السكر.. “السم الأبيض القاتل”
وأوضح بدران في حديث خاص لـ”محيط”، أن السكر الزائد يرفع ضغط الدم تماماً مثل الملح، مشيراً إلى أن استهلاك السكر تضاعف ثلاث مرات خلال الخمسين عاماً الماضية متفوقاً بذلك على استهلاك البشر من الملح والتوابل.
وأشار بدران إلى أن الإفراط في تناول السكر يحفز إطلاق الناقلات العصبية في الدماغ مثل “الدوبامين” و”السيروتونين” كيمياء السعادة بطريقة مشابهة للكحول والكوكايين وبعض الأدوية المخدرة، وذلك لأن السكر ينشط الخلايا العصبية المنتجة “للدوبامين” في منطقة خاصةً في المخ ويترافق إطلاق “الدوبامين” الشعور بالسرور والمتعة والسعادة، مما يضطر البعض لتناوله بصورة قهرية بالرغم من معرفة أضراره، وذلك لأن غيابه أو صعوبة الحصول عليه يسبب أعراضاً إنسحابية مثل الصداع، القلق، التعب.
ونفي بدران الشائعات المتداولة بين العديد من الأشخاص بأن السكر البني يعتبر أفضل من السكر الأبيض، مؤكداً أن لهما نفس الأضرار.
وحذر بدران من الإفراط في تناول السكر لأنه يعتبر أحد أسباب نقص المناعة، كما أنه يضر القلب، مشيراً إلى أن هناك علاقة بين المشروبات المحلاة بالسكر ومقاومة الإنسولين في الجسم.
وأوصى بدران لتلافي الوقوع في فخ إدمان السكر بألا يزيد استخدام البالغين في اليوم الواحد عن 6 ملاعق صغيرة شاي يومياً بالنسبة للإناث و9 للذكور، وألا يزيد السكر عن نسبة 5% من مقدار الطاقة المستهلكة يومياً، مع الحذر من “السكر الخفي” الموجود في العديد من المقبلات مثل الصوص والكاتشاب وسلطة الكول سلو وحبوب الإفطار والمعجنات والوجبات السريعة.
كما قام فريق من الباحثين بجامعة كاليفورنيا الأمريكية بإعداد تقرير طبي نشر في مجلة “نيتشر” تحت عنوان “السكر.. السم الأبيض القاتل” وتضمن التقرير توضيح لأضرار السكر الذي أكد الباحثون أن الإكثار من تناوله يسبب الموت البطىء ووصفوه بأنه أحد الأغذية المهلكة للجسم، لأن الإفراط فى تناوله على المدى البعيد يزيد من احتمالات الإصابة بمرض سرطان الثدي والمبايض والمستقيم والبروستاتا عند الرجال لما يسببه من اضطرابات في هرمونات الجسم.
بالإضافة إلى أنه يسبب السمنة ويدمر الكبد والكلى ويعد المسبب الأول لمرض السكر ويسبب زيادة معدلات الدهون ويقلل نسبة الكوليسترول النافع في الدم وبالتالي يضاعف من احتمالات الإصابة بأمراض القلب، كما أنه يضعف مناعة الجسم ويعمل على حدوث اضطرابات في نسب المعادن في الجسم خاصة الكالسيوم والماغنسيوم، لأنه يمنع امتصاصهما من الأمعاء ويزيد من حموضة المعدة والأمعاء، لذلك يزيد من احتمالات الإصابة بقرح المعدة والإثنى عشر ويساعد على الإصابة بحصوات المرارة ويضعف القدرة على الإبصار ويزيد من جفاف الجلد ويسرع من ظهور تجاعيد البشرة والشيخوخة المبكرة ويعمل على تسوس الأسنان.
ويقول البروفيسور مايكل جوسب مدير أحد مراكز علاج الإدمان في لندن، إن هذه الأضرار إذا اجتمعت في عقار أو مركب دوائي ما أو مادة مخدرة يجب تجريم تداوله على الفور، نظراً لأضراره الجسيمة على صحة الإنسان لذلك فإن إدمان السكر لا يقل خطورة عن إدمان المواد المخدرة.