السعودية تستنكر موقف "الشيوخ الأميركي" وترفض التدخّل في شؤونها الداخلية

  17 ديسمبر 2018    قرأ 879
السعودية تستنكر موقف "الشيوخ الأميركي" وترفض التدخّل في شؤونها الداخلية

استنكرت المملكة العربية السعودية الموقف الصادر مؤخراً من مجلس الشيوخ الأميركي، مؤكدة رفضها التام لأي تدخل في شؤونها الداخلية أو التعرض لقيادتها ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده بأي شكل من الأشكال أو المساس من سيادتها أو النيل من مكانتها.

جاء ذلك عبر تصريح لمصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، فيما يلي نصه:

 

تستنكر المملكة العربية السعودية الموقف الذي صدر مؤخراً من مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة الأميركية، والذي بني على ادعاءات واتهامات لا أساس لها من الصحة، ويتضمن تدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية، ويطال دور المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

والمملكة إذ تؤكد حرصها على استمرار وتطوير العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية، فإنها تبدي استغرابها من مثل هذا الموقف الصادر من أعضاء في مؤسسة معتبرة في دولة حليفة وصديقة تكنّ لها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده "حفظهما الله" كل الاحترام، وتربط المملكة بها روابط استراتيجية سياسية واقتصادية وأمنية عميقة بنيت على مدى عشرات السنين لخدمة مصالح البلدين والشعبين.

والمملكة إذ تؤكد رفضها التام لأي تدخل في شؤونها الداخلية أو التعرض لقيادتها ممثلة بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده "حفظهما الله" بأي شكل من الأشكال أو المساس بسيادتها أو النيل من مكانتها، فإنها تؤكد أيضاً أن مثل هذا الموقف لن يؤثر في دورها القيادي في محيطها الإقليمي وفي العالمين العربي والإسلامي وعلى الصعيد الدولي، وأنها كانت وما زالت تلعب دوراً ريادياً في العالمين العربي والإسلامي، ولها مكانة خاصة في قلوب كل المسلمين، مما جعلها ركيزة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وحجر الزاوية في الجهود الرامية لإحلال الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي.

كما تتمتع المملكة بدور قيادي في استقرار الاقتصاد الدولي من خلال الحفاظ على توازن أسواق الطاقة على نحو يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء.


وكان لإسهام المملكة في قيادة الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب في الميادين العسكرية والأمنية والمالية والفكرية الأثر البالغ في دحض التنظيمات الإرهابية، مثل داعش والقاعدة وغيرهما، وحماية أرواح العديد من الأبرياء حول العالم، وذلك عبر تأسيسها وقيادتها للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب ومشاركتها الفاعلة في التحالف الدولي لمحاربة داعش بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وفي هذا السياق تتخذ المملكة موقفاً حازماً إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية في مواجهة النشاطات الإيرانية السلبية عبر حلفائها ووكلائها، التي تهدف لزعزعة استقرار المنطقة.

وفي الوقت نفسه، تواصل المملكة بذل الجهود لكي تتوصل الأطراف اليمنية إلى حل سياسي للأزمة اليمنية يقوم على قرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل، بما في ذلك الجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي، والتي قادت بدعم المملكة العربية السعودية إلى الاتفاقات التي تم الإعلان عنها مؤخراً في السويد.

كما تولي المملكة الوضع الإنساني في اليمن أهمية بالغة، وتقوم عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتقديم مساعدات كبيرة للشعب اليمني في كافة المناطق اليمنية، كما تتعاون المملكة مع المنظمات والهيئات الدولية ذات الصلة لإيصال المساعدات للمحتاجين.

ولقد سبق التأكيد على أن ما حدث للمواطن / جمال خاشقجي هو جريمة مرفوضة لا تعبر عن سياسة المملكة، ولا نهج مؤسساتها، مؤكدة في الوقت ذاته رفضها لأية محاولة للخروج بالقضية عن مسار العدالة في المملكة.

والمملكة إذ تحرص على الحفاظ على علاقاتها مع الولايات المتحدة الأميركية، وتعمل على تطويرها في كافة المجالات، وتثمن موقف الحكومة الأميركية ومؤسساتها المتعقل حيال التطورات الأخيرة، فهي تدرك أن موقف مجلس الشيوخ الأميركي يرسل رسائل خاطئة لكل من يريد إحداث شرخ في العلاقات السعودية الأميركية، وتأمل المملكة ألا يتم الزج بها في الجدل السياسي الداخلي في الولايات المتحدة الأميركية، منعاً لحدوث تداعيات في العلاقات بين البلدين تكون لها آثار سلبية كبيرة على العلاقة الاستراتيجية المهمة بينهما.

 


مواضيع:


الأخبار الأخيرة