واشنطن: شهادة فلين في التحقيق عن التدخل الروسي تُهدد ترامب

  06 ديسمبر 2018    قرأ 910
واشنطن: شهادة فلين في التحقيق عن التدخل الروسي تُهدد ترامب

تزايد التهديد على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من تحقيق روبرت مولر، في احتمال تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية بعد أن أظهرت وثائق قضائية أن مستشاره السابق للأمن القومي مايكل فلين، تعاون بشكل كبير في العديد من التحقيقات عالية المستوى في العام الماضي.

وأوصى مولر، المدعي الأمريكي الخاص المكلف التحقيق في التدخل الروسي، الثلاثاء، بتفادي سجن  فلين لتعاونه "الكبير" مع التحقيق.

ويظهر ذلك أن الجنرال المتقاعد قدم "مساعدة كبرى" لتحقيق مولر وغيره من التحقيقات.

وأكد مولر في مذكرة قضائية أن فلين، الذي أقر العام الماضي بالكذب حول اتصالاته بالروس في أعقاب فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر(تشرين الثاني) 2016، ساعد التحقيقات التي يجريها وفي تحقيقات جنائية فدرالية أخرى لم يحددها، بينها 19 استجواباً.

وقال مولر في مذكرة لمحكمة واشنطن الفدرالية إنه ورغم المخالفة "الخطيرة"، إلا أن للجنرال المتقاعد ورئيس الاستخبارات السابق في البنتاغون، سجل حافل على مستوى خدمته في الجيش وفي الشأن العام.

وأكد مولر في المذكرة التي أودعها لدى المحكمة  "نظراً للمساعدة الكبيرة التي قدمها المتهم ولاعتبارات أخرى مذكورة أدناه، فإن عقوبة ضمن الحد الأدنى للتوجيهات المحددة، بينها عقوبة لا تفرض حكماً بالسجن، مناسبة ومبررة".

وتأتي التوصية المفاجئة قبل الحكم المرتقب ضد فلين، بعد إرجائه 4 مرات في السنة الماضية.

وتشير تلك الارجاءات إلى أن فلين، الذي كان من أشد المعارضين للتحقيق الذي يهدد ترامب والدائرة القريبة منه، أصبح على الأرجح شاهداً مهماً.

ويأتي ذلك بعد أن أقر محامي ترامب الشخصي السابق مايكل كوهين، في مذكرة للمحكمة في الأسبوع الماضي، أنه كان على اتصال بمساعد كبير للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في حملة انتخابات الرئاسة في 201ـ للحصول على الضوء الأخضر لتطوير "برج ترامب" من 100 طابق في موسكو.

وأكد كوهين أنه، وخلافاً لنفي الرئيس الأمريكي مراراً في السابق، فإنه أبلغ ترامب وأفراداً من عائلته بالمشروع في النصف الأول من 2016، حتى بعد حصول ترامب على ترشيح حزبه الجمهوري للرئاسة.

وتضاف القضيتان إلى الأدلة بأنّ مولر، يبني قضية مفادها أن اتصالات متكررة، وربما منهجية جرت بين مقربين من ترامب وموسكو قبل انتخابات نوفمبر(تشرين الثاني) 2016 ما يمكن أن يعزز تهم الشهادة الكاذبة أو حتى التواطؤ مع الروس.

ووصف ترامب كوهين بأنه كاذب، وقال إنه يستحق "حكماً كاملاً بالسجن"، إلا أنه لزم الصمت صباح الأربعاء، على تداعيات ما يمكن أن يكون فلين، أدلى به للمحققين.

وكان فلين من المسؤولين الكبار في حملة انتخابات 2016 ورافق ترامب في فعاليات رئيسية، وألقى كلمات مهمة في مؤتمر الجمهوريين في يوليو(تموز)، وقاد الحضور إلى الهتاف بشعار يدعو إلى سجن منافسة ترامب الديموقراطية هيلاري كلينتون.

وبعد ذلك تولى منصب مستشار الأمن القومي في الأسابيع الأولى لرئاسة ترامب، ما يجعل منه شاهداً مهماً للغاية في تحقيق مولر.

إلا أن مذكرة مولر لم تلمح إلى ما قاله فلين.

وجاء في المذكرة أن فلين تعاون في أسئلة تتعلق بتحقيق مولر في تصرفات مسؤولين كبار في الفريق الانتقالي لترامب في الفترة ما بين الانتخابات وتنصيب الرئيس في 20 يناير(كانون الثاني) 2017.

وربما يشير ذلك إلى نائب الرئيس مايك بنس، وصهر ترامب جاريد كوشنر، أو النائب السابق لكبير، موظفي البيت الأبيض، ريك ديربورن.

وكانت تلك هي الفترة التي أجرى خلالها فلين مراراً مناقشات هاتفية سرية مع السفير الروسي، سيرغي كيسلياك، والتي كذب حولها لاحقاً، وأدت إلى طرده المبكر من البيت الأبيض، ثم اتهامه بالكذب على محققي مولر.

وفي ملحق منقح لمذكرة تفاهم الثلاثاء، أشار مولر إلى أن فلين ساعد في تحقيقين آخرين لهما على ما يبدو تداعيات كبرى على الأمن القومي.

وربما يكون ذلك نذير شؤم لترامب، بحسب ما قال الديموقراطي البارز في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب آدم شيف.

وقال شيف في تغريدة: "تنقيح معظم التفاصيل يشير إلى أنه قدم معلومات، ربما تزيد عما نعرفه نحن أو يعرفه الرئيس".

ورغم غموض التفاصيل، إلا أن هذه التطوّرات أدت إلى دعوات جديدة في الكونغرس لإصدار قانون يحمي تحقيق مولر المستمر منذ 18 شهراً.

وعين ترامب أخيراً ماثيو ويتيكر وزيراً للعدل بالإنابة.

وانتقد ويتيكر بشدة مولر بسبب ما قال إنه "تجاوز في تحقيقاته".

وكتبت السناتور الديموقراطية آيمي كلوبوشار، على تويتر "علينا أن نحمي تحقيق مولر الآن أكثر من أي وقت مضى. يوجد مشروع قرار قدمه الحزبان بذلك في مجلس الشيوخ. نحتاج أن ينضم إلينا زملاؤنا الجمهوريون لتمريره".

24ae


مواضيع:


الأخبار الأخيرة