مصر تصل إلى الفضاء

  29 سبتمبر 2017    قرأ 1402
مصر تصل إلى الفضاء
خطوة جيدة اتخذتها الحكومة المصرية، بعد الإعلان على مشروع قانون بإنشاء أول وكالة فضاء مصرية وإنشاء مجلس أعلى لها برئاسة رئيس الجمهورية.الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي، كان صاحب ذلك الإعلان والمفأجاة الكبرى، التي ستضع مصر على أول طريق الفضاء، حين أعلن أنه تم الاتفاق مع الجانب الصيني لتصنيع أول قمر صناعي في عام 2019، بالتعاون مع الصين، موضحًا أن مصر سوف تطلق قمر صناعي تحت اسم "مصر سات2" خلال 2021-2022.

وترصد "الدستور" عبر السطور التالية تفاصيل إنشاء أول وكالة فضاء مصرية

بداية الإنشاء
في البداية، يشرح الدكتور عادل عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة التعليم العالي، أن مشروع إنشاء وكالة فضاء مصرية يتكون مشروع القانون من 12 مادة.

وأضاف"عبدالغفار"، في تصريح خاص لـ"الدستور"، أن أبرز المواد، أن تنشأ هيئة عامة تسمى "وكالة الفضاء المصرية"، تكون لها الشخصية الاعتبارية وتتبع رئيس الجمهورية، وتتمتع بالاستقلال الفني والمالي والإداري، ويكون مقرها الرئيسي مدينة القاهرة، ولها فروع في جميع أنحاء الجمهورية بقرار من مجلس إدارتها.

وأوضح أن الوكالة تهدف إلى نقل وتوطين علوم وتكنولوجيا الفضاء لامتلاك القدرات الذاتية؛ لبناء وإطلاق الأقمار الصناعية من الأراضي المصرية بما يخدم استراتيجية الدولة في مجالات التنمية وتحقيق
الأمن القومي.

أسباب تأخر الإنشاء
فيما قال الدكتور علي قطب، خبير الأرصاد الجوية وعلوم المناخ والفضاء بجامعة الزقازيق، إن افتقاد مصر للعمل الجماعي من أهم أسباب تأخر إنشاء وكالة فضاء مصرية.

وأكد "قطب"، في تصريح خاص لـ"الدستور"، أن إنشاء وكالة فضاء مصرية نقلة تكنولوجية واسعة في تاريخ مصر، لافتًا إلى ضرورة تدريب المتخصصين وإنشاء قاعدة معلومات أساسية؛ لمعرفة كيفية الإطلاق دون الاستعانة بخبراء من الخارج سواء روسيا أو أذربيجان.

وأشار إلى أن وكالة الفضاء المصرية، لها أهمية كبيرة تتمثل في معرفة معلومات عسكرية ومدنية واقتصادية، فضلًا عن أهمية الوكالة في عملية الزراعة واستكشاف المياه الجوفية، والتنبؤ بالأعاصير والفيضانات والسيول، بالإضافة إلى معرفة التغيرات المناخية من خلالها، مطالبًا باستقطاب عناصر بشرية تعمل بالخارج؛ للاستفادة من خبراتها ومساهمتها في الخطة، لافتًا أن المشروع سيحقق أرباحًا هائلة في المستقبل القريب.

وأوضح أن التجربة لم تكن الأولى لمصر، ففي عام 2013، تم الإعلان عن خطة لإنشاء وكالة فضاء مصرية، وتخصيص 100 فدان باسم المدينة الفضائية، إلا أن المشروع توقف بسبب الظروف التي مرت بها البلاد وقتها، وفي أكتوبر 2015 عاد الموضوع من جديد للظهور، عندما تم الإعلان عن إطلاق أول وكالة فضاء مصرية خلال نوفمبر من نفس العام، عقب الانتهاء من انتخابات المرحلة الأولى لمجلس النواب، إلا أن المشروع لم ينفذ، مشيرًا إلى أنه في يوليو 2015، عقد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء اجتماعًا مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والهيئة القومية للاستشعار عن بعد؛ لمناقشة مشروع القانون المقدم من الهيئة لإنشاء الوكالة.

ولفت إلى أنه في أغسطس 2016، أحال مجلس الوزراء، مشروع القانون إلى مجلس النواب؛ لمناقشته والتصديق عليه، لكن الأمر أخذ وقتًا طويلًا، حيث أرسله البرلمان بعد ذلك إلى المجلس التخصصي لشؤون التعليم والبحث العلمي التابع لرئاسة الجمهورية؛ لأخذ رأي المختصين وذلك في يناير 2017، حتى تم الإعلان عنه بالأمس.

تحقيق الأمن القومي للبلاد
في السياق ذاته، أكد الدكتور علاء النهري، نائب رئيس المركز الأقليمي لعلوم الفضاء في الأمم المتحدة، أن إنشاء وكالة فضاء مصرية يساعد على توطين تكنولوجيا وعلوم الفضاء في مصر، ووضع استراتيجة الدولة في مجال الفضاء، مشيرًا إلى أن الوكالة ستعمل على تحقيق الأمن المائي والقومي لمصر داخل وخارج حدودها.

وأشار إلى أن البنية الأساسية مكتملة لإنشاء الوكالة، وأن الدولة موفرة للوكالة ميزانية جيدة والهيئة القومية لعلوم الفضاء ومركز الاستشعار عن بعد لديهما من الإمكانيات المادية ما يكفي لإنشاء الوكالة، لافتًا إلى أن الوكالة سيتم إنشائها بأيدي مصرية خالصة، دون الإستادنة بكوادر أجنبية، موضحًا أن الوكالة في طريقها إلى النور خلال العامين القادمين.

مواضيع: مصر   الفضاء  


الأخبار الأخيرة