لماذا تكلفك "الحساسية الغذائية" أموالاً أكثر لشراء طعامك؟

  05 فبراير 2019    قرأ 1129
لماذا تكلفك "الحساسية الغذائية" أموالاً أكثر لشراء طعامك؟

لسنواتٍ طويلة، لم أكن أعلم أنني أعاني من مشكلةٍ صحيةٍ مزمنةٍ في معدتي منذ ولادتي تقريباً. ربما بدا لكم الأمر منافياً للعقل، وهو ما يبدو كذلك بالنسبة لي أنا أيضاً إذا ما فكرت فيه بأثرٍ رجعي. لكن إذا ما كنت تعاني من مرضٍ يصيب جهاز المناعة - من النوع الذي يُطلق عليه اسم أمراض المناعة الذاتية مثل "الداء البطني" أو "السيلياك" الذي أعاني منه - فلن يكون بوسعك أن تعلم على الأغلب كيف يمكنك أن تعيش بطريقةٍ أخرى.

 

وقبل أن يكشف فحصٌ للدم - أُجري أواخر العام الماضي وأنا في عمر 31 عاماً - عن معاناتي من "الداء البطني" الذي يُطلق عليه أيضاً اسم "الداء الزلاقي"، كنت أشعر دائماً بألمٍ طفيفٍ ومبهمٍ كلما ضغطت على أمعائي. غير أنني لم أكن أفكر في تلك الآونة - ولو لثانيةٍ واحدة - في عدد المرات التي أصاب فيها بانتفاخٍ مؤلمٍ في البطن دون سابق إنذار. لكن عندما ظللت أعاني لأسبوعين كاملين مما ظننت وقتها أنه أسوأ نوبة تسممٍ غذائيٍ أصبت بها في حياتي، دفعني زوجي دفعاً نحو استشارة طبيب.

عَلِمتُ حينذاك أن جهازي المناعي كان يهاجم نفسه، كلما تناولت طعاماً يحتوي على مادة الغلوتين.

ويمثل الداء الذي أعاني منه رد فعلٍ ذاتياً وتلقائياً من جانب جهاز المناعة لديّ، على البروتينات الموجودة في القمح والشعير وحبوب الجاودار، وهو يختلف عن الإصابة بالحساسية المفرطة من الغلوتين. ويُعاني من تُشخص إصابتهم بهذا الداء من مشكلاتٍ في الأمعاء بسبب تناول الغلوتين، وقد يقود عدم التعرف على هذه المشكلة الصحية على نحوٍ سليم أو العجز عن التحكم فيها والسيطرة عليها، إلى تحويلها إلى مقدمةٍ للإصابة بالسرطان أو نذيرٍ به.

المفارقة أن الرد المعتاد الذي كان يرد على لسان كل من أخبرتهم عن نظامي الغذائي الذي اضطررت لجعله خالياً من الغلوتين لأسبابٍ صحية، كان يتمثل في عباراتٍ من قبيل إنني محظوظة؛ على الأقل لأن لديّ الآن الكثير والكثير من الخيارات الأخرى المتمثلة في المنتجات الخالية من هذا المركب البروتيني.

ورغم أنه ليس من الرائع بطبيعة الحال أن يعاني المرء من حساسيةٍ غذائيةٍ من أي نوع، فقد كان رأي هؤلاء لا يخلو من الوجاهة، فقد أدى تنامي الوعي بهذا النوع من الحساسية إلى توفير الكثير من الخيارات للمصابين بها، ممن كانوا يعانون من التهميش في الماضي. وتجسد ذلك في أرففٍ ممتلئة بمنتجات حليب جوز الهند الخالي من اللاكتوز، والجعة الخالية من الغلوتين، والبسكويت الذي لا يحتوي على الجوز أو البندق. بل إن العديد من المتاجر، تتضمن الآن أقساماً مخصصةً للمنتجات الخالية من هذه المادة أو ذاك.

ففي المملكة المتحدة على سبيل المثال، اتسع سوق هذه المنتجات بوتيرةٍ هائلةٍ وبنسبة فاقت 133 في المئة على مدار السنوات الخمس الماضية، بل وقُدِرَ حجمها في عام 2018 بـ 837 مليون جنيه استرليني. وقد تسللت الطفرة المتعلقة بتلك المنتجات إلى ثنايا الثقافة الشعبية في البلاد كذلك، إلى حد أن برنامجاً تلفزيونياً شهيراً على الشاشة البريطانية مثل "ذا غريت بريتين بَيك أوف" الخاص بالطهي، تناول المأكولات الخالية من الغلوتين والألبان منذ بداياته تقريباً.

وعلى الرغم من الانتشار المتزايد للعروض الخاصة بالمنتجات الخالية من المواد المُسببة للحساسية، فإن الالتزام بنظامٍ غذائيٍ خاصٍ يلائم المعاناة من الحساسية من بعض الأغذية أو عدم تقبل مكوناتٍ داخلةٍ فيها، أو يستهدف تفادي حدوث ردود فعلٍ تلقائيةٍ من جهاز المناعة جراء تناولها، ليس بالأمر زهيد الثمن.

وإذا نظرنا إلى الأطعمة الخالية من الغلوتين على وجه الخصوص، فسنجد أن دراسةً أُجريت في المملكة المتحدة عام 2018 كشفت أن بعض المنتجات التي تندرج في هذا الإطار تزيد تكاليفها بنسبة 159 في المئة عن نظيراتها التقليدية.

ولم أكن استثناءً من هذا الأمر بطبيعة الحال، ففاتورة مشترياتي من البقالة تزايدت بوتيرةٍ سريعةٍ للغاية، فعبوة من المقرمشات المُعدة على شكل أصابع كانت تكلفني في المعتاد ثلاثة دولارات، وأصبحت الآن أشتري بديلتها الخالية من الغلوتين بما يصل إلى أربعة دولارات ونصف. وبعدما كنت أدفع قرابة دولارين ونصف للشطيرة الطازجة مهما كانت حشوتها، باتت تكلفني أربعة دولارات ونصف، لأنني صرت أشتري تلك التي يُستخدم فيها خبزٌ مجمدٌ خالٍ من الغلوتين. بالمثل، صرت أنفق المبلغ نفسه على المعكرونة التي كانت تكلفني في الماضي 99 بنساً، وكنت معتاداً على تخزين كمياتٍ منها أيضاً.

وإذا فكرت في تناول العشاء في الخارج، لم يعد بوسعي اختيار ما آكله بناءً على كونه أقل تكلفةً من غيره، وإنما بات يتعين عليّ أن اختار البديل الوحيد المتاح غالباً لي والخالي من الغلوتين، حتى وإن كان سعره يزيد بعشرة دولارات كاملةً عن السعر المعتاد للوجبات الأخرى الموجودة في المطعم، وهو ما يحدث في أغلب الأحيان.

بالطبع هناك الكثير من التكاليف الإضافية الأخرى المرتبطة بالمعاناة من الحساسية الغذائية. ففي عام 2012، أجرى باحثون تابعون للجمعية الطبية الأمريكية دراسةً شملت 1643 من مقدمي الرعاية للأطفال المصابين بهذا النوع من الحساسية في الولايات المتحدة، وكان أكثر من ربعهم يعانون من الحساسية من الفول السوداني. وكشفت الدراسة عن أن أفراد العينة فيها تكبدوا مصاريف إضافيةً تُقدر بـ 4184 دولاراً للطفل سنوياً.

وخَلُصَ الباحثون إلى أن تكاليف علاج الأطفال الأمريكيين الذين يعانون من الحساسية الغذائية - والذين تبلغ نسبتهم قرابة 8 في المئة من أطفال البلاد - تصل إلى نحو 25 مليار دولار سنوياً. وفي العام نفسه، أفادت تقديراتٌ أعدها باحثون فنلنديون بأن المسؤولين عن الطفل المصاب بالحساسية الغذائية يتكبدون سنوياً ما يصل متوسطه إلى 3182 يورو للمصروفات المرتبطة بهذه الحالة المرضية.

على أي حال من الصعب العثور على بياناتٍ موثوقٍ بها تتناول بشكلٍ خاص الأموال التي تُنفق على شراء منتجات البقالة الخالية من المواد المُسببة للحساسية الغذائية. لكن بغض النظر عن حجم هذه التكاليف الإضافية، تبقى حقيقةٌ واضحةٌ أنه لا مفر منها بالنسبة لمن يعانون من هذه الحالة.

ومن الملائم الآن التعرف على رؤية أودري دانغالفين، المسؤولة عن البرنامج الخاص بالدرجات العلمية المخصصة لدراسات الطفولة والسنوات الأولى من عمر الصغار في جامعة كورك الآيرلندية، والتي تُدرِّس كذلك مناهج خاصةً بطب الأطفال والأمراض المعدية للأطفال في إحدى الجامعات الروسية. وتقول دانغالفين إن تجنب المرء الأطعمة التي تُهيّج الحساسية لديه هو أمرٌ محوريٌ على صعيد تحكمه في هذه الحالة بفعالية. وتضيف أن ابتلاع بعض هذه الأطعمة والتعرض لها على نحوٍ غير مقصود أمرٌ "شائعٌ، ما يسبب ردود فعلٍ متكررةً، وتهدد الحياة في بعض الأحيان".

وقد أظهرت دراسةٌ أُجريت في ولاية إلينوي الأمريكية أن معدل دخول المستشفى للعلاج من الإصابة بحساسيةٍ غذائيةٍ - وهي حالةٌ شائعةٌ وحادةٌ تنجم عن التعرض لمادة مُسببة للحساسية - قفز بنسبة 30 في المئة بين عامي 2008 و2012 (بغض النظر عن الأصل العرقي للمريض وحالته الاجتماعية والاقتصادية).

ويبدو هذا الارتفاع ناجماً عن تزايد عدد من تُشخص إصابتهم بالحساسية الغذائية، وهو العدد الذي ارتفع بنسبة 50 في المئة بين الأطفال في الفترة ما بين عامي 1997 و2011، وفقاً لوكالة "مكافحة الأمراض والوقاية منها" في الولايات المتحدة. ومن غير الواضح بشكلٍ كاملٍ السبب الذي يؤدي لتزايد عدد من يصابون بهذا النوع من الحساسية، بالرغم من كثرة عدد النظريات في هذا الشأن.

وبالنسبة للكثيرين، لا يشكل الالتزام بنظامٍ حميةٍ خاصٍ أمراً اختيارياً بل مسألة حياة أو موت.

وصفة لـ "أسعار أعلى"
في البداية، لا يبدو أن الشركات المنتجة للأغذية المخصصة لمرضى الحساسية، تبتز مستهلكيها ممن يلتزمون بأنظمة حميةٍ خاصةٍ، لمجرد أنها تستطيع ذلك. فالمصانع والمرافق المخصصة لإنتاج أطعمةٍ خاليةٍ من مواد بعينها، غالباً ما تكون مُكلفةً سواء على صعيد إقامتها أو صيانتها.

فبحسب دانغالفين: "يتعين أن يكون كل مكونٍ من مكونات المنتج خالياً من أي تلوثٍ (بالمادة المُسببة للحساسية) بدءاً من مرحلة وجوده في الحقل إلى مرحلة المعالجة وصولاً إلى وحدة التغليف والتعبئة". وتضيف بالقول إن المنتجين يتكبدون تكاليف لا يُستهان بها لتطبيق قواعد صارمة تضمن خلو منتجاتهم من المواد التي تسبب الحساسية.

بجانب ذلك، فإن إعلان شركةٍ ما عن أن منتجاتها خاليةٌ من مادةٍ بعينها، يجعلها عرضةً لتكبد تكاليف عاليةٍ، حالما أصيب مستهلكو هذه السلعة بالمرض، إذ أنها إما ستضطر إلى سحب المنتج من الأسواق أو ستُجبر على دفع تعويضاتٍ ماليةٍ، وكلا الأمرين مكلف.

علاوةً على ذلك، من غير المحتمل أن يكون بوسع شركات تصنيع الأغذية الاستفادة من السمات والأليات الاقتصادية التي يتصف بها سوق بيع وتداول المنتجات الخالية من المواد المٌسببة للحساسية. وفي هذا الشأن تقول ميراندا مَغفورد، الأستاذ الفخري لاقتصاديات الصحة في كلية نوريتش للطب، إنه ليس من السهل على منتجي الأطعمة المخصصة لمن يتبعون أنظمة حميةٍ غذائيةٍ خاصةً، بيع منتجاتهم بكمياتٍ كبيرة. وتشير إلى أن ذلك يجعل الأسعار مرتفعة "لأنه ما من إمكانيةٍ لتوزيع التكاليف العالية الثابتة الخاصة بعمليات التصنيع" على الكثير من عمليات البيع.

بجانب ذلك، ثمة أمرٌ يبدو غير منطقي أو مخالفاً لما هو متوقع، يتمثل في أن الكثير من المنتجات الخالية من مواد تُسبب الحساسية، تتألف من مكوناتٍ أكثر عدداً من تلك التي تحتوي عليها نظيرتها المعتادة أو التقليدية. فعلى سبيل المثال، تقول الرابطة الوطنية للعاملين في مجال طحن الدقيق في بريطانيا وأيرلندا إن عدد مكونات رغيف الخبز الخالي من الغلوتين ربما يزيد على 20 مكوناً. وتُضاف هذه المكونات في الأغلب لتعويض عدم وجود القمح. وتزيد تكاليف هذه المكونات بواقع مرتين إلى ثلاث مرات، عن نظيرتها التي يحتوي عليها رغيف الخبز العادي.

وفي بعض الحالات، بدأ استخدام مكوناتٍ وبدائل جديدةٍ في تحضير المنتجات الخالية من مواد مُسببة للحساسية. ويقول ويليام روبرتس، متخصص في المأكولات والمشروبات لدى شركة "مينتل"، إن الأفكار والمفاهيم الجديدة - بما في ذلك المتعلقة بمواد مثل الدقيق - أدت لجعل المنتجات الخالية من الغلوتين تقف على قدم المساواة مع نظيرتها المحتوية على هذه المادة.

رغم ذلك، فمع أن رغيف الخبز الخالي من الغلوتين ربما يكون قد تحسن من حيث الطعم ليضاهي نظيره العادي، فإن التقارب بينهما لم يمتد إلى السعر.

قلة التوافر وشدة التأثير
أظهرت دراسةٌ أجرتها منظمة "الرابطة الدولية لمجلس المعلومات الخاصة بالغذاء" في عام 2018 حول الغذاء والصحة أن 64 في المئة من المستهلكين يعتبرون السعر واحداً من بين أهم عامليْن يحددان مسألة شرائهم للأطعمة والمواد الغذائية من عدمه.

وتقول روبن أوبراين، المحللة السابقة في صناعة الأغذية ومؤلفة كتاب "الحقيقة غير الصحية"، إن كثيرين ممن يعانون من هذه الحساسية يخصصون جزءاً من ميزانيتهم، للأدوية والطرق العلاجية.

ومع ذلك، فمن النادر أن يكون لدى المصابين بالحساسية الغذائية ترف اختيار الطعام الأقل تكلفةً من سواه. فبالعودة إلى الدراسة التي أشرنا إليها سابقاً وتضمنت تحليل التكاليف الإجمالية للمنتجات الغذائية الخالية من الغلوتين، سنجد أنها أظهرت كذلك أن حبوب الإفطار المعدة للمصابين بـ "الداء البطني" كانت أغلى بنسبة 205 في المئة في المتوسط من نظيرتها العادية، وأن النسبة نفسها بلغت 267 في المئة بالنسبة للخبز والمخبوزات. لكن المنتجات الغذائية الخالية من الغلوتين ليست وحدها التي تنهك ميزانيتك، ففي فنلندا تبين أن حليب الأبقار كان أكثر المواد الغذائية المُسببة للحساسية تكلفةً.

وتشير دانغالفين في هذا السياق إلى أبحاثٍ تقول إن الأشخاص ذوي الدخل المحدود قد يواجهون صعوباتٍ أكبر على صعيد شراء الأطعمة الخالية من المواد المُسببة للحساسية. وتضيف: " تمثل التكلفة حاجزاً يُعتبر عالياً على نحوٍ خاصٍ، بالنسبة للعمال الفقراء والمهاجرين، والشبان الذين يعانون من الفقر وأيضاً المنتفعين من بنوك الطعام".

ومن بين الفئات التي تشعر بضغوطٍ أشد في هذا السياق، المقيمون في الريف وأولئك الأشخاص الذين تقل خيارات التسوق المتاحة لهم. ولاحظ الباحثون البريطانيون - عند دراستهم للمنتجات الغذائية الخالية من الغلوتين - أن 82 في المئة من الأغذية الملائمة لمن يعانون من "الداء البطني" كانت " أغلى بشكلٍ كبيرٍ إذا ما اشتراها المستهلكون من على شبكة الإنترنت، مُقارنةً (بشرائها) من محال السوبر ماركت العادية". وخلص الباحثون إلى أن كبار السن والمعاقين بدنياً ومن يعانون من أوضاعٍ اقتصاديةٍ واجتماعيةٍ متدنيةٍ، سيظلون هم الأكثر تأثراً بقلة عدد الأقسام التي يتوافر فيها الطعام الطازج والمنتجات الغذائية ذات الأسعار المعقولة بداخل المتاجر ومحال السوبر ماركت التي تعرض منتجاتٍ زهيدة الثمن نسبياً.

"وصفةٌ" للمضي إلى الأمام
وتقول روبن أوبراين إن الشركات المُصنِعة للسلع الاستهلاكية المعبأة تدرك جيداً التفاوت بين سعر الأغذية المخصصة لمن يتبعون أنظمةً خاصةً للحمية وبين نظيرتها العادية. وترى أوبراين أن عملية التسعير تتسم بالمرونة فيما يتعلق بارتباطها بحجم العرض والطلب، وهو ما يعني أن الأسعار ستنخفض على الأرجح بالرغم من القيود التي يخضع لها هذا القطاع الصناعي.

وتضيف أن اتساع رقعة قطاع المنتجات الخالية من المواد المُسببة للحساسية الغذائية وزيادة عدد الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة المرضية، يؤديان إلى أن يتجاوز هذا القطاع نطاق محال البقالة ويصل إلى المطاعم. وأشارت إلى أن الشركات الدولية الكبرى المُصنعة للسلع الاستهلاكية المعبأة، بما في ذلك "دانون" و"نيستله"، تنتفع من "الوصفات الخاصة بالمنتجات الخالية من مواد مُسببةٍ للحساسية". وقالت أوبراين في هذا الصدد إن "نيستله" كشفت عن أن المنتجات التي تستخدم الوصفات المخصصة لمن يعانون من الحساسية، تندرج في إطار بعضٍ من "خطوط إنتاجها الأسرع نمواً".

ومن جهتها، تقول دانغالفين إن هناك عوامل أخرى قد تقود الأسعار إلى الانخفاض، ومن بينها اتباع طرق إنتاجٍ مُحسّنة واستخدام وسائل أكثر كفاءةٍ لاختبار المنتجات للتأكد من خلوها من المواد المُسببة للحساسية، فضلاً عن تزايد وعي المستهلكين، الذين يتوجب عليهم اتباع نظام حميةٍ خاص، أو يرغبون في ذلك.

ومن المهم كذلك تضافر جهود جميع الأطراف في هذا المجال، بما في ذلك منتجو المواد الغذائية والجهات المُنظمة لهذا القطاع والعلماء في مجال الغذاء، والمجموعات التي تمثل المستهلكين والمرضى، وكذلك المتخصصون في الرعاية الصحية، إذ أن كل هذه الأطراف ليست على قلب رجلٍ واحدٍ في الوقت الحاضر لاختلاف أولوياتها.

في نهاية المطاف، ليس بوسعي القول إنه سيمكنني أن أحب في يومٍ من الأيام فطيرة البيتزا الخالية من الغلوتين التي أتناولها حالياً، بقدرٍ مقاربٍ لعشقي لشرائح البيتزا التقليدية التي اعتدتها قبل أن اكتشف إصابتي بـ" الداء البطني"، لكن ذلك لا يحول دون أن أقر بأن تزايد عدد المنتجات الغذائية الخالية من المواد المُسببة للحساسية، وفر لي - ولملايين من المصابين بالحساسية مثلي - بواعث بعينها للشعور بالارتياح، من بينها أنه بوسعنا الآن التمتع بصحة أفضل، وأن تكون لدينا خياراتٌ أكثر وخوفٌ أقل من تسلل مواد ضارة بصحتنا إلى غذائنا.

 


مواضيع:


الأخبار الأخيرة