ووجد باحثو جامعة Vanderbilt, بعد تحليل بيانات 8700 شخص على مدى 50 عامًا ,أن قلوب المدخنين تتطلب أكثر من عقد من الزمن لتتخلص من الأضرار المهددة للحياة، بما في ذلك النيكوتين والتبغ وعدد لا يحصى من المواد الكيميائية الأخرى الموجودة في السجائر.
و أوضحت المعدّة الرئيسية للدراسة، ميريديث دونكان، وهي طالبة دكتوراه في المركز الطبي في جامعة Vanderbilt، أن القلب والأوعية الدموية هما الأسرع في التعافي من أضرار التدخين، أما الرئتين فهي قصة أخرى تمامًا.
وأرادت دونكان وفريقها في Nashville، في ولاية تينيسي الأميركية، استكشاف المدة التي يحتاجها الجسم بعد الإقلاع عن التدخين، لإظهار تأثيرات صحية حقيقية.
و جمع الفريق بيانات حللتها دراسة أجراها مركز Framingham Heart، بدأت في العام 1948 واستمرت حتى العام 1975، حيث شملت جيلين من الناس (نصفهم تقريبًا من المدخنين).
وصّنف فريق البحث "المدخنين الشرهين" على أنهم الأشخاص الذين يدخنون ما يعادل علبة سجائر واحدة في اليوم على مدى 20 عامًا. وعانى المدخنون الشرهون من خطر الإصابة بنوبة قلبية بنسبة 70%، وبعد 5 سنوات، انخفضت المخاطر بنسبة 38% بعد الإقلاع عن التدخين.
واستغرق الأمر 16 عاما تقريبًا بعد الإقلاع عن التدخين، لعودة مستوى خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية إلى المعدل الطبيعي.
و تبيّن أن الأوعية الدموية هي المستفيد الأول من فوائد الإقلاع عن التدخين، فبعد 20 دقيقة فقط من توقف المدخن عن التدخين، ينخفض معدل ضربات القلب ويعود ضغط الدم إلى المستوى الطبيعي.
و تستقر بعد 12 ساعة، مستويات أول أكسيد الكربون في الدم، في حين ينخفض خطر الإصابة بنوبة قلبية بعد نحو أسبوع، لأن القلب والأوعية الدموية "تتخلص نسبيا من المواد الكيميائية الموجودة في دخان السجائر، التي تجعل الصفائح أكثر "لزوجة"، وتسبب تجلط الدم".
وتضيف دونكان موضحة "حتى بالنسبة للمدخنين الشرهين، لا يمكن المبالغة في تقدير فوائد الإقلاع عن التدخين".
يذكر أن مرض القلب هو القاتل رقم واحد في كل بلد بالعالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا، في حين أن المعدلات ترتفع بسبب السمنة والإجهاد وعدم ممارسة الرياضة وتناول الوجبات غير الصحية.
و تحوّل البعض في السنوات الأخيرة، إلى تدخين السجائر الإلكترونية، وهي ممارسة مشكوك فيها وغير مدروسة، حيث ثبت أن ضررها على جسم الإنسان لا يختلف عن ضرر السجائر العادية.
مواضيع: