وتحدث موسى في مقابلة مع صحيفة "إندبندنت عربية"، نشرتها، أمس الجمعة، عن المشهد السياسي الراهن، مسلطاً الضوء على تداعيات وخطورة المساعي الإسرائيلية الأمريكية لاستغلال ضعف العالم العربي بعد ما سمي بـ"الربيع العربي" لتحقيق مكاسب لإسرائيل، من بينها التخطيط لضم هضبة الجولان ومجريات القضية الفلسطينية، وكواليس صفقة القرن، التي يُخطط لتحقيقها على أرض الواقع، وموقف السيادة المصرية منها.
سياسة غامضة
وانتقد موسى سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في المنطقة العربية، ووصفها بـ"الغموض"، خصوصاً ما يتعلق بشأن دعوة ترامب لإنشاء حلف "ناتو عربي"، وسأل: "ماذا يعني حلف "ناتو" عربي؟ والعرب أنفسهم لا يعلمون عنه شيئاً ؟!".
دور قطر
وتطرق موسى إلى نشاط دور قطر في المنطقة العربية منذ تسعينيات القرن الماضي، وعلامات الاستفهام المطروحة بشأنها. وأكد أنه "لا يمكن لقطر أن تمتلك مقاليد السيطرة في المنطقة مهما أوتيت من قوة لأسباب جيواستراتيجية واضحة".
شتاء عاصف
ووصف موسى ما سمي بالربيع العربي بأنه "لم يكن ربيعاً بل كان شتاءً عاصفاً". ورفض في الوقت ذاته مُصطلح المؤامرة الذي يصفه به البعض. مشيراً إلى أن "أصحاب نظرية الفوضى الخلاقة أعلنوا تفاصيلها، ولم يخفوها منذ سنوات قبل اندلاعها".
ومن جهة أخرى، أكد موسى أن العالم العربي قدم كثيراً من المعطيات التي ساعدت على تنفيذ مشروع "الشرق الأوسط الجديد"، مثل الدور التركي والإيراني والقطري، وملف جماعة "الإخوان" مشيراً إلى أن السياسة السعودية الحالية وظهور نظرة جديدة وتوجهات مغايرة عن سابقاتها هي تجربة جيدة، وسيكون لها تأثير في منطقة الخليج برُمتها.
وأكد موسى أن مشروع "الشرق الأوسط الجديد" لا يزال قائماً، وإن كانت المتغيرات المعاصرة في المشهد السياسي العالمي ستصعب من تنفيذه.
خلايا نائمة
وفيما يتعلق بالإرهاب كظاهرة عالمية، قال موسى إن "الإرهاب لن ينتهي من العالم، مادام وراءه تمويل مستمر، وتتوافر له خلايا نائمة كثيرة جداً، هذا بالإضافة إلى أن "الطريقة التي تتبعها السياسة العالمية والإقليمية تؤدي إلى إثارة مزيد من الإحباط والغضب، والعنف والإرهاب، وفي مثل هذا المناخ سيظل التطرف موجوداً ولن ينتهي".
وأخيراً أشار موسى إلى الصدور المرتقب للجزء الثاني من مذكراته التي حملت عنوان "كتابيه" خلال فبراير(شباط) المقبل، وكشف عن رصدها للأحداث التي دارت أثناء توليه منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، على مدار عشر سنوات كاملة بين 2001 و2011، وهي فترة ثرية بكثير من التفاصيل عن الجامعة العربية وتطورها وكواليس القضايا التي خاضتها.
مواضيع: