بريطانيا: محادثات السلام اليمنية تنطلق في السويد الأسبوع المقبل

  05 ديسمبر 2018    قرأ 844
بريطانيا: محادثات السلام اليمنية تنطلق في السويد الأسبوع المقبل

قال سفير بريطانيا لدى اليمن مايكل أرون أمس إن من المتوقع أن تبدأ محادثات سلام ترعاها الأمم المتحدة بين الأطراف المتحاربة باليمن في السويد الأسبوع القادم، وذلك في وقت يضغط فيه حلفاء غربيون من أجل إنهاء الحرب التي دفعت باليمن إلى شفا المجاعة.

وتحاول الأمم المتحدة إجراء محادثات بين حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي وجماعة أنصار الله للاتفاق على إطار عمل للسلام وتشكيل هيئة حاكمة انتقالية.
وانهارت جولة سابقة في جنيف في سبتمبر بسبب عدم حضور أنصار الله.
وكتب السفير البريطاني لليمن أرون، المقيم في الرياض، في تغريدة على تويتر إلى المتحدث باسم أنصار الله محمد عبد السلام «سوف تقام مشاورات السويد التي يقودها المبعوث الأممي في الأسبوع القادم… الحل السياسي هو السبيل للمضي قدما».
وقال عضو في وفد هادي لرويترز أمس الأول إن من المقرر إجراء المحادثات في الرابع من ديسمبر، لكن هذا الموعد قد يتغير بناء على الجوانب اللوجيستية.
وزار مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيث هذا الأسبوع العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها أنصار الله حيث التقى بقادة الجماعة. ووصل مارك لوكوك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إلى صنعاء امس.
وأحجمت متحدثة من مكتب جريفيث عن إعلان موعد محدد للمحادثات، وقالت «الاستعدادات جارية كما هو مخطط ونأمل في إجراء المشاورات في أوائل ديسمبر».
وتأمل الأمم المتحدة في التوصل لاتفاق بشأن ميناء الحديدة، الذي يعد نقطة الدخول لمعظم الواردات التجارية لليمن إضافة إلى المساعدات التي يحتاجها اليمنيون بشدة، بما يؤدي إلى وقف أوسع نطاقا لإطلاق النار.
ووافق أنصار الله على تسليم إدارة الميناء إلى الأمم المتحدة، لكن ما زال يتعين على طرفي الحرب الاتفاق على من ستكون له السيطرة على المدينة خاصة حول المنشآت الرئيسية.
وكان التحالف، الذي عاود الهجوم لانتزاع السيطرة على الميناء هذا الشهر، قد قال إن السيطرة على الحديدة ستقطع خط الإمدادات الرئيسي لأنصار الله وتجبرهم على تبني موقف أقل تشددا على مائدة المفاوضات.
لكن المجتمع الدولي يخشى أن يسفر شن هجوم شامل على الميناء عن توقف عملياته ويؤدي لمجاعة في اليمن حيث يواجه ما يقدر بنحو 8.4 مليون شخص خطر المجاعة.
ولا تملك الأمم المتحدة تقديرا حديثا لعدد القتلى في اليمن. وقالت في أغسطس 2016 إن عشرة آلاف شخص على الأقل لقوا حتفهم وذلك بحسب مرافق طبية.
ودعا لوكوك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية السلطات في صنعاء لتحسين الظروف التي تعمل فيها منظمات الإغاثة.
وقال للصحفيين في صنعاء «أبقوا الموانئ مفتوحة، أبقوا الطرق مفتوحة، أتيحوا الوصول إلى جميع المنشآت المهمة، وفروا لنا التأشيرات وأفرجوا عن شحناتنا بالميناء».
وأضاف «من الضروري أن يتعاون الجميع بقوة مع زميلي مارتن جريفيث وأن يذهبوا إلى المحادثات التي يأمل في إجرائها بالسويد قريبا جدا».
وانهارت آخر محاولة من الأمم المتحدة لجمع الأطراف المتحاربة بعد أن طلب أنصار الله ضمانات من المنظمة بأن طائرتهم لن تخضع للتفتيش. وأرادوا أيضا نقل بعض جرحاهم إلى السلطنة لتلقي العلاج.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت لرويترز هذا الشهر إن السعودية أكدت استعدادها لإجلاء 50 مقاتلا مصابا من أنصار الله في إجراء لبناء الثقة.
وعرضت الكويت توفير طائرات للطرفين لضمان مشاركتهما في محادثات ستوكهولم.
وقال الحوثيون الأسبوع الماضي إنهم قرروا وقف هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ على قوات التحالف، استجابة لطلب من الأمم المتحدة.
لكن موقع «المسيرة نت» التابع لجماعة «أنصار الله» قال أمس، أن «القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية استهدفت مساء أمس الأوّل بدفعة من الصواريخ الباليستية مهبط مروحيات الأباتشي وسكن الطيّارين التابعة للجيش السعودي في نجران».
وأوضح أنه تم إطلاق دفعة من صواريخ «بدر1 بي» الباليستية على مهبط مروحيات الأباتشي وسكن الطيّارين في بير عسكر بنجران.
وزعم المصدر أن الضربة الباليستية «أصابت أهدافها بدقة عالية وألحقت خسائر فادحة»، وأشار إلى «مصرع طيّارين وتدمير عدّة طائرات أباتشي في المكان المستهدف بنجران، ونشوب حريق لمخازن تسليح الأباتشي».
وأوقف التحالف بقيادة الرياض هجومه على مدينة الحديدة الساحلية لكن المناوشات استمرت في ضواحيها.
وفي سياق متصل، أعلنت «الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية» عن تقديم منحة جديدة بحوالي 131 مليون دولار من المساعدات الغذائية الطارئة إلى اليمن، والذي يعاني شعبه من أكبر كارثة إنسانية في العالم.
وطلبت الولايات المتحدة في بيان صحفي أمس «السماح لهذه المساعدة المنقذة للحياة بالعبور في الموانئ اليمنية دون عوائق أو تأخير».
وتعليقاً على مرور 30 يوماً على إعلان الموعد النهائي لوقف الأعمال العدائية في اليمن من قبل وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ووزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، قال مدير منظّمة «أوكسفام» في اليمن، محسن صدّيقي «من المرجّح أن يكون أكثر من 200 مدني قد لقوا حتفهم في القتال في اليمن، مع زيادة عدد القتلى بسبب سوء التغذية والمرض، في الثلاثين يوماً الماضية منذ أن دعت الولايات المتحدة إلى بدء محادثات السلام».
وأضاف «بدلاً من وقف الأعمال العدائية، شهدنا في ذلك الوقت زيادة في القتال حول الحديدة واستهتار مستمر وقاس بأرواح الرجال والنساء والأطفال المحاصرين».
ودعا صدّيقي جميع أطراف النزاع إلى أن توافق بشكل عاجل على موعد لمحادثات السلام وأن تضع أهدافها السياسية جانباً لحماية الشعب اليمني من الكارثة.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة