الرئيس الأميركي عرض على بغداد استبدال ديون «الغزو» بالبترول!

  27 نفومبر 2018    قرأ 1349
الرئيس الأميركي عرض على بغداد استبدال ديون «الغزو» بالبترول!

نقل موقع Axios الأميركي، عما قال إنها مصادر مطلعة، إن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عرض مرتين على رئيس الوزراء العراقي فكرة سداد ديون الحرب الأميركية بالنفط العراقي وهو طلب مثار جدلٍ كبير، يتعارض مع المعايير والمنطق الدوليَّين.

وبينما يبدو أنَّ ترامب قد تخلى أخيراً عن هذه الفكرة، لم يُكشف عن طرحه الفكرة بصفته رئيساً مرتين على رئيس الوزراء العراقي، وأنَّه أثارها بشكلٍ منفصل في غرفة العمليات مع فريق الأمن القومي خاصته. إذ طرح ترامب، في مارس/آذار من العام الماضي (2017)، في ختام اجتماعٍ بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء العراقي السابق، حيدر العبادي، موضوع حصول أميركا على النفط العراقي كتعويضٍ عن تكاليف حربها في العراق، حسب تقرير نشره موقع Axios الأميركي.

ما الذي يريد ترامب أن يفعله بشأن النفط؟
قال مصدر كان في غرفة الاجتماعات، لموقع Axios الأميركي: «لقد كان اجتماعاً رتيباً عادياً للغاية بشكلٍ عام. ثم عندما أوشك الاجتماع أن ينفض، قال ترامب شيئاً، ارتسمت على شفتيه ابتسامة جانبية خبيثة وهو يقول: ما الذي سنفعله بشأن النفط؟».

في حملته الانتخابية، عبَّر ترامب عن تذمره من أنَّ الولايات المتحدة قد أنفقت تريليونات الدولارات في العراق، وخسرت آلاف الأرواح، ولم تحصل على «شيءٍ» في المقابل. وأعرب عن أسفه، لأنَّ «الغنائم تؤول إلى المنتصر» عادةً في الحروب. وقال مراراً إنَّه كان يجب على الولايات المتحدة الاستيلاء على حقول النفط العراقية كتعويضٍ عن تكاليف الحرب الباهظة.

وأدانت شخصيات بارزة في الأمن القومي من كلا الحزبين فكرة ترامب، واصفين إياها بأنَّها مشينة وفاشلة، وتعدّ انتهاكاً للقانون الدولي، من شأنه أن يغذي الحملات الدعائية التي يشنها أعداء أميركا.

وفي اجتماع مارس/آذار 2018، وفقاً للمصدر الذي كان في الغرفة، أجاب رئيس الوزراء العراقي: «ماذا تقصد؟!». وقال ترامب ما يشبه: «حسناً، لقد فعلنا الكثير، فعلنا الكثير هناك، وأنفقنا تريليونات الدولارات هناك، والكثير من الناس يتحدثون عن النفط».

وأضاف المصدر لموقع Axios الأميركي: «بدا من الواضح أنَّ العبادي كان مستعداً لهذا الأمر، وقال: (حسناً، أنت تعرف -سيدي الرئيس- أنَّنا نعمل من كثب مع الكثير من الشركات الأميركية، ولدى شركات الطاقة الأميركية مصالح في بلادنا). كان مبتسماً. واكتفى الرئيس بأن مسح على الطاولة بيده، كأنَّه يقول: (كان عليَّ أن أسأل)».

لدى ترامب رغبة في الاستيلاء على نفط العراق
تعدّ رغبة ترامب في الاستيلاء على نفط العراق غير قانونية وغير قابلة للتحقيق، لكنَّها تكشف الكثير عن نهجه بالشرق الأوسط. لا يزال ترامب عازماً على تحصيل المدفوعات من دول الشرق الأوسط في شكل موارد طبيعية، مقابل تريليونات الدولارات التي أنفقتها أميركا منذ أوائل العقد الأول من القرن الحالي.

تحدث بوب وودورد وآخرون عن الخطوات الرسمية التي اتخذها ترامب لدفع فريقه لاستخراج معادن نادرة من أفغانستان لتسديد ثمن الحرب. (أعاقت المخاوف الأمنية هذه الجهود؛ مع أنَّ القيادة الأفغانية كانت أكثر تقبلاً من القادة العراقيين لأفكار ترامب).

ورفض فريق ترامب للأمن القومي في الغالب -أو تجاهل- هذه الرغبات للاستيلاء على الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط. وقد أثار الرئيس مسألة النفط مرة أخرى مع العبادي في مكالمةٍ هاتفيةٍ صيف عام 2017. كانت المحادثة غامضة ولم تنتهِ بشيء، لكنَّ هربرت ماكماستر، مستشار الأمن القومي السابق، وبَّخ ترامب بعد ذلك، وفقاً لمصدر مطلع على المسألة.

arabicpost


مواضيع:


الأخبار الأخيرة