وهبطت الطائرتان وهما من طراز توبوليف.160 الذي يطلق عليه الطيارون الروس اسم "البجع الأبيض" في مطار مايكيتيا قرب كراكاس أمس الإثنين، بعد أن قطعتا مسافة تزيد على 10 آلاف كيلومتر.
وجاء نشر الطائرتين بعد أيام من إجراء الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، الذي تعتبر حكومته اليسارية أبرز عدو للولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية، محادثات مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في موسكو.
ويمكن لمثل هذه الطائرات حمل صواريخ نووية قصيرة المدى والطيران لمسافة تزيد على 12 ألف كيلومتر دون إعادة التزود بالوقود وسبق أن هبطت في فنزيلا من قبل في العقد الأول من الألفية الثالثة.
وكتب وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، على تويتر يقول غاضباً: "الحكومة الروسية أرسلت طائرتين حربيتين حول نصف الكرة الأرضية إلى فنزويلا".
وأضاف: "شعبا روسيا وفنزويلا يجب أن يريا الأمر على حقيقته: حكومتان فاسدتان تبددان المال العام وتسحقان الحريات في حين يعاني شعباهما".
ومع انهيار اقتصاد فنزيلا، عضو منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك"، أصبحت روسيا المقرض الرئيسي لها الذي يمثل الملاذ الأخير واستثمرت موسكو في قطاعها النفطي وقدمت الدعم لجيشها.
غير دبلوماسي على الإطلاق
رفض الكرملين اليوم الثلاثاء، انتقادات بومبيو قائلاً إنها "غير دبلوماسية" و"غير لائقة على الإطلاق".
وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين للصحفيين: "فيما يتعلق بفكرة أننا نهدر المال العام نحن لا نتفق مع ذلك. وليس من اللائق حقيقة أن تدلي دولة يمكن لنصف ميزانيتها الدفاعية إطعام قارة أفريقيا بأسرها بمثل هذه التصريحات".
ولم توضح وزارة الدفاع الروسية، ما إذا كانت الطائرتان مزودتين بصواريخ أو إلى متى ستبقيان هناك أو ما هي مهمتهما بالتحديد لكنها قالت إن "طائرتين حربيتين أخريين رافقتا طائرتي التوبوليف".
واستخدمت روسيا هذه الطائرات في السابق في استعراض قوتها العسكرية أمام الولايات المتحدة، مما أسعد مسؤولي فنزويلا الذين أشاروا إلى الخطوة باعتبارها دليلاً على قدرتها على الدفاع عن نفسها بمساعدة حلفائها ضد أي هجوم.
ويثير مادورو مراراً احتمال شن غزو أمريكي على بلاده وهو ما تنفيه واشنطن.
وقال مادورو إن "المحادثات مع موسكو هذا الشهر أسفرت عن استثمارات روسية في قطاعي النفط والذهب".
وقال وزير الدفاع الروسي، سيرجي شيوجو، لنظيره الفنزويلي، في ذلك الوقت إن "مثل هذه الطائرات التي تقطع مسافات طويلة تقدم خبرة ممتازة للطيارين وتساعد على الحفاظ على جاهزية الطائرات للقتال".
مواضيع: