ويشعر ترامب براحة أكثر في البيت الأبيض في العام الثاني من ولايته، خاصة بعد إدخال تعديلات على فريقه للتخلص من الأصوات المعارضة بشأن أسلوبه المثير للجدل في الحكم، وقد لوحظ هذا التحول لا سيما على الصعيد الدولي، في ظل قرارات مثل انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وقالت الخبيرة في العلوم السياسية بجامعة فرجينيا للتكنولوجيا، كارين هولت إن "ثقته الواضحة والزائدة في نفسه ومستشاره الجديد للأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو، يبدو أنهم منحوا رئيس الجمهورية مزيداً من المرونة لاتخاذ إجراءات قومية بشكل واضح".
وغيّر ترامب أيضاً مستشاره الاقتصادي، جاري كوهين، الذي كان يعارض خطة الرئيس بفرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألومنيوم على مستوى العالم، وبعد أسابيع قليلة دخل هذا الإجراء المثير للجدل حيز النفاذ.
وكما أنه أطلق أيضاً حرباً تجارية مع الصين في يوليو(تموز) الماضي، قام فيها بفرض رسوم جمركية على نصف المنتجات التي تستوردها الولايات المتحدة من العملاق الآسيوي، وهو ما تسبب في حالة من عدم اليقين التي سادت الأسواق حتى بعد هدنة الـ90 يوماً التي توصل إليها في ديسمبر(كانون الأول) الجاري مع الرئيس الصيني، شي جين بينغ.
وعلى الرغم من أن ترامب أنجز اتفاقية مستحدثة للتجارة مع المكسيك وكندا، إلا أنه فرض رسوماً جمركية على الصلب والألومنيوم ما أساء للعلاقة بين الولايات المتحدة مع شركائها التقليديين مثل الاتحاد الأوروبي واليابان، كما اتضح في قمة مجموعة السبع (G7) في يونيو(حزيران) الماضي.
وتزامن انهيار التحالفات الكلاسيكية مع محاولته لبناء جسور مع دولتين لديهما تاريخاً من المواجهات مع الولايات المتحدة هما كوريا الشمالية وروسيا.
وكان التحقيق في القضية الروسية هو المصدر الرئيسي للصداع في رأس ترامب خلال عام 2018، وهو العام الذي يبدو فيه أن روبرت مولر اقترب من الانتهاء من تحقيقاته في هذه القضية.
وانعكس إحباط ترامب بشأن هذا التحقيق في إقالة المدعي العام الأمريكي، جيف سيشنز.
وربما كان أعظم إنجاز للرئيس الأمريكي على المستوى الوطني في 2018 هو الموافقة على ترشيح القاضي، بريت كافانو، للانضمام إلى المحكمة العليا بعد معركة ضارية في مجلس الشيوخ بسبب ادعاءات بتورطه في اعتداءات جنسية.
وعلى المستوى التشريعي، لم يحقق انتصاراً واضحاً كما هو الحال في عام 2017، عندما وقع تعديلاً يهدف إلى خفض الضرائب على الشركات الكبيرة.
وقال خبير شؤون الرئاسة الأمريكية والكونغرس بالجامعة الأمريكية، جيمس ثوربر، إن "هذا الفشل يرجع إلى أن ترامب لا يعمل بشكل جيد مع قادة حزبه الجمهوري، الذي كان يسيطر هذا العام على مجلسي النواب والشيوخ، ولا مع جماعات الضغط الخارجية التي تلعب دوراً رئيسياً في العملية التشريعية في واشنطن".
وستكون الأمور أكثر صعوبة بالنسبة لترامب اعتباراً من يناير(كانون الثاني) المقبل، وسط انقسام الكونغرس بين مجلس شيوخ يسيطر عليه الجمهوريون ومجلس نواب في قبضة الديمقراطيين.
مواضيع: