لكن رغم سيل التهديدات، قال سيف الملوك إنه غير نادم على الإطلاق، وسيستمر في معركته القانونية ضد التعصب.
وأدى الانتصار القانوني الذي حققه سيف الملوك الى إطلاق سراح آسيا بيبي، المسيحية التي حكم عليها سابقاً بالإعدام بعد إدانتها بتهمة التجديف، وكانت في الأعوام العشر الماضية تنتظر تنفيذ الحكم، إلى أن ألغته المحكمة العليا أمس الأربعاء.
وقال سيف الملوك لوكالة فرانس برس إن "الحكم أظهر أن الفقراء والأقليات والفئات الدنيا من المجتمع يمكن أن تحصل على العدالة في هذه البلاد رغم عيوبها"، مضيفاً "هذا أسعد يوم في حياتي".
وخرجت تظاهرات ضد الحكم في جميع أنحاء البلاد، ودعا المتطرفون إلى التمرد على كبار ضباط الجيش، واغتيال قضاة المحكمة العليا.
فالتجديف مسألة حساسة جداً في باكستان، ويُمكن أن تتسبب إهانات صغيرة للاسلام والنبي بمحمد في تحريض جماعات متطرفة يمكن أن تتسبب باعمال عنف.
وأشار سيف الملوك إلى أنه يشعر الآن وكأنه طريدة دون خطة حماية أو هروب.
وقال: "لا أشعر بالأمان ولا الأمن بشكل مطلق، أنا الهدف الأسهل...بإمكان أي شخص أن يقتلني".
لكن الدفاع عن بيبي لم يكن سوى آخر القضايا التي ترافع فيها، في سلسلة طويلة من الملفات المثيرة للجدل التي عمل عليها المحامي الباكستاني.
ففي 2011 كان أحد الذين ترافعوا ضد الحارس الأمني ممتاز قادري الذي قتل رئيسه حاكم البنجاب سلمان تيسير أحد أبرز الذين انتقدوا قوانين التجديف في البلاد.
وقال سيف الملوك إنه أخذ هذه القضية على عاتقه في الوقت الذي جبن فيه الجميع خوفاً من الإسلاميين، قبل أن يتمكن من إدانة قادري الذي أعدم لاحقاً.
وقال سيف الملوك إن حياته من منذ ذلك الوقت لم تعد كما في السابق، فهو لا يخالط أحداً اجتماعياً ويعيش في يقظة وتنبه مستمرتين، وتصله التهديدات باستمرار.
وأضاف المحامي "إذا كنت تعمل على قضايا مماثلة، فيجب أن تكون مستعداً للنتائج "، لكنه اعتبر أن ما تحقق يستحق المخاطرة.
وقال: "أظن أنه من الأفضل أن تموت رجلاً شجاعاً وقوياً، لا فأراً وخائفاً".
وتابع "أنا أقدم مساعدتي القانونية إلى جميع الناس".
مواضيع: