"فولفو" تطلق حملة إعلانية جديدة تثير الجدل في ألمانيا

  12 ديسمبر 2018    قرأ 782
"فولفو" تطلق حملة إعلانية جديدة تثير الجدل في ألمانيا

الإعلانات التلقائية ليست شيئًا إذا لم تكن قابلة للتنبؤ بها، وبخاصة إعلانات السيارات، والتي تستعرض التصميم والراحة لأحدث النماذج ما يدفع في النهاية العملاء للذهاب إلى صالة العرض، ولكن في ألمانيا، تقول حملة "فولفو" الإعلانية الجديدة "لا تشتري هذه السيارة".

على الرغم من أن الشعار يبدو وكأنه مُستعارا من محاضرات "لا تفعل ذلك" في التسويق الرقمي، إلا إنه يتناسب مع استراتيجيه فولفو الجديدة لتوجيه السائقين نحو "الاشتراكات" المشابهة للاشتراكات في خدمات البث مثل "نيتفليكس" أو "سبوتيفاي".

 

من خلال خدمة فولفو الجديدة سيدفع العملاء فاتورة شهرية واحدة، تغطي مختلف الرسوم والإصلاحات - وهي خطة تتوقع الشركة أن تمثّل نصف أرباحها بحلول عام 2025، ويقول هاكان سامويلسون، الرئيس التنفيذي لشركة فولفو "إنها عملية تتسم بالشفافية، وهي طريقة خالية من المشاكل في الحصول على إصلاح السيارة أو دفع الرسوم، فأنت تعرف بالضبط ما الذي ستتكلفه."

بعد التشغيل التجريبي المحدود للخدمة الجديدة في الولايات المتحدة وأوروبا خلال العام الماضي، قدّمت شركة فولفو في أكتوبر/تشرين الأول برنامجًا على مستوى البلاد في ألمانيا، والتي تتيح فيه جميع طرازاتها تقريبًا، وتتراوح التكلفة الشهرية ما بين 498 يورو (561 دولارًا)، للحصول على نسخة أساسية من سيارة فولفو الرياضية الصغيرة الحجم XC40، إلى 929 يورو لطراز XC90 SUV عالي الجودة مع عجلات معدنية ومفروشات جلدية فاخرة.

وتقول شركة فولفو إن الاشتراك يختلف عن عقد الإيجار التقليدي، في عدم وجود دفعة أولى أو رسوم نهاية العقد، ويشمل السعر فقط التأمين والضرائب والمساعدة على الطريق والخدمات مثل استلام الرسوم من منزلك وتركيب وتخزين الإطارات الشتوية الخاصة بك.

فولفو ليست وحدها التي تعتمد تلك الخدمة، حيث تقدم شركة "فورد" للسيارات، خدمة الاشتراكات في سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس ابتداء من حوالي 405 دولارات شهريا قبل الضرائب. وتسمح كل من "بورش" و"مرسيدس-بنز" و"كاديلاك" للسائقين في مدن مختارة بتبديل الموديلات الراقية عدة مرات في السنة مقابل 1000 إلى 2000 دولار في الشهر تقريبًا. ويعرض لي شوفو، الملياردير الصيني الذي اشترى فولفو في عام 2010، اشتراكات عبر علامة تجارية جديدة تسمى Lynk & Co والتي تستهدف المشترين الصغار.

وتسلط تلك البرامج الضوء على الجهود التي تبذلها شركات صناعة السيارات للبقاء على صلة بجيل يربى على ركوب السيارات ومشاركة السيارات ويعتزم احتضان السيارات ذاتية القيادة، ففي بريطانيا، لا يملك سوى 30 في المائة من الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و 20 سنة تراخيص القيادة، بعد أن كان نصفهم تقريبًا في التسعينيات.

وتقول شركة فولفو إنه في اختبارات الولايات المتحدة لنموذج الاشتراك، بلغ متوسط عمر السائقين 40 عامًا، أي أقل بعشر سنوات من عملاء العلامة التجارية، فيما يقول جان فيليب هسنبرغ، الشريك في شركة الاستشارات رولاند بيرغر: "السيارة ليست مهمة للشباب كما كانت في الثمانينيات أو التسعينيات، فيعتبر الاشتراك في سيارة طريقة ملائمة للحصول على واحدة دون المخاطرة المالية."

الجانب السلبي للسائقين هو أن اشتراكات السيارات أغلى من الشراء أو حتى التأجير. ففي ألمانيا، يبدأ إيجار سيارة XC40 الجديدة بحوالي 300 يورو شهريًا - أقل بنسبة 40٪ من سعر الاشتراك، وسيتعين على شركات صناعة السيارات القيام بالكثير من الإعلانات للحصول على موافقة معظم المستهلكين على الفكرة.

وفي دراسة حديثة أجراها مستشار الإدارة في فولفو، أوليفر وايمان، قال أن ربع الألمان فقط و 14 في المائة من الأميركيين سيشتركون في سيارة، وأقل من النصف من المهتمين بالفكرة قالوا إنهم سيدفعون أكثر من حوالي 500 يورو في الشهر للتأجير.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة