وأضافت "قرأت قصصا عن نساء انقطع لديهن الطمث، وأصبحن قلقات أو تم تشخيص إصابتهن بالاكتئاب".
وتابعت ""لم أكن أرغب في المرور بهذا الموقف، واعتقدت أنني يجب أن أفعل شيئا لأظل نشطة وأتجاوز هذا الموقف".
تركت أليسون وظيفتها التعليمية الصيف الماضي، من أجل رعاية طفلتها التي تعاني من شلل دماغي، لكنها قالت إنها انخرطت بعد ذلك في ممارسة السباحة في الماء البارد.
بدأت أليسون بتجربة السباحة في البحر حول شبه جزيرة غاور في سوانزي، ثم تلقت اتصالات من نساء أخريات طلبن الانضمام إليها.
وقالت "كانت البداية لمجرد التشويق والإثارة. إنها تطلق الطفل المفترض وجوده بداخلنا، إنها تذكرنا بما اعتدنا أن نكون عليه قبل إنجاب الأطفال وقبل أن نعمل وحتى قبل أن نواجه أعباء الحياة مثل الديون والقروض العقارية".
وعن كيفية السباحة في درجة الحرارة المنخفضة، أوضحت أن الأمر "يتطلب 91 ثانية فقط من تحمل" البقاء في الماء، ثم يبدأ الجسم في التكيف مع هذه الحرارة.
وقالت أليسون إن استجابة النساء اللواتي شاركن في السباحة كانت إيجابية إلى درجة أنهن شكلن جماعة بدون سابق ترتيب، أطلقن عليها The Gower Bluetits، وهو فرع لنادي سباحة مماثل في منطقة بيمبروكشاير بمقاطعة ويلز.
باتريشيا وودهاوس (53 عاما) أصبحت إحدى عضوات الجماعة، وتقول "أمر حاليا بمرحلة انقطاع الطمث".
وأضافت "أشعر أن الأمر أصبح أسهل منذ بدء هذا (السباحة في الماء البارد). لم يكن العرق والتعرق الليلي سيئا للغاية. كنت قد عانيت من القلق، لكني وجدت أن مستوياته لم تعد بمثل السوء الذي كانت عليه (قبل ممارسة السباحة في الماء البارد)".
وترى باتريشيا أن بعض التأثيرات الإيجابية التي تشعر بها تعود إلى أن السباحة في الماء البارد تحفز آلية حب البقاء، وهي سلسلة من التغيرات الجسدية التي تحدث فجأة وعلى نحو تلقائي مانحة دفعة من الطاقة للشخص.
وقالت "أعتقد أنها تسمح بتصفية الذهن لمدة 10 دقائق، حيث لا تفكر في شيء آخر".
لماذا قد يساعد الماء البارد؟
يرى مايك تيبتون، خبير السباحة في الماء البارد بجامعة بورتسموث، أن التأثيرات التي تحدثت عنها النساء ليست جديدة بالنسبة لمن يمارسون هذا النوع من السباحة.
ويقول "هناك الكثير من الأدلة التي تشير إلى أنها مفيدة في بعض المجالات، لكننا لا نعرف كيف يحدث ذلك".
"هناك الكثير من النظريات المحيطة بتأثيرات السباحة في الماء البارد ولكن لا توجد دراسات محددة".
وأوضح تيبتون أن هناك صعوبة في فصل العوامل المختلفة المؤثرة في هذا النوع من السباحة "فهي تنطوي على ممارسة الرياضة والتواصل الاجتماعي، وهما أمران نعرف تأثيرهما الإيجابي على الصحة العقلية".
كما أشار إلى صعوبة تحليل تأثير درجة حرارة الماء، إن كان هناك دور بالفعل.
وأضاف "الجميع يعلم أنه عندما تستحم بماء بارد تحدث (صدمة باردة) كردة فعل".
"هذا يحرر هرمونات الإجهاد في الجسم، ويصبح مهيئا ومستعدا للتعامل مع أية تغييرات تحدث، ونتيجة لذلك يتحدث الناس عن الشعور بالبهجة أو ما هو أكثر".
وحذر أيضا من أن الناس بحاجة إلى إدراك أنهم ينخرطون في نشاط قد يحمل خطورة وأن "نفس الاستجابة قد تمنعك من أن تتنفس في الماء".
وكشفت بعض العضوات أن جزءا من التأثير الإيجابي لما يحدث يرجع إلى تراجع شعورهن بالضعف.
وقالت باتريشيا "إنها حرية.. إنها نفس الحرية التي يتمتع بها الأطفال، فهم ليس لديهم أية عقبات ولا يهتم أحد بما يفعلونه في هذه السن المبكرة، فقط يقومون بما يريدون".
"هذا ما نفعله أيضا، نحن لا نهتم بما نبدو عليه، لا توجد منافسة، إنها مجرد متعة".
مواضيع: