صحيفة capital الفرنسية أشارت في تقرير لها إلى أنه لا يمكن اختيار توقيت أسوأ من هذه الفترة. ففي الوقت الذي اكتسب فيه الاستياء الاجتماعي زخماً في فرنسا، أعلنت عمليات تحديث وتجديد الإليزيه في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن بدايتها.
ومن المفترض أن تستمر عمليات التحديث حتى 15 يناير/كانون الثاني القادم. وقد أعلن عن هذه الخطوة منذ فترة طويلة. وتحديداً، منذ سبتمبر/أيلول الماضي أعلنت الحكومة الفرنسية عن رغبة إيمانويل ماكرون وبريجيت ماكرون في تحسين وتجديد القصر الرئاسي.
وبحسب صحيفة Le Figaro الفرنسية فإن عملية تغيير الأثاث ستشمل السجاد والستائر وقواعد الكراسي. وقد خصص حوالي 120 عاملاً، وموارد مالية في حدود 500 ألف يورو من أجل تلك المهام، لكن أثار هذا الرقم استياء وغضب الشعب الفرنسي.
ومن جهته، لم يخف قصر الإليزيه هذه التكلفة بتاتاً، وأكد أن جزءاً من تمويل الأشغال سيتم عبر بيع أثاث القصر الرئاسي القديم؛ الأمر الذي أثار السخرية والتهكم منذ عرض هذا الأثاث للبيع قبل أشهر.
لكن، على شبكات التواصل الاجتماعي نددت العديد من الأصوات بما أطلق عليه اسم «أعمال الزخرفة والديكور» بهذه التكلفة، في الوقت الذي أشار فيه أصحاب السترات الصفراء إلى أن من المشاكل التي دفعتهم للاحتجاج هي «انخفاض القدرة الشرائية».
بريجيت ماكرون تحدثت عن هذه الأشغال في عمود صحيفة le Monde بتاريخ 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وعللت أعمال التزيين بأن «الإليزيه تحوّل إلى حصن يحمي نفسه من الخارج. وقالت سنعمل على التخفيف من حدة الوضع ونفض الغبار عن القصر. يجب أن يدخل النور إلى الإليزيه».
وقالت صحيفة Le Monde إن «التغييرات أصبحت جلية بالفعل»، وأشارت إلى تغيير مقاعد، ومكاتب، ومفروشات، ولوحات قديمة أعيدت إلى الهيئات المختلفة المسؤولة عن الحفاظ عليها. وأشارت Le Monde أيضاً إلى الأثاث الجديد الذي وصل لتزيين الإليزيه.
تجدر الإشارة إلى أن العديد من الأثاث الجديد أحضر حصرياً لماكرون وزوجته والذي كشف بدوره عن ميل «الثنائي ماكرون» للفن الحديث الذي يميّز النصف الأول من القرن العشرين وإلى الفن المعاصر.
وأشار بيير أوليفييه كوستا، مدير مكتب بريجيت ماكرون، إلى أن «الرئيس الفرنسي يريد أن يواكب القصر الرئاسي مستجدات العصر في عالم الديكور، وأن يكون المبنى حديثاً. ويعتقد أن الخشية من الفن لن تساهم في تطوير المجتمع. كما أن هذه الأفكار قريبة إلى حد ما إلى فكر جورج بومبيدو». لكن، سواء كان تحديث القصر الرئاسي على طريقة بومبيدو أم لا… تحدث هذه الأشغال خلال أسوأ فترة تعيشها فرنسا.
من جهته، يؤكد قصر الإليزيه أن هذه الأعمال كانت ملحة. وشرح أحد المستشارين أن «ديوان المحاسبة الفرنسي هو الذي يقرر الموافقة على هذه الأعمال. لقد سجّل وجود تسرّب المياه في الإليزيه، الأمر الذي تطلب معالجة الوضع. كما لم يتحمل أسلاف إيمانويل ماكرون مسؤوليتهم فيما يتعلق بتجديد القصر الرئاسي».
arabicpost
مواضيع: