ودأبت آسيا بيبي على تأكيد براءتها في القضية التي تسببت في حدوث استقطاب داخل المجتمع الباكستاني.
وأدى إلغاء المحكمة العليا عقوبتها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى اندلاع احتجاجات اتسمت بالعنف نظمها متشددون يدعمون قوانين صارمة لمكافحة التجديف، فيما حثت القطاعات الليبرالية في المجتمع على إطلاق سراحها.
وقال كبير القضاة آصف سعيد خوسا في المحكمة يوم الثلاثاء :"استنادا لموضوع الدعوى القضائية، يُرفض هذا الطعن".
وعجزت بيبي، المعروفة أيضا بآسيا نورين، عن مغادرة باكستان على ذمة البت في الطعن المقدم.
وقالت منظمة العفو الدولية في بيان :"ينبغي إطلاق سراحها الآن لجمع شملها بأسرتها وأن تطلب الأمان في البلد الذي تختاره".
ماذا كانت تهمة آسيا بيبي؟
بدأت القضية بخلاف بين آسيا بيبي ومجموعة من النسوة في يونيو/حزيران 2009.
كن جميعا يشاركن في جمع الفاكهة ثم تشاجرن بسبب دلو ماء. وقالت النسوة الآخريات إنهن لا يمكنهن لمس الماء بعد أن أخذت منه آسيا كوبا، لأن إيمانها لوثه.
وقال مدعي القضية إن خلافا اندلع بعد ذلك، ثم قالت النسوة لآسيا إنها يجب أن تعتنق الإسلام، وبدورها ردت بتعليقات مسيئة للنبي محمد.
وتعرضت آسيا، بعد ذلك، للضرب في منزلها، حيث قال متهموها إنها اعترفت بالتجديف. وتم القبض عليها بعد تحقيق الشرطة.
وأقرت المحكمة العليا في حكمها بإلغاء عقوبة الإعدام أن الدعوى تستند إلى أدلة غير موثوقة، وأن اعترافها بالتجديف جاء أمام حشد من الناس "يهددون بقتلها".
لماذا تثير هذه القضية انقساما؟
الإسلام هو الدين الرسمي لباكستان، ويقوم عليه نظامها القانوني، وتحظى القوانين المشددة التي تجرم التجديف بتأييد قوي في الشارع.
وغالبا ما يدعم الساسة المتشددون العقوبات القاسية للتجديف، كوسيلة لتعزيز شعبيتهم في الشارع.
لكن منتقدين يقولون إن تلك القوانين غالبا ما تستخدم للانتقام، بعد منازعات شخصية، وإن الإدانات تقوم على أدلة واهنة.
ويعد غالبية المدانين بتهمة التجديف من المسلمين أو أعضاء في الطائفة الأحمدية، لكن منذ التسعينيات من القرن الماضي، أدين عشرات المسيحيين بتلك التهمة.
ويشكل المسيحيون 1.6 في المئة فقط من سكان باكستان.
واستهدف المسيحيون بهجمات متكررة في باكستان خلال السنوات الأخيرة، مما جعل كثيرين منهم يشعرون بالخطر، في مناخ يسود فيه التعصب.
ومنذ تسعينيات القرن الماضي، قُتل 65 شخصا على الأقل في باكستان، على خلفية مزاعم بالتجديف وفقا لتقارير.
وتعد آسيا بيبي، المولودة عام 1971 ولديها أربعة أطفال، أول سيدة يحكم عليها بعقوبة الإعدام بموجب قوانين مكافحة التجديف.
مواضيع: