة على بيونج يانج بعد تجربتها النووية الأخيرة.وجدد مون جاي-إن دعوته لاتخاذ اجراءات جديدة تحرم بيونج يانج من وارداتها النفطية الا ان بوتين حذر مجددا من ان “العقوبات والضغوط” لن تحل المشكة ودعا الى عدم “حشر” بيونج يانج. وقال مون جاي-إن في مؤتمر صحفي مشترك مع بوتين في فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي “نحن متفقون على أنه من المهم أكثر من أي وقت مضى حلّ مشكلة الصواريخ النووية الكورية الشمالية بأسرع وقت ممكن”. وأضاف “الرئيس بوتين وأنا متفقان على ضرورة تهدئة التوترات في شبه الجزيرة الكورية”.الا ان موسكو وسيول تختلفان الى حد كبير في مقاربتيهما من أجل تحقيق ذلك. منذ إعلان كوريا الشمالية أنها نفذت الأحد تجربة نووية، أطلقت كوريا الجنوبية مناورات بالذخيرة الحية، ونفّذت الثلاثاء مناورات بحرية لمحاولة ردع بيونج يانج عن أي استفزاز بحري.
والأحد، دعا مون جاي-إن إلى معاقبة جارته الشمالية “بأقسى عقاب”، ولاسيما فرض عقوبات من جانب الأمم المتحدة بهدف “العزل التام لكوريا الشمالية”. لكن بوتين، الذي ندد بالتجربة النووية، دعا في المقابل إلى الحوار، وانتقد فكرة فرض عقوبات جديدة، وحذّر من “الدخول في هستيريا عسكرية”. وفي لقائه مع نظيره الكوري الجنوبي الأربعاء جدد القول إنه “من المستحيل حلّ مشكلات شبه الجزيرة الكورية بالعقوبات والضغوط فقط”.وشدد على أنه “لا ينبغي الانجرار وراء المشاعر وحشر كوريا الشمالية”، داعيا العالم إلى التصرف بهدوء وتجنب الإجراءات التي تؤدي إلى تصعيد التوتر”.وأضاف “من دون الوسائل السياسية والدبلوماسية، سيكون من الصعب جدا إحراز أي تقدم (..) لا بل أظن أنه مستحيل”.وبعد التجربة النووية التي أثارت عاصفة من التنديد الدولي، اتصل بوتين بالرئيس الكوري الجنوبي وأيضا برئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذي سيشارك الخميس في مؤتمر اقتصادي في فلاديفوستوك ويلتقي بوتين للتباحث حول المسألة الكورية الشمالية. من جهة اخرى أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس الاربعاء ان التهديدات الاميركية دفعت بكوريا الشمالية لاجراء التجربة النووية واصفا تلك التهديدات بأنها “لعبة خطيرة على العالم بأسره”.وقال روحاني في كلمة امام حكومته بثها التلفزيون الرسمي “لماذا اختارت كوريا الشمالية حاليا هذا الطريق الذي يقلق الناس في شرق آسيا؟ انه بسبب التهديدات لكيان كوريا الشمالية”واضاف “هل يستطيع احد المزاح حول الاسلحة الذرية؟ عندما تملك دولة ما سلاحا نوويا، يصبح تهديد تلك الدولة لعبة خطيرة على العالم بأسره”. وتابع “نعتقد ان هذه المسألة يجب حلها بالمفاوضات والحوار”. وقال روحاني ان على المسؤولين الأميركيين تخفيف حدة خطابهم. وقال “دعوهم وشأنهم. لا تهددوا كوريا الشمالية بهذا الشكل وسوف تنصرف لحياتها وحياة شعبها”.من جهته دعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الثلاثاء المجتمع الدولي لفرض مزيد من العقوبات على كوريا الشمالية ردا على التجربة النووية السادسة التي اجرتها.وقال جونسون أمام البرلمان البريطاني في لندن “نحن نقوم الآن بالضغط على مجلس الأمن لتمرير قرار جديد بأسرع وقت ممكن، لفرض مزيد من العقوبات وإظهار وحدة المجتمع الدولي وإصراره”. وأوضح أنه تم استدعاء سفير كوريا الشمالية في بريطانيا لوزارة الخارجية “لتسليمه احتجاجا رسميا”. وأضاف أن “الصين التي تساهم في نحو 90 في المئة من التجارة الخارجية لكوريا الشمالية، لديها قدرة فريدة على التأثير على النظام” الكوري الشمالي. بدورها، أكدت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي في اتصال هاتفي مع الرئيس الأيركي دونالد ترامب على أهمية توصل مجلس الأمن الدولي بسرعة لإجراءات جديدة. وقال ناطق باسم مكتب رئيسة الوزراء إن “ماي قالت إن بريطانيا ستعمل مع الولايات المتحدة والشركاء الدوليين لمواصلة ممارسة ضغوط اقتصادية على كوريا الشمالية عبر مزيد من الاجراءات، بما فيها العقوبات”. وأبلغت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي مجلس الأمن أن حزمة العقوبات الجديدة ضد بيونج يانج يمكن أن تستهدف امدادات النفط الى كوريا الشمالية، ما قد يمثل ضربة قوية لاقتصاد هذا البلد المعزول. ويمكن أن تطال العقوبات الجديدة السياحة إلى كوريا الشمالية، وتمنع تشغيل مواطني هذا البلد في الخارج، ومعظمهم في روسيا والصين، ما يحرم النظام من عائدات مهمة جدا له بالعملة الصعبة، بحسب دبلوماسيين.

مواضيع: كورياالشمالية،#الأميركية،#  


الأخبار الأخيرة