الدور التركي في تقسيم ليبيا عبر الإسلاميين

  03 ديسمبر 2018    قرأ 815
الدور التركي في تقسيم ليبيا عبر الإسلاميين

تسعى تركيا إلى توسيع نفوذها بما يتلاءم مع سياستها السلطوية، وفي ظل فشل مخططاتها في الشرق الأوسط، من خلال قطع الطريق أمام الأكراد، ودعم الإخوان المسلمين الإرهابيين، لجأت إلى حملات موجة نحو أفريقيا.

وأكد الصحافي التركي طاش تكين، حسب صحيفة "الأحوال" التركية، أن الحملات التي شنتها تركيا بمنطقة الشرق الأوسط، باءت بالفشل، "فعادت خاوية الوفاض بعد آمالٍ عريضة علقتها أنقرة على الشرق الأوسط، لتولي وجهها بعد ذلك إلى أفريقيا.

وأضاف الكاتب، "فكرة أن تركيا حاملة لواء القضية الفلسطينية، كانت هي الأخرى ضرباً من الخيال، ولا شك أن هذا النوع من السياسة الخاصة بالقضية الفلسطينية أفاد تركيا بكثير من الاعتبارات سواءً في العالم العربي، أو لدى الرأي العام التركي، لكن لم تنطلِ على أحد، أوجه التضارب في سياسات وأفعال الحكومة التركية بشأن القضية الفلسطينية". مضيفاًحاً "من ناحية تقيم علاقات سرية أحياناً وصريحة أحياناً أخرى مع إسرائيل، ومن ناحية أخرى ترفع الحكومة التركية من شأن حركة حماس، امتداد جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، وتتغنى بها في كل حدب وصوب عند حديثها عن هذه القضية".

وتابع "أما سياساتها في سوريا فقامت في الأساس على محور تهدف أنقرة من ورائه للقضاء الكامل على المكاسب الكردية هناك، ولا أحد ينكر على الإطلاق، أن سوريا تعتبر مأساة وهزيمة نكراء بالنسبة للسياسة الخارجية التركية، كما أن الحماية المؤقتة والانتهازية للأكراد في كردستان العراق، سرعان ما تحولت في استفتاء الاستقلال بإقليم شمال العراق في 2017، إلى مطرقة... أي أن تركيا سرعان ما رجعت إلى وضعها الطبيعي عاملاً مدمراً بالنسبة للأكراد".

وقال الصحافي التركي: "نلاحظ استمرار السياسة التركية، وإصراراً على تفضيل الخيار الرامي لحماية الإخوان المسلمين الإرهابيين، وهو السبب الرئيس في الخلاف مع مصر، والدفاع عن حماس، والوقوف موقف الدرع الحامي لقطر، والثبات على السياسة التي تتبناها في ليبيا"، مشيراً إلى أن تركيا باعتبارها دولة ساهمت في انهيار ليبيا وتدميرها، تسعى الآن إلى تقسيمها بدعم العناصر الإسلامية الفاعلة هناك... فالمحور التركي القطري، مسؤول عن تقسيم ليبيا.. ناهيكم عن السياسات التدميرية التي يتبناها الغربيون".

وذكر الكاتب أن "تركيا وبسبب تعثر مشاريعها، ومخططاتها بمنطقة الشرق الأوسط، يمّمت وجهها صوب قارة إفريقيا لتتنفس الصعداء، وأعطت أنقرة ثقلاً كبيراً للانفتاح على هذه القارة، بشكل يعوضها عن إخفاقاتها في الشرق الأوسط كما قلنا"، مضيفاً أن "البلدان الإفريقية باستثناء خط مصر وليبيا، أي ساحل الشمال الإفريقي، تعتبر مناطق قليلة المشاكل مع تركيا، لكن لم يمض وقت طويل حتى خابت آمالها في إفريقيا أيضاً، بسبب ما تتبعه من مقاربات قائمة على الانتهازية والجهل".

وأوضح طاش تكين، أن "المشكلة الرئيسية، هي أن الرؤية التركية مسمومة، ولو كانتة سليمة لكان من الممكن أن تضع خارطة طريق جديدة تتلافى بها الأخطاء التي تقع فيها بين الحين والآخر، وعلى افتراض أن تركيا قامت الآن بوضع خارطة طريق لما هو قادم، فلن يجدي ذلك شيئاً، لأن الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد لن تعطيها مساحة كافية لحرية التحرك كما يجب".


مواضيع:


الأخبار الأخيرة