«العصفور الصغير» يغرّد في أوبرا دبي الليلة

  14 فبراير 2019    قرأ 913
«العصفور الصغير» يغرّد في أوبرا دبي الليلة

قيثارة فرنسا وكوكبها «أديث بياف»، أو «العصفور الصغير»، كما يلقبونها أيضاً، لم تغب عن أذهان ومسامع جمهورها المتذوق لموسيقاها المعتقة بالشجن والأحزان، حيث منحت العالم قصصاً رومانسية مغمسة بالألم، رسائل لا تحمل عنواناً ولا تواقيع ترسلها للحب والحياة، ليس لها نهاية ولا بداية، تقبل كل الاحتمالات، ولكن لم يكن يوماً الندم جزءاً، كما جاء في أغنيتها الملحمية الشهيرة "نون جو نو رغرت ريان".

 

الليلة، وبعد مرور أكثر من 50 عاماً على رحيلها، يستحضر العرض العالمي الغنائي "بياف لو سبيكتيبل": " PIAF! Le Spectacle"، خلال 90 دقيقة، وأربعة عروض الليلة وغداً في أوبرا دبي، إرثها العريق الذي يعد علامة فارقة في تاريخ الفن الفرنسي، خلال جولته العالمية التي بدأت عام 2015، وزارت أكثر من 50 مدينة حول العالم، وبيعت أكثر من مليون تذكرة لحضور الحفل.

الحفل المسرحيّ الذي أحضرته إلى دبي "برودواي إنترتينمنت غروب"، بالتعاون مع أوبرا دبي، وبالشراكة مع "جيل مارسالا" و"ديركتو برودكشنز"، يدور حول حياة الأيقونة أديث بياف، والمستوحى من فيلم" الحياة الوردية ": "La Vie en Rose"، وهو أول فيلم سينمائي فرنسي يفوز بجائزتي الأوسكار، فمن شوارع مونمارتر الى بلوفارد محمد بن راشد، وفى قلب أوبرا دبي، تصدح بأداء يتقمص شخصيتها الموسيقية «آن كارار»، المغنية الفرنسية المعروفة أيضاً باسم «الوريثة الشرعية لموسيقى بياف»، والمغنية الفرنسية العالمية ناتالي ليرميت، إنها أمسية استثنائية تتصاعد فيه المشاعر تدريجياً!

طاقة ملهمة


وفى السياق، تقول بطلة العرض الأولى، آن كارير: وجودنا في دبي حدث عالمي في حد ذاته، خلال جولتنا العالمية، وللمرة الأولى في الشرق الأوسط، أوبرا دبي اليوم من أهم المحطات التي تحتضن الأعمال الفنية الأكثر شهرة، والتي يكن لها الجمهور كل التقدير والاهتمام، وأعتقد أن أداء أغنيات الراحلة أديث بياف، هو دور العمر في مسيرتي الفنية، حيث تربطني علاقة روحانية بها كإنسانة وفنانة مرهفة المشاعر، تغلبت على كافة الصعوبات العائلية والمجتمعية، وحولتها إلى طاقة ملهمة لكل الأجيال، وباتت بلا منازع، صوت فرنسا الأول، وتوازي شهرتها شهرة أم كلثوم "كوكب الشرق"، لتحظي بلقب يميزها أيضاً، وهو "كوكب الغرب"، تقديراً لجهودها الفنية في نشر الثقافة الفرنسية الموسيقية.

قوة الإحساس

وتضيف آن كارير: أقوم أنا ونتالي بتبادل الغناء في العروض في أوبرا دبي، فنحن نقدم 4 عروض في اليوم الواحد، نأمل أن نقدم لجمهور دبي أجمل ما لدينا من تاريخ وحياة أديث بياف، وأعتقد أنها لو كانت بيننا اليوم، ستغمرها السعادة والفخر، فهي لم تمتع فرنسا وأوروبا فقط، بل العالم العربي أيضاً، ولقد تشرفت بمقابلة جميع الأشخاص الذين عملوا مع المطربة الراحلة أو عرفوها جيداً. وكان من بينهم تشارلز دومون، مؤلف العديد من أغنياتها، وجينو ريتشر، وسكرتيرها الشخصي، جيرمين ريكورد، صديقها المقرب، وفى حقيقة الأمر، ساعدني ذلك كثيراً على التعرف إلى شخصيتها، وإلى الشعور بالقرب منها على المسرح. ولكن علينا جميعاً أن نقر أنه لا يوجد سوى بياف واحدة، ولن تتكرر، نعم نحاول أن نرتدي صوتها فخراً للعثور على جميع خصائص صوت بياف، الذي يتوقعه الجمهور في القوة والحساسية.

أيقونة شعبية

وحول أهمية التدرب على صوت وأداء أديث بياف بطريقتها الخاصة، تقول نتالي ليرمت: أولاً، يجب أن يكون لديك صوت طبيعي للغناء، مثل إديث بياف. لا يمكنك أن تتعلم ذلك. لم نكن فقط بحاجة إلى التدريب مع متخصص موسيقي لمعرفة كيف تغني مثل بياف، ولكن كنا في حاجة لفهم قدرتها الاستثنائية للحفاظ على صوتها صعوداً وهبوطاً، بلكنة تميزها عن غيرها، لتلبيه توقعات الجمهور، لقد انجذبت إلى حضور صوت إيديث بياف، وكذلك قوتها التي لا تلين. لا يمكن للمرء أبداً أن يقول لا لهذه المرأة الصغيرة المتواضعة المظهر "العصفور الصغير" الهش. على الرغم من كل آلامها ومحنها، كانت لديها القوة والعزم على أن تصبح واحدة من أهم المطربين الشعبيين المحبوبين في التاريخ.

صوت الوطن

ويؤكد مخرج ومنتج العمل جيل مارسالا، أن سر نجاح العمل خلال جميع جولته العالمية، كونه يؤرخ بشكل مباشر لمسيرة فنية لمطربة فرنسا الأولى، ويسير بالتوازي مع فيلم "الحياة الوردية"، لتكريم أعمالها وحياتها، لم تعِ بياف يوماً أهمية الحب الكبير الذي أعطته لمحبيها، حضنتهم بكلمات عن الحب، بكلمات «مضادة» لليأس، فقد حفرت في تاريخ الفن الفرنسي وذاكرته، حقيقة واضحة لا غبار عليها، انها «الفنانة الأولى التي تخطت أسوار باريس، ووصلت إلى العالمية». استطاعت أن تصل اليوم إلى دولة الإمارات، وتأثر شعبها عبر أغنياتها الخالدة، فهي من أعظم الأصوات الغنائية بفرنسا، ويعتبرها النقاد المطربة الوحيدة التي نشرت بعد شارل ازنافور اللغة الفرنسية بالعالم، إنها صوت والوطن ونشيد الحب والأمل.

 


مواضيع:


الأخبار الأخيرة