وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش، ومن خلال هذا التقدم، عزل مديرية صرواح بشكل كامل وقطع آخر خطوط الإمداد للميليشيات المؤدية إلى المديرية، التي تعد من أهم وأكبر معاقل الانقلابيين في المحافظة الغنية في النفط. يأتي التقدم في منطقة حباب على الخط الأسفلتي بين المحافظتين، عقب سيطرة الجيش الوطني على منطقة المخدرة وجبل المرثد الاستراتيجي شمال صرواح، في وقت لا تزال المعارك مستمرة بين الطرفين، وبإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن.
وقال الناشط في محافظة مأرب، شاجع بحيبح، لـ«الشرق الأوسط»، إن المعارك على أشدها بين الطرفين، ولا تزال قوات الجيش الوطني تحرز تقدما على الأرض، في خطوة تسعى من خلالها إلى تطهير ما تبقى من المحافظة، واستعادة السيطرة عليها بشكل كامل. وأكد بحيبح أن المعارك والغارات الجوية أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الانقلابيين، بينهم قيادات ميدانية كبيرة، منهم عبد الغني على حسين الزايدي، إضافة إلى عشرات الجثث، قتلى الميليشيات، الذين تم نقلهم إلى مستشفى الهيئة في مأرب، ولم يتم التعرف على هوياتهم بعد.
وبفصل قوات الجيش الوطني وعزل مديرية صرواح، التي كان يدفع الانقلابيون تعزيزات عسكرية كبيرة لقواتهم المتواجدة فيها عبر مديرية خولان التابعة إداريا لصنعاء، باتت صرواح على وشك السقوط، إلى جانب جبل هيلان المطل على مأرب الذي بات بدوره محاصرا من قبل قوات الشرعية.وأعلنت قوات الجيش اليمني أمس، مقتل 18 من مسلحي جماعة أنصار الله الحوثية والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، في غارتين جويتين لطيران التحالف، في محافظة شبوة النفطية، شرق البلاد. ونقل موقع «26 سبتمبر نت» التابع للجيش اليمني، عن مصادر ميدانية قولها، إن «18 من الميليشيات الانقلابية قتلوا في غارتين جويتين لمقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن، استهدفت الأولى دورية عسكرية في منطقة مبلقة غرب مديرية بيحان بمحافظة شبوة، فيما استهدفت الثانية تجمعاً للميليشيا في محيط المنطقة ذاتها».
إلى ذلك، اعترضت منظومة الدفاع الجوية التابعة لتحالف دعم الشرعية في اليمن صاروخاً باليستياً أطلقته ميليشيات الحوثي وصالح نحو مدينة مأرب، في ساعات الفجر الأولى أمس، في وقت قال فيه سكان محليون إن دوي انفجار عنيف هز المدينة، وبحسب المصادر العسكرية، فإن الصاروخ كان موجها نحو معسكر تداوين، وهو معسكر توجد فيها القوات المشتركة للجيش اليمني وتحالف دعم الشرعية في اليمن.
في سياق متصل، قال الناطق المتحدث الرسمي باسم قوات الجيش الوطني في اللواء 19 والمقاومة الشعبية، مطلق جوهر المعروفي، إن الميليشيات الانقلابية فجرت منزل أحد المواطنين في مديرية عسيلان التي تشهد معارك متواصلة بين الفينة والأخرى بين قوات الجيش الوطني من جهة، والانقلابيين من جهة أخرى. ويأتي تفجير منازل المواطنين في عسيلان بعد أيام قليلة من سلسلة انتهاكات ارتكبها الانقلابيون، تمثلت في تفجير عدد من المنازل في المديرية ومديرية بيحان المجاورة، وكان آخرها منزل المواطن قبول في منطقة بيحان العليا. وذكر المعروفي أن الميليشيات دمرت المنزل بشكل نهائي، واصفاً تدميره بتسويته مع الأرض.
وكانت معارك عنيفة شهدتها مديرية عسيلان خلال الأيام القليلة الماضية، تمكنت خلالها قوات الجيش الوطني من فرض سيطرتها على مواقع جديدة في المديرية، في حين تكبدت الميليشيات خسائر كبيرة في العتاد والأرواح، من ضمنها مقتل قيادات ميدانية كبيرة. وخلال الأيام الماضية، تمكنت قوات الجيش الوطني من تحرير عدد من المناطق التي كانت ما زالت تخضع لسيطرة الانقلابيين في مأرب، وأبرزها منطقة المخدرة، فيما باتت معظم مناطق صرواح تحت سيطرة الجيش الوطني. وتهدف عمليات مأرب إلى ربط جبهاتها بمديرية نهم، التي تطل على شمال العاصمة صنعاء ومطارها الدولي.
مواضيع: