تقرير: موجة اليمين المتطرف قد تغرق أوروبا

  05 نفومبر 2018    قرأ 1066
تقرير: موجة اليمين المتطرف قد تغرق أوروبا

يشكل صعود اليمين المتطرف في أوروبا ودول أخرى هاجساً يقلق المجتمع الدولي ككل، خاصة أن التيار اليميني يلقى قبولاً في ظل موجة الهجرة التي أرخت بظلالها على القارة العجوز، ومع فتح ألمانيا أحضانها أمام المهاجرين بشكل كبير، مثيرة استفزاز حزب البديل اليميني الذي بات يهدد عرش الاتحاد المسيحي الديمقراطي بعد عزم ميركل على الرحيل.

وبعد أن نجت فرنسا بالإفلات من قبضة اليمين المتطرف ممثلاً بزعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبان في انتخابات 2017، تعاود لوبان ضرب شعبية ماكرون في الاستطلاعات الأخيرة، متقدمة عليه ورافعة بذلك أمل اليمنيين في الوصول للإليزيه.

وقالت صحيفة "اندبندنت" البريطانية في تقرير نشرته أمس الأحد، إن زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية اليمينية مارين لوبان تغلبت على الرئيس الفرنسي الوسطي إيمانويل ماكرون مجدداً في استطلاع للرأي حول نوايا التصويت لانتخابات البرلمان الأوروبي التي ستجرى في مايو (أيار) 2019.

وأكدت الصحيفة، أن الجبهة الوطنية الفرنسية تقدمت في الاستطلاع من 17% نهاية أغسطس (آب) إلى 21% في نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري لأول مرة. وارتفعت نسبة اليمين الفرنسي ككل إلى 30% بعد حصول أحزاب يمينية أخرى على نسبة تقدم وصلت إلى 10% في الاستطلاع الأخير.

ويقدم الاستطلاع الذي أجري أمس الأحد، دليلاً واضحاً على أن فرنسا بدأت بالتحول نحو اليمين، ويعطي الاستطلاع توقعات بأن انتخابات البرلمان الأوروبي في 2019 ستشهد معركة قوية بين الأحزاب اليسارية الموالية للاتحاد الأوروبي واليمينية المنادية بوقف الهجرة والعولمة.

ويخدم سيطرة حزب البديل الألماني على أكبر عدد من المقاعد في "البوندستاغ" أو البرلمان الألماني مصالح اليمين في انتخابات البرلمان الأوروبي 2019، كما شكل صعود ائتلاف يمين الوسط في الانتخابات التشريعية 2018 في السويد عامل دعم جديد يضاف إلى سجل إنجازات اليمين في أوروبا.

كان لصدى اليمين في إيطاليا تأثيراً كبيراً على أوروبا ككل، وبفوزه بالانتخابات الإيطالية العامة في مارس (آذار) 2018 صار اليمين في أوروبا أقوى من أي وقت مضى، وبدأ برسم ملامح سياسة الاتحاد الأوروبي الجديدة المتمثلة في إصلاح نظام الهجرة قبل كل شيء.

نصر آخر حققه اليمينيون في المجر بفوز رئيس الوزراء فيكتور أوربان، الذي قدم نفسه كمدافع عن أوروبا بتبنيه سياسة عنصرية ضد المهاجرين وخاصة المسلمين منهم بولاية ثالثة في انتخابات أبريل (نيسان) 2018.

وبالعودة لفرنسا التي تعد واحدة من أهم دول الاتحاد الأوروبي، فإن وعود ماكرون لم تجن ثمارها إلى الآن، فالبطالة ما زالت مرتفعة، والضرائب تشكل سخطاً شعبياً كبيراً ضد حكومة اهتزت أكثر من مرة وغادرها وزير الداخلية جيرار كولومب ثاني أهم مسؤول في الحكومة الفرنسية بعد رئيسها المُستقيل إدوار فيليب.

إن صعود اليمين في أوروبا أصبح حقيقياً ومقلقاً، وما كان ليصل إلى ما هو عليه الآن لولا إخفاق الاتحاد الأوروبي في التعامل مع أزمة الهجرة بالدرجة الأولى، وتحميل دول كإيطاليا عبئاً لا يطاق دون مد يد العون لها وتركها وحيدة حتى وقعت في قبضة اليمين الذي يحلم بالسيطرة على كل أوروبا.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة