ميركل تهاجم «الحمائية» و«الانعزالية» .. وتحذر: أطماع الصين توسعية

  01 يوليو 2017    قرأ 681
ميركل تهاجم «الحمائية» و«الانعزالية» .. وتحذر: أطماع الصين توسعية
حذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من النزوع إلى "الحمائية" و"الانعزالية" قبل قمة مجموعة العشرين في ألمانيا، في نقد مبطن لمواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الذي سيشارك في القمة.
ووفقا لـ "الفرنسية"، فإن ميركل قالت أمس، أمام مجلس النواب في برلين بشأن قمة مجموعة العشرين التي ستعقد يومي السابع والثامن من تموز (يوليو) المقبل، في هامبورج، إنه لا يمكن أن تكون هناك حدود أمام أي من التحديات التي يواجهها العالم.
وأضافت: "لذلك وأكثر من أي وقت مضى، فإن من يظنون أنه بالإمكان حل مشاكل العالم من خلال الحمائية والانعزالية يرتكبون خطأ كبيرا".
وأكدت ميركل التي اجتمعت أمس، في برلين بعديد من القادة والمسؤولين الأوروبيين في مسعى لتشكيل جبهة موحدة قبل قمة مجموعة العشرين، أنها تتوقع من هذه القمة رسالة واضحة مؤيدة لأسواق منفتحة ومناهضة للانعزالية.
وذكرت أنها حددت كهدف للقمة التي يشارك فيها خصوصا الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترمب "أن يظهر القادة إدراكهم لمسؤولياتهم إزاء الكرة الأرضية بأسرها ويتحملونها".
وتابعت: "نحن بحاجة أكثر من أي وقت آخر إلى مجموعة العشرين لأن العمل المتعدد الأطراف يتيح تسوية المشاكل المشتركة أفضل بكثير من حلها كل على حدة في المستوى الوطني".
ومع أن ميركل لم تذكر أحدا بالاسم إلا أن تصريحاتها تستهدف بوضوح مواقف ترمب الذي أعلن انسحاب بلاده من اتفاق باريس للمناخ ويتبنى خطابا حمائيا في المستوى التجاري.
ويتوقع أن يكون النقاش في قمة مجموعة العشرين القادمة التي تجمع قادة أهم اقتصادات العالم ودول تمثل ثلاثة أرباع التجارة العالمية، صعبا.
وبعد أن كانت العلاقات بين ألمانيا والولايات المتحدة جيدة جدا إبان حكم الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، باتت تشهد توترا منذ إعلان خلفه ترمب انسحاب بلاده من اتفاق باريس وخطابه الحمائي على صعيد التجارة.
ويستهدف ترمب بشكل خاص ألمانيا والسيارات التي تصدرها إلى الولايات المتحدة وسبق أن هدد بتعريفات جمركية عليها.
وفيما يتعلق بالمناخ، قالت ميركل إن "الخلاف مع الولايات المتحدة معروف ولن يكون من الصواب إخفاؤه، وأنا لن أقوم بذلك في كل الأحوال".
وأضافت أن أوروبا "أكثر تصميما من أي وقت مضى" على مكافحة التغير المناخي، مشددة على أن اتفاق باريس غير قابل للتفاوض من جديد، في استبعاد لطلب من الإدارة الأمريكية بإعادة التفاوض حول الاتفاق.
ومن المتوقع أن تكون قمة مجموعة العشرين التي تمثل 75 في المائة من التجارة الدولية، أحد اللقاءات الدولية الأكثر خلافية في السنوات الأخيرة.
ولمواجهة نقاط الخلاف مع واشنطن جمعت ميركل أمس، في برلين عددا من القادة الأوروبيين وبينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لتشكيل جبهة موحدة.
واتهم وزير خارجية ألمانيا سيجمار جابريال واشنطن صراحة بالسعي إلى التخريب.
وقال جابريال الثلاثاء الماضي "ليست هناك استراتيجية مناهضة للولايات المتحدة وبالتأكيد ليس من جانب الحكومة الألمانية، لكن هناك واضعي استراتيجية أمريكيين يخططون لسياسات مناهضة لأوروبا ولألمانيا".
ونظرا للإشكاليات مع واشنطن تسعى ميركل تحضيرا لمجموعة العشرين إلى عقد تحالفات في ملفي المناخ أو التجارة مع قوى آسيوية ناشئة كالهند والصين. لكن ذلك لا يحول دون حذرها من طموحات بكين.
وحذرت ميركل في مقابلة أمس، من النزعة التوسعية الاقتصادية لدى الصين، التي تعتبر أوروبا، بحسب المستشارة الألمانية "شبه جزيرة آسيوية".
وأضافت: "على أوروبا العمل بلا هوادة للدفاع عن تأثيرها"، معربة عن دعم مشروع ماكرون الهادف إلى تعزيز الدفاع على المستوى الأوروبي عن القطاعات الصناعية الاستراتيجية في مواجهة أطماع الخارج.
ويعكس هذا الدعم الدينامية المستعادة في العلاقة الفرنسية الألمانية، رغم أن تنافسا على الزعامة الأوروبية بدأ يرتسم بين ميركل وماكرون.
فقد حقق الرئيس الفرنسي أخيرا، إنجازين دبلوماسيين، مع نجاحه في إحضار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى باريس، وإحرازه موافقة ترمب على المشاركة في احتفال فرنسا باليوم الوطني الفرنسي في 14 تموز (يوليو) المقبل.
ووفقا لـ"الفرنسية"، فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا أمس، إلى تفادي "قطيعة" مع الولايات المتحدة وعدم "عزل" واشنطن، من دون أن يخفي خلافاته مع الإدارة الأمريكية.
وقال ماكرون بعد لقاء مع عدة قادة أوروبيين للتحضير لقمة مجموعة العشرين "العلاقة مع الولايات المتحدة قديمة وعميقة في مجالات عدة، وهي تواجه اليوم خلافات حول مسائل عدة".
وأضاف: "من المهم ألا نتنازل عن شيء عندما ندافع عن موقف حق، كما هو الحال بشأن المناخ، لكن علينا عدم قطع محادثات مهمة وضرورية للحفاظ على التوازن في العالم" وذلك بعد أن انسحبت الولايات المتحدة من اتفاق باريس حول المناخ، وقيام ترمب بالدفاع عن المواقف الحمائية في مجال التجارة.
وتابع ماكرون عن مشكلة المناخ "من غير المجدي عزل دولة"، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
وقال: "نحن نتقاسم عديدا من الأمور مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، ونتشارك معها في مسارح العمليات العسكرية في بلدان عدة في إفريقيا والشرق الأوسط، ونحن بحاجة إليها على الصعيد العسكري وفي مجال التعاون الأمني".
وفي هذا الإطار رحب ماكرون بقبول ترمب دعوته حضور العرض العسكري في 14 تموز (يوليو) على جادة الشانزليزيه.
وقال إن هذه الدعوة "تندرج في إطار هذه الفلسفة" مع "علاقات تاريخية" بحسب الرئيس الفرنسي.
وأضاف: "أنها طريقة أيضا لإعادة ترسيخ العلاقة في عمقها التاريخي".
من جهته، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالإعداد الألماني لقمة مجموعة العشرين "جي20" مطلع الشهر القادم في مدينة هامبورج.
وبحسب "الألمانية"، فإن بوتين قال أمس، خلال لقائه مع وزير الخارجية الألماني زيجمار جابريل في الكرملين: "إننا نؤيد ترتيب الأولويات الذي اختارته ألمانيا للقمة".
وإلى جانب الخلافات مع الرئيس الأمريكي تهدد ملفات خلافية أخرى بالتشويش على قمة مجموعة العشرين.
واستقبلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس، في لقاء لمدة نصف ساعة في ديوان المستشارية.
كما التقت ميركل أمس، مع بعض الشركاء الأوروبيين لقمة مجموعة العشرين تمهيدا لاجتماع القمة المنتظر في مدينة هامبورج الألمانية.
وتم التطرق لمناقشة موقف موحد تجاه سياسة الانعزال التي تتبعها واشنطن.
AzVision.az

مواضيع: اقتصادية  


الأخبار الأخيرة