ويبدو أن نظام منع الكبح الآلي على طرازي بوينغ 737 MAX 8 وMAX 9، الذي يهدف إلى مساعدة الطيارين على تجنب رفع مقدمة الطائرة بصورة خطيرة عن طريق الخطأ، يمكن أن يدفع الطائرة في ظروف غير اعتيادية إلى الأسفل بشكل غير متوقع وبقوة، بحيث لا يمكن للطيار إعادتها إلى الوضع الأفقي مرة أخرى.
وفي نشرة الأمان التي عممتها شركة بيونغ على كافة شركات الخطوط الجوية التي تستخدم طائراتها بعد أسبوع على كارثة الطائرة الإندونيسية، قالت الشركة الأميركية إن مثل هذا السيناريو يمكن أن يؤدي إلى غوص حاد أو تحطم، حتى لو كان الطيار يقود الطائرة يدويا.
جاء هذا التحذير بمثابة مفاجأة للعديد من الطيارين الذين يقودون أحدث الطرز من طائرات بوينغ، وفقا لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
وقال خبراء السلامة المشاركين في التحقيق، إن بوينغ لم تبلغ أيا من مديري شركات الطيران ولا الطيارين بأن هذا النظام قد أضيف إلى أحدث طرز 737، وبالتالي لم يكن الطيارون مستعدين للتعامل مع المخاطر المحتملة.
وقال رئيس لجنة السلامة التابعة لنقابة طياري "أللايد" الأميركية التي تشمل 15 ألف طيار، النقيب مايك ميخائيلس: "إنه لمن الغباء أن يضعوا نظاما على طائرة ولا يبلغوا الطيارين الذين يقودونها، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتحكم بالطيران"، وأضاف متسائلا "لماذا لم يتدربوا عليها؟".
وقال مدير في إدارة الطيران الفدرالية، على اطلاع على التفاصيل، إنه لم يتم التطرق إلى إضافة أنظمة التحكم في الطيران الجديدة في طرز 737 المختلفة في أي مواد تدريبية أو خلال المناقشات المطولة بين شركات الطيران والسلطات المنظمة.
وبينما رفضت بوينغ الإجابة على أسئلة محددة الاثنين، فقد قالت في بيان: "نحن نتخذ كل التدابير لفهم جميع جوانب هذا الحادث بشكل كامل، ونعمل عن كثب مع فريق التحقيق وجميع السلطات التنظيمية المعنية. نحن واثقون من السلامة على طائرة 737 ماكس".
ووفقا لمسؤولي الصناعة ومسؤولين حكوميين فقد قامت بوينغ بتسويق طائرات "737 ماكس 8" جزئيا، عبر إبلاغ العملاء بأنها لن تحتاج إلى طيارين يخضعون لتدريب إضافي على جهاز محاكاة يتجاوز ما هو مطلوب بالفعل للطرز القديمة.
وقال أحد كبار المسؤولين في بوينغ، إن الشركة قررت عدم الكشف عن مزيد من التفاصيل لأطقم قمرة القيادة بسبب المخاوف من إغراق الطيارين بكمية كبيرة من المعلومات، وبقدر كبير من البيانات التقنية، أكثر مما يحتاجون أو يمكن أن يستوعبوه.
يشار إلى أن طائرة الرحلة 610 التابعة لشركة "ليون إير" الإندونيسية كانت قد تحطمت بعد دقائق من إقلاعها من مطار جاكرتا في الطقس الجيد، وواجهت مشاكل مع مؤشرات السرعة الجوية ونظام تغذية البيانات لأجهزة الكمبيوتر حول زاوية مقدمة الطائرة.
وتسبب الأمر بسقوط الطائرة، ومقتل جميع من كانوا على متنها، البالغ عددهم 189 شخصا، بمن فيهم طاقمها.
مواضيع: