مواجهة بين ترامب وأوباما.. من أجل الكونغرس

  05 نفومبر 2018    قرأ 787
مواجهة بين ترامب وأوباما.. من أجل الكونغرس

واصل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نهاية الأسبوع الماضي، جولاته الانتخابية سعياً للحفاظ على الأغلبية الجمهورية في الكونغرس، خلال الانتخابات التشريعية التي تجري يوم غد الثلاثاء، في حين كان سلفه باراك أوباما يتحرك أيضاً انتخابياً لحشد الدعم لحزبه الديمقراطي.

 

وسيحدد الموعد الانتخابي الأول منذ الانتخابات الرئاسية في 2016، من سيهمن على غرفتي الكونغرس حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر(تشرين الثاني) 2020، والتي لا يخفي ترامب نيته الترشح لها.

تفعيل قاعدة الحزب الجمهوري
كرر ترامب القول، أمام أنصاره أول أمس السبت، بأن شعاره هو "لنحافظ على عظمة أمريكا"، وهو تتمة منطقية لشعار "لنعد إلى أمريكا عظمتها"، الذي رفعه خلال حملته الانتخابية عام 2016.

وأضاف خلال تجمع لدعم المرشحين الجمهوريين في بلغراد في ولاية مونتانا، أن "برنامج الديمقراطيين بشأن الهجرة هو جذب الاتجار بالمخدرات والاتجار بالبشر وتجمعات المجرمين"، وتابع "يريدون لأمريكا أن تصبح معقلاً كبيراً لأفراد العصابات"، ثم توجه إلى سكان هذه الولاية، الواقعة في شمال غرب البلاد، قائلاً لهم "سيكون عليكم إغلاق أبوابكم ونوافذكم على الدوام في حال فوز الديمقراطيين".

ويسعى المرشحون الجمهوريون أيضاً للحصول على دعمه، الذي يبقى الشخصية الأكثر شعبية في الحزب الجمهوري.

وينشط الرئيس منذ عدة أسابيع بشكل شبه يومي تقريباً، لإقناع من صوتوا له قبل عامين بالعودة إلى مكاتب الاقتراع، وبخلاف ما كان يفعل أسلافه، فهو أراد أن تكون انتخابات نصف الولاية استفتاء على شخصه.

وأمام اتهامه من الديمقراطيين بأنه تهاون مع اليمين المتطرف، وكان بشكل غير مباشر محفزاً للهجوم الدامي على كنيس يهودي في بيتسبورغ، ركزت حملته على ملفين رئيسيين، هما الوضع الجيد للاقتصاد الأمريكي، والتصدي للهجرة غير الشرعية، التي يعتبر أنها تؤثر على الوضع الأمني.

وكرر قوله إن "كونغرس جمهورياً يعني مزيداً من الوظائف وجرائم أقل"، وشدد على أن حدوث "موجة زرقاء (ديمقراطية) يساوي موجة إجرامية، الأمر بهذه البساطة"، وفي المقابل اعتبر أن "موجة حمراء (جمهورية) تساوي وظائف وأمن".

وعندما يذكر اسم خصمه يستخدم أيضاً الحرف الأول من اسم والده حسين، ويقول "باراك إتش أوباما"، وقال عن سلفه في البيت الأبيض، "شاهدته اليوم، لم يكن هناك جمع غفير في تجمعه".

وخاطب حشداً في ماكون بولاية جورجيا أمس الأحد، وهاجم فيه دعم أوباما للمرشحة الديموقراطية ستايسي أبرامز، والتي من الممكن أن تصبح أول حاكمة سوداء البشرة للولاية، وقال "إنك تضع ستايسي هناك، سوف تتحول جورجيا إلى فنزويلا، تريد ستايسي أبرامز تحويل دولتك الرائعة إلى مدينة ملاذ عملاقة للأجانب المجرمين، مما يضع عائلات جورجيا الأبرياء تحت رحمة المجرمين والمجرمين المفصولين".

وحذر من اقتصاد ضعيف، في رسالة وجهها إلى القاعدة الجمهورية لدفعهم إلى صناديق الاقتراع، مشيراً إلى مخاوفه من سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس والتأثير على قضايا مهمة مثل الهجرة.

أوباما يجادل
وقبل 8 سنوات، واجه أوباما فوزاً كبيراً للجمهوريين، خلال أول انتخابات نصف ولاية في عهده، في ما اعتبر ثورة التيار المحافظ في "حزب الشاي" في ظل تدهور كبير لشعبية الرئيس الديمقراطي، وفي انتخابات هذا العام، بات هو الوجه الأكثر طلباً من المرشحين الديمقراطيين لتقديم الدعم لهم، وهو الدور الذي كان يتولاه سابقاً بيل كلينتون.

وقال مساء الجمعة الماضي، في أتلانتا بجورجيا، حيث حضر لدعم ستايسي أبرامز، المرأة التي قد تصبح أول حاكمة سوداء البشرة تنتخب على رأس هذه الولاية الجنوبية، "أنا هنا لسبب بسيط، لأطلب منكم أن تذهبوا للتصويت"، وأضاف أن "انعكاسات الامتناع عن التصويت كبيرة، لأن أمريكا على مفترق طرق وقيم بلادنا على المحك".

ومع أنه لم يذكر دونالد ترامب بالاسم، فإنه ندد بخطاب يهدف كما قال إلى "محاولة إخافتكم بكل أشكال الفزاعات"، وأشار في غاري بولاية إنديانا أمس، إلى أن التهديد الوجودي جاء من خلفه نفسه، على الرغم من أنه لم يذكر اسم ترامب بالاسم، إلا أنه وضع صورة للسياسة الحالية التي كانت بطريقته الخاصة على قدم المساواة، يقودها رجل لا يتورع عن الكذب أو عن اللعب بمخاوف الناس.

وكما سخر من تركيز ترامب في الأيام الأخيرة من الحملة على قافلة طالبي اللجوء من أمريكا الوسطى مما جعل طريقهم محفوفة بالمخاطر إلى حدود الولايات المتحدة، قائلاً "قبل أسبوعين من الانتخابات، يخبروننا بأن التهديد الأعظم الوحيد لأمريكا هو مجموعة من اللاجئين الفقراء الجوعى والمكسورين والجياع على بعد 1000 ميل".

وانتقد الجمهوريين "بشكل صارخ، مراراً وتكراراً، وبذخ، وبلا خجل"، حول جهودهم لإلغاء حماية قانون الرعاية بأسعار معقولة لأولئك الذين يعانون من ظروف موجودة مسبقاً، حسب تعبيره.

ارتفاع نسبة المشاركات
وبعد مفاجأة الانتخابات الرئاسية لعام 2016، أبدت وسائل الإعلام الأمريكية مزيداً من الحذر، متفادية تقديم تكهنات نهائية، انطلاقاً من استطلاعات الرأي التي تعطي أفضلية على المستوى الوطني للديمقراطيين في مجلس النواب.

وضمن 435 مقعداً في مجلس النواب، التي سيتم تجديدها لعامين، ينحصر التنافس في 60 دائرة، في حين أن باقي الدوائر شبه مضمونة لهذا الطرف أو ذاك، وأما في مجلس الشيوخ، فإن التنافس يدور على 35 من 100 مقعد لولاية من 6 سنوات، ومن المصادفات أن هذه المقاعد الـ35 توجد بمعظمها في ولايات محافظة، ما يعقد على الديمقراطيين سعيهم لاختراقها.

ومع تمحورها حول ترامب، يبدو أن هذه الانتخابات تحظى بحماسة غير مسبوقة بالنسبة إلى موعد انتخابي لا يجلب عادة إلا ما بين 40 و45% من الناخبين، مقابل أكثر من 60% في الانتخابات الرئاسية.

وبحسب مايكل ماكدونالد، الأستاذ بجامعة فلوريدا، والمتخصص في مسألة التصويت المبكر عبر المراسلة أو بشكل شخصي في معظم الولايات الأمريكية، فإن أكثر من 32 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم، وهو ما يمثل زيادة بـ20% عن إجمالي التصويت المبكر في انتخابات نصف الولاية في 2014 ما يعني أن الحماس لهذا الاقتراع شبيه بالحماس الذي تثيره الانتخابات الرئاسية.

وتم فرز 33 مليون صوت في التصويت المبكر، وهو عدد أكبر بكثير مما كان عليه في هذه المرحلة قبل 4 سنوات، ولا تزال استطلاعات الرأي تشير إلى أن الديمقراطيين يتمتعون بفرصة كبيرة، على الرغم من الإحراج الذي يسببه استقصاء آراء عام 2016.

وأظهر آخر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال / إن بي سي نيوز"، أن الديمقراطيين ارتفعوا بفارق 7 نقاط فيما يتعلق بمن أرادوا السيطرة على الكونغرس.

ويفضل الجمهوريون الاحتفاظ بأغلبية ضئيلة في مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي يتألف حالياً من مقعدين، مما سيسمح لهم بالاحتفاظ بسلطة الموافقة على المحكمة العليا الأمريكية والترشيحات القضائية الأخرى على أساس الأصوات المباشرة للحزب.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة