وتصاعدت مؤخرا "حرب التصريحات" بين كوريا الشمالية من جهة، والغرب لا سيما الولايات المتحدة من جهة أخرى، بعد تصميم بيونغيانغ على استئناف تجاربها النووية والصاروخية المثيرة للجدل.
ويذكر التاريخ الحديث أن الولايات المتحدة فعلتها سابقا، ودمرت كوريا الشمالية بين عامي 1950 و1953 إبان الحرب الكورية، بين كوريا الجنوبية المدعومة من الولايات المتحدة، وكوريا الشمالية ومن خلفها الاتحاد السوفيتي السابق.
فقد ألقت الطائرات الأميركية على كوريا الشمالية قنابل أكثر من تلك التي ألقتها على الدول المطلة على المحيط الهادي خلال الحرب العالمية الثانية، حيث كان نصيبها 635 ألف طن من القنابل، بينها 32 ألف طن من قنابل النابالم الحارقة.
وقال دين راسك، مسؤول وزارة الخارجية المكلف بملف شرق آسيا في ذلك الوقت، إن الطائرات الأميركية ألقت القنابل على "كل ما يتحرك في كوريا الشمالية، وكل قالب طوب يستند إلى آخر".
وبعد الحرب، قدرت دراسة سوفيتية أن 85 بالمئة من البنى التحتية في كوريا الشمالية دمرت تماما بفعل القصف الأميركي.
وقال الجنرال كورتيس ليماي الذي كان قائدا لسلاح الجو آنذاك: "نحن تقريبا حرقنا كل مدن كوريا الشمالية. خلال السنوات الثلاثة، قتلنا نحو 20 بالمئة من سكانها، إما بطريق مباشر (عن طريق القنابل) أو بالتجويع".
وقد يسفر أي صراع في شبه الجزيرة الكورية عن إراقة دماء لم تشهدها المنطقة منذ الحرب الكورية التي راح ضحيتها نحو 50 ألف قتيل أميركي وملايين الكوريين، وانتهت بهدنة عسكرية دون توقيع معاهدة سلام.
مواضيع: كوريا-الشمالية