قرية مزبر .. سحر الطبيعة وعبق الزمان

  09 سبتمبر 2017    قرأ 787
قرية مزبر .. سحر الطبيعة وعبق الزمان
تزخر الكثير من القرى على امتداد رقعة السلطنة بالعديد من المقومات الطبيعية التي حبا الله بها عُمان من طبيعة متنوعة بين السهل والجبل والساحل وهو ما جعل أهل عمان منذ القدم يسطرون تاريخ حضارة متنوعة ومتكاملة بين مختلف الأماكن وذلك حسب جغرافية المكان الذي استوطنه العماني على امتداد تاريخه وجعله يشمر عن ساعد الجد ليبني الحضارة التي أشادت بها الأمم على مر العصور.
وبين أحضان جبال الحجر تقع قرية مزبر شاهدة على تاريخ الإنسان منذ القدم بمعالمها وافلاجها ومزارعها وهي إحدى القرى التي تتبع إدارياً ولاية المضيبي.
“الوطن” زارت القرية وتعرفت على روعة المكان وسحر حياة النقاء والطبيعة الراقية بين جنبات هذه القرية الهادئة حيث البساطة والصفاء.
وقد رافق “الوطن” في الزيارة عبدالمجيد بن عبدالله الحمحامي والذي تحدث لنا عن هذه القرية حيث قال: وهبنا الله في قرية مزبر بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى بداية بمناظرها الخلابة خصوصاً بعد فترات سقوط الامطار ونزول الاودية، حيث المياه المتدفقة في الوادي والتي أصبحت يقصدها كثير من السياح من مختلف محافظات السلطنة، كما يقصدون أيضاً ولاية دماء والطائيين لقربها الجغرافي من القرية بشكل عام وذلك لوجود العوامل الأساسية التي يحتاجها السائح وأيضاً للترحيب والمعاملة الحسنة التي يجدونها ولوجود بعض القلاع والحصون القديمة.
بداية نتحدث بالمكان الذي يكون بداية حدود قرية مزبر هو مكان يسمى “سبوح” وهو بداية فلج مزبر وهو أحد الافلاج الغيلية والذي يكثر في مزارعه التي يرويها على امتداد القرية زراعة النخيل مثل الخلاص الخنيزي والاصناف الاخرى من النخيل وكذلك اشجار المانجو والليمون وسائر المزروعات ويوجد أيضاً في ذلك المكان بئر تسمى بطوي “سبوح” وهي بئر واحدة فقط في تلك القرية رغم ان تلك البئر موقعها غير مناسب وذلك لقلة الماء في ذلك المكان مما جعل القرية تعاني من قلة الآبار مما يسبب الشح في الماء في فترة الصيف وفترات الجفاف وعدم سقوط الامطار على فترات طويلة مما يؤدي الى فقدان كثير من المزروعات
وبعد “سبوح” نتجه الى الموقع الثاني في القرية والذي يسمى (الحصاري) ويتميز هذا المكان بزراعة شجرة السفرجل والفيفاي وبقاء الماء في ذلك المكان لفترة من الزمن وبعد ذلك يأتي مكان يسمى (الظاهر) والذي ينتصف قرية مزبر وهو المكان الذي يتميز بمنظر جميل جداً لكونه مطلاً على الجبل ويكثر فيه النباتات في الجبل في فصل الشتاء مثل الحميظاء والعسبق وكثير من النباتات الجبلية الاخرى.
ويواصل الحمحامي: نظراً لوجود نعم ربانية ويسمى هذا المكان (الخب) وهو مكان يأخذ منه الماء لهذه القرية لوجود عين تسمى بعين (الخب) والذي يدوم الماء في ذلك المكان وهو مكان من الصعب الوصول اليه ويتميز بمناظر جميلة والذي تخرج منه الماء من العين بشكل تدريجي ويكثر فيه زراعة العنب في ذلك المكان وبعدها اتجهنا الى مكان يسمى (شخاص) وهو المطل على الأودية وهو مكان تتجمع فيه الشعاب والأودية ويكثر في هذا الموقع جميع أنواع النخيل مثل بو نارنجه والخنيزي والهلالي والزبد وسائر النخيل وبعد ذلك توجهنا الى مكان يسمى (البدع) وهو المكان الذي يأتي على نهاية البلد والذي يتميز بتلك الشجرة التي يقصدها معظم المواطنين لعلاج الكسور وبعض الامراض وهي تسمى تفر التيس وبعض الاشجار
كما حدثنا عبدالمجيد الحمحامي عن قلعة مزبر وبرج مزبر والمجلس العام في القرية حيث قال: قلعة مزبر وهي قلعة تم بناؤها قديماً والتي بنيت بجذوع النخل والطين المحروق وبنيت بطابقين وتوجد بها كتابة على بابها.
أما مجلس مزبر والذي شُيّد حديثاً وبني بالحصى والذي يتميز بشكله الجذاب وموقعه المطل على القرية وهو يتسع لأكثر من ألف شخص ويوجد أيضا مجلس قديم جداً بالقرية يتوسط القرية، وتحدث عن فريق مزبر الرياضي الثقافي الذي يجتمع فيه مختلف الفئات العمرية في معظم الاوقات لإقامة الاحتفالات والاجتماعات وقضاء أوقات الفراغ ويتمسكون بالعادات والتقاليد كونهم يجتمعون شباباً وشياباً متداخلين فيما بعضهم وهذا مما جعل السياح ينجذبون الى تلك القرية ويعجبون بهذه القيم والمبادئ.

مواضيع: مزبر،#سحر،#  


الأخبار الأخيرة