تجارب إعلامية رقمية تسعى إلى تقديم نماذج ربحية في العالم العربي

  29 اكتوبر 2018    قرأ 736
تجارب إعلامية رقمية تسعى إلى تقديم نماذج ربحية في العالم العربي

تسعى تجارب عربية ومصرية في عالم الإعلام الرقمي إلى أن تكون لها نماذج ربحية في صناعة الأخبار، في الوقت الذي تواجه فيه المؤسسات الإعلامية عددا من التأثيرات مثل انتشار الأخبار المزيفة. جاء عرض عدد منها في المنتدى الأول لإعلام مصر، الأحد، بحضور عدد من الإعلاميين والصحافيين من العالم العربي، وبخاصة مصر في أحد فنادق القاهرة.

 

واعتبر محمد هاني، مدير تحرير صحيفة "الشرق الأوسط"، أن تقديم النموذج الرابح اقتصاديا من أكبر التحديات أمام وسائل الإعلام الرقمية، مؤكدا أن الصحف العربية والمحلية تربح من الإعلانات، أما المواقع الإلكترونية، وبخاصة التي ليس لها بديل ورقي، فلا تزال تبحث عن هذا النموذج، ضاربا المثل بموقع "الشرق الأوسط"، قائلا: "أنتجنا هذا العام (2018)، ما يقارب 850 فيديو لمواكبة احتياجات الجمهور العربي، في ظل تنامي مشاهدات الفيديو". جاء ذلك خلال كلمته في جلسة "تجارب المؤسسات الإعلامية الدولية الناطقة باللغة العربية في مواجهة صناع المحتوى".

وعرض علاء غطريفي، مدير تحرير مؤسسة "أونا" للإعلام بمصر تجربة استخدام "كروس ميديا" (تداخل الوسائط الإعلامية في قصة واحدة) في الإعلام الرقمي، معتبرا أن استخدام القصص "كروس ميديا" لا يزال تجربة حديثة العهد بالصحافة الرقمية المصرية، تسعى إلى أن تكون جذابة للقارئ العربي من جهة، وأن تكون مربحة اقتصاديا من جهة أخرى.

وأوضح غطريفي أنه في الوقت الذي أصبح فيه الخبر في متناول الجميع، تكمن أهمية القصص المعمقة، وفي الوقت نفسه المعتمدة على وسائط إعلامية منوعة كالفيديو والصور، من أجل جذب القارئ والمعلن، بعرض نماذج من مشاريع طبقتها مؤسسته باستخدام "كروس ميديا"، وأشار صحافيون مصريون إلى أن التقنيات الحديثة في الصحافة الرقمية تسعى إلى تطبيق ما بدأ في الصحافة الغربية.

ويقول أحمد الليثي، صحافي مصري في موقع "مصراوي" لـ"الشرق الأوسط"، إن إنتاج قصص بطريقة "كروس ميديا" يحتاج بداية إلى وعي من رئيس تحرير المؤسسة لأن يتفرغ عدد من المحررين لإنتاج قصة واحدة في مدة زمنية قد تصل إلى شهر، وأن تتوافر لهم الإمكانات المناسبة لهم للتنفيذ، فضلا عن تكوين فريق من محررين ومصورين ومطورين للويب، لكن طموح مواقع إلكترونية مصرية لتقديم نموذج اقتصادي مرهون بالعنصر البشري، أمر أكده الليثي بضرورة وجود كوادر صحافية مدربة لوضع خطط حول قصص معمقة، ولديهم معايير مهنية واضحة مثل الدقة في البحث عن المعلومات، فضلا عن تقليص حجم النص في القصص "كروس ميديا" للقارئ الذي أصبح "يشاهد أكثر مما يقرأ".

وتنتظر مارينا ميلاد، صحافية مصرية بمؤسسة "أونا"، أن يُقبل الإعلام الرقمي المصري على مزيد من إدماج التقنيات الحديثة لتحسين جودة القصص، وبالتالي تصبح نماذج ربحية تساعد المواقع الإلكترونية في "البقاء"، من تلك التقنيات إدخال الواقع الافتراضي (VR) والفيديو بتقنية 360 درجة، لتحذو حذو وسائل إعلام رقمية عالمية مثل صحيفتي "الغارديان" و"نيويورك تايمز".

وترى الصحافية فاتن الوكيل أن وسائل إعلام رقمية عالمية مثل شبكة "سي إن إن"، قدمت أكثر من نموذج لتجارب "كروس ميديا" وإدخال التقنيات الحديثة، لكنها تقول لـ"الشرق الأوسط": "ليس كل القصص تصلح لهذه التقنية، وبالتالي ستحكم التجربة، مصريا وعربيا، على مستقبلها". بينما ترى الصحافية سما جابر أن القصص العربية التي تستخدم "كروس ميديا" لا تصلح للتصفح من خلال الهاتف، بعكس قصص أجنبية، وبشأن خلق نموذج ربحي من وسائل الإعلام الرقمية، أكد سمير عمر، مدير مكتب "سكاي نيوز" بمصر، أهمية القصص المعمقة في الصحافة الرقمية، مشيرا في كلمته بالمنتدى إلى أن الخبر لم يعد جذابا اقتصاديا، وأن القصص التفسيرية والمعمقة قد تسعى لتكوين نموذج اقتصادي ناجح مستقبلا.

وأكد المشاركون في المؤتمر أن البحث عن نماذج ربحية أضحى ضرورة ملحة أمام الإعلام الرقمي، حيث لفتت فرح عطيات صحافية من جريدة "الغد الأردنية" في كلمتها، إلى أن الإغلاق الجبري أمام عدد من الصحف العربية مثل "السفير"، أو التحول إلى النسخ الرقمية فقط مثل صحيفة "الحياة"، أصبح مصيرا ينتظر كثير من الصحف المحلية والعربية، وبخاصة الصحف الخاصة، لتذكر في كلمتها أن شبح الإغلاق دفع القائمين بالصحيفة إلى الاهتمام بالموقع الإلكتروني للصحيفة، وبمنصاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة