مع عدد من النساء في السعودية يمتلكن معرفة كبيرة بكافة تفاصيل العادات والتقاليد المتوارثة بشأن الزواج، منهن المتخصصة في التاريخ والإرشاد السياحي، عبير النجار، وفاطمة إبراهيم السمان إحدى السيدات التي تمتلك الكثير من المعلومات عن العادات التي عاشتها قبل عشرات السنوات.
وأكدتها فاطمة السمان، تختلف العادات من منطقة إلى أخرى، وعلى الرغم من الانفتاح الحاصل إلا أن بعض الأسر تحتفظ بتلك العادات، من الخطوبة حتى الزواج.
ما قبل الخطوبة
مرحلة الخطوبة هي المهمة الأولى التي تقوم بها أم الشاب، حيث تسأل سيدات الحي عن المواصفات التي تريدها لابنها، سواء كانت سمراء، أو بيضاء أو طويلة أم قصيرة، وذلك بسبب أن الفتيات يغطين ملامحهن بالكامل، ولا يظهر منهن أي شيء.
بعد الوصول للمواصفات المطلوبة، تذهب الأم لبيت العروس في حفلة خاصة أو عرس، بعد دعوتها من أهل الفتاة، وتشاهد الفتاة وطريقة حديثها وكل شيء عنها، ثم تعود لابنها لتخبره بمواصفات الفتاة، وبعد ذلك تخبر أهل الفتاة برغبتهم بزيارتهم للخطبة.
تذهب الأم وابنها إلى بيت العروس، ومن ثم تدخل الفتاة بالقهوة وتجلس لدقائق تتحدث بعض الكلمات فقط ليعرف الشاب صوتها، ومن ثم تنصرف الأم والفتاة، ويجلس الابن مع والدته للتشاور وحال اقتناعه، تنادي الأم على أم العروس وتبلغها بتحديد يوم الخطبة الرسمية، وترك فترة ما لأهل العروس للسؤال على الشاب، وقضاء صلاة الاستخارة للموافقة على العريس أم لا.
الخطوبة
في يوم الخطوبة تذهب أم العريس مع ابنها، ويحمل معه بعض الحلي الذهبية، وتدخل الفتاة بالزي الشرعي، ويعطي لها الهدايا وتقرأ الفاتحة، فيما يجتمع الرجال من العائلتين ويقرأون الفاتحة، وتعلن الخطبة الرسمية في المدينة، حتى لا يتقدم للفتاة أي شاب أخر.
عقد الملكة
عقد الملكة والمقصود به هو امتلاك كل منهما للأخر، إثر عقد القران، أو (كتب الكتاب)، ويحجز موعد عقد القران في الحرم النبوي الشريف، إذا كانوا من أهل المدينة أو مكة، في مكان اسمه خوخة أبو بكر الصديق بالحرم النبوي.
المهر
المهر من الأشياء التوافقية في السعودية، حسب ما يطلبه أهل العروس، ويوافق عليه أهل العريس، وعند عقد القران يسأل الشيخ عن هذا الأمر للتأكيد عليه، وعادة أهل الحجاز لا يشترطون أي مبالغ مالية للمهر ويترك حسب مقدرة العريس، إلا أن بعض الشروط تتعلق باستكمال الدراسة، أو عدم الذهاب إلى بلد أخر، ويختلف الأمر في نجد والجنوب، حيث يشترطون مبالغ مالية كبيرة.
تجهيز العروس
بالعادة، يلتزم العريس بتجهيز شقته بكل ما يلزمها من مفروشات وأجهزة، إلا بعض العائلات تنظر لوضعه المادي، وفي بعض الحالات يقتطعون نصف المهر للمساهمة في تجهيز الشقة، كما يشاركون ببعض الأجهزة كمساعدة له، وتشتري الأم لابنتها نحو 10 فساتين سهرة، إضافة إلى أدوات المطبخ.
قيلة الحنة.. والحنانة
قيلة الحنة هي الليلة التي تسبق العرس بيومين، حيث تجتمع النساء من الصباح إلى المساء، ومعهن الحنانة التي تعجن الحنة، وتجلس العروس مع الفتيات والنساء لفترة ما مغطاة الوجه، ومكتوب على ذلك الغطاء "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وبعدها تدخل الحنانة مع العروس إلى غرفة تغلق عليهما، وبعد ذلك تجلس الحنانة مع العروسة وتغلق الباب، لتقوم بنقش الحنة في كل الأماكن التي تريدها العروس، ويشترط أن تكون الحنانة متزوجة وسعيدة في حياتها.
الغمرة
الغمرة هي الخطوة التي تسبق الزفاف، وتجلس العروس في بيت أهلها حتى الصباح، وترتدي الزي التقليدي، سواء كان" المديني، المصكك، المحف، الزبون"، ويختلف كل منهم عن الآخر.
تزف العروس بالزي التراثي، وتمتد ليلة الزفاف من بعد المغرب حتى السابعة صباحا، بالزي المرصع بالألماس، وعادة ما يتم تأجيره من النصاصة التي تمتلك أنواع الزي التراثي، وفي القديم كان كل منهم يقيم حفله في قاعته الخاصة أو منزله الخاص، إلا أنه مؤخرا يقام الزفاف في قاعة واحدة.
المسريات
المسريات هن تسعة من السيدات المتزوجات، ينتظرن الفتاة قبل وصولها إلى منزل العريس، ويرتدين الزي الخاص بهم حيث يختلف زي كل ثلاثة عن الأخريات حسب أعمارهن، ويذهبن إلى منزل العريس قبل وصول العروس بنصف ساعة كبشارة لقدوم العروسة، ويأتي العريس ويمسك بيد عروسه ويقبل وجهها، ويصحبها للزفة ووجها مغطى.
النصاصة
النصاصة هي السيدة التي تؤجر الزي للعروس، ويجب أن يحجز قبلها بنحو شهر، وعادة ما ترتدي الفتيات الزي المديني من مشتقات اللون الوردي المرصع بالذهب والألماس، كما أن البنطلون يرصع بالألماس أيضا، ويشترط السير بـ "الشبشب" حتى تظهر حنتها على قدميها؟
السير على الكراسي
من العادات التي تعلي شأن العروسة، أنها لا تسير على الأرض خلال الزفة، حيث تقف على كرسي ارتفاعه نحو 40 سم، ويتم تبديل الكراسي أمامها بحيث تنتقل من كرسي لأخر حتى "الكوشة" أو كرسي العرس، ويساعدها في ذلك بعض الفتيات، حيث يضعن الكراسي أمامها ويمكسن بيديها حتى الكرسي.
في بعض الحالات التي يسمح فيها بدخول العريس، يدخل ويكشف وجهها ويقبل جبهتها، ثم يقرأ الفاتحة وأية الكرسيويضع بعض الجنيهات من الذهب حسب مقدرته في يدها.
سهرة العريس
في المقابل، يقيم العريس ليلة السهرة قبل الزفاف، ويجتمع معه الأصدقاء والأهل، ويذبحون الذبائح نحو 10 خرفان أو أكثر، كل حسب مقدرته، وبعض المناطق تقوم بذبح الجمال، إلا أن أهل الحجاز يقتصرون على ذبح الخرفان، ويقدم أهل العريس الطعام إلى المجتمعين، وتمتد السهرة حتى الصباح.
الصباحية
في الصباحية تقدم الهدايا من أهل العروسة، ومعظمها من الذهب، كما تقدم "بقش" أهل العريس، وهي تضم القماش والأطقم الداخلية والمناديل والجرابات، وتقوم أم العروس بشراء "بقشة" للعرس وتدخل أم العروس ومعها السيدات يحملن "البقش".
ما بعد الصباحية
في إطار عملية التقدير المتبادل، تقدم أم العريس الدعوة لنحو 50 سيدة من المقربات من أم العروس، في اليوم الثاني، وتذبح لهن الذبائح مع الأرز وبعض الوجبات الأخرى كتقدير لجهودهن طوال فترة الخطوبة.
مواضيع: