النبوية «فتح عظيم» لدعوة الإسلام، وانطلاقة كبرى للرسالة المحمدية لتبلغ آفاق المعمورة ليخرج الناس من الظلمات إلى الهداية بإذن ربهم في حرية كاملة لا يشوبها إكراه لأحد على قبولها والإيمان بها، فضلاً عن أنها تمثل أعظم دليل على نصر الله تعالى وتأييده لهذا النبي ورسالته ورفع لواء هذا الدين الحنيف، بعد أن أغلق أهل مكة كل الأبواب أمام النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته على مدى ثلاث عشرة سنة.
وقال مفتي مصر: هذه السنوات الثلاث عشرة التي قضاها النبي في مكة بعد البعثة كانت ملأى بالأزمات الشديدة والمواقف القاسية، فلقد وجد النبي وأصحابه من أنواع العذاب وألوان الاضطهاد الداعية إلى الفتنة في دينهم، وتنغيص حياتهم، وزعزعة استقرارهم، وعلى الرغم من هذا العذاب الأليم بلغ النبي رسالة ربه، صابراً شجاعاً صادقاً، وهو معرض للفتك والقتل، لا يخشى أحداً غير الله تعالى، ولا يخاف شيئا من طغيان المشركين واستبدادهم، وكان النبي في ذلك مثالاً للمسلمين في الصبر وتحمل المصائب والبلايا والثبات عند الشدائد مع ترسيخ التعايش والمشاركة والتعاون والالتزام بالقيم والأخلاق وبذل المعروف والبر دون تمييز أو تفرقة.
وأوضح أن الهجرة النبوية الشريفة لم تكن تحركا عشوائيا، أو هروباً من واقع شديد القسوة أحاط النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولكنها جاءت عقب إعداد مسبق ودراسة شاملة، لتصبح نقلة استراتيجية عظيمة انتقل المسلمون بعدها من الضعف إلى القوة، وجعلت من المدينة المنورة مركزاً لنشر الإسلام في ربوع الدنيا.
مواضيع: أساس،#الدين،#