ورغم توقيع اتفاقية سلام بين إريتريا وإثيوبيا بعد حرب استقلال مطولة و20 عاما من النزاع الحدودي غير المحسوب لا تزال الأصوات الأمهرية الإثيوبية جديدة في أسمرة، وتقع إريتريا في وسط أفريقيا على الحدود مع السودان وجيبوتي، ويحدّها ساحل البحر الأحمر شرقا ويبلغ طوله 1000، والسودان من الغرب، وإثيوبيا من الجنوب، وجيبوتي من الجنوب الشرقي، وتتصف إريتريا بأجوائها الساحرة وأراضيها الخصبة.
واستحوذت أسمرة مؤخرا على مكانة اليونسكو بسبب إرثها من العمارة الإيطالية الحديثة وهذا ما في وسط المدينة، وفي وسط مدينة أسمرة الحيوية خلف كنيسة السيدة الوردية يفتح كافية روسينا أبوابه الزجاجية مع الطاولات الرخامية المزدحمة، ويقدم شراب الكابتشينو والماكياتو والجيلاتي من قبل نادلات في زي موحد، كما يقدم عصير الأفوكادو.
وتوجد على الجانب الآخر سينما إمبرو التي تعود إلى عام 1937، أما عن ثاني مدينة في إريتريا وهي كرن، إذ تنحدر من الهضبة الوسطى الباردة في إريتريا، كما تبعد 90 كم شمال غرب أسمرة، لكن يبدو أنها أكثر من ذلك.
تتقاسم كرن الكثير مع السودان في الشمال وهذا يتضح في ما يرتديه سكانها، حيث تجد الجالابيات البيضاء الطويلة والعمامات السخية، وتتميز المدينة بمشروب الشاي الشهي والفاصوليا البنية والتي تسمى "الفول المدمس"، ويعدّ البعض أن كرن هي دولة قائمة بذاتها، ومع ذلك فإن المواطنين يختارون التأثيرات الثقافية، ويحافظون على الولاء لمشروب الجعة، لا سيما المشروبات الرخيصة التي تتدفق الآن من إثيوبيا، وما يميز كرن أيضا هو سوق المواشي وهي السبب في أن معظم السياح يسافرون إليها، فهو مساحة رملية من الماعز والأغنام والحمير والماشية والجمال، يشرف عليها الأولاد الصغار وهم يلوحون بالعصى ويلتفون حول البالغين من الرجال، كما تباع في السوق الجمال بقيمة 15000 ناكفا، أو نحو 1000 دولار أميركي، وفي السوق يمكنك اختيار مقعد للاستمتاع بكوب من الشاي العطري مع بعض الفول السوداني المحمص.
مواضيع: