لكن يوم الخامس من مارس 2019 سوف يسجل أسوأ سقوط في تاريخ الفريق الملكي بعد خسارته المدوية في بطولة الشامبيونزليغ بأقدام أياكسبأربعة أهداف لهدف، معززة بذلك أحد أسوأ مواسم الفريق ربما في تاريخه.
والآن يتفهم المشجعون هذه الحقيقة وهذا الواقع لفريقهم، لكنهم ينتظرون وقتا أفضل وأوقات أخرى ستأتي، لأنهم ببساطة يعتقدون أنه لا يمكن أن يكون هناك أسوأ من هذا الموسم، وفقا لما ذكرته صحيفة "ماركا" الإسبانية.
فالليلة التي فرض فيها لاعبو فريق أياكس الهولندي إرادتهم على ريال مدريد في قلب العاصمة الإسبانية لن تنسى على مدى أجيال، وستظل ذكراها عالقة في التاريخ لوقت طويل، ليس لأنها خسارة مؤلمة بنتيجة 1 - 4 لصالح الضيوف، بل لأنها تعني رسالة وداع لفريق انحدر إلى مستوى لم يكن ممكنا التفكير فيه على الإطلاق سابقا عندما يدقق المرء بأسماء اللاعبين في الفريق.
ولاعبون أمثال رفائيل فاران وكاسميرو وناتشو وتوني كروس كانوا أشباحا لتلك الأسماء خلال السنوات الخمس الماضية.
لقد بدوا من دون حياة، أو كنسخ بائسة لأنفسهم فيما ينظرون إلى لاعبي أياكس الهولندي وهم يرقصون حولهم فرحا بما يرونه يحدث أمام أعينهم.
ولكن ماذا يحتاج الفريق لملكي لتجاوز مثل هذه المحنة الآن والخروج من الظلمة إلى النور مجددا وبوجود اللاعبين أنفسهم، الذين مازالوا قادرين على العطاء؟
تتمثل الخطوة الأولى في العثور على مدرب جيد وقادر على منح هوية وروح للفريق، ربما على نحو مماثل للفريق الذي قاده الفرنسي الفذ زين الدين زيدان والبرتغالي كريستيانو رونالدو.
لقد شعر زيدان بما يمكن أن يحدث وحذر رئيس النادي فلورنتيو بيريز بأنه لن يصبح قادرا على قيادة الفريق ما لم يعاد بناؤه بقوة وثقل كبيرين، مع العلم بوجود مؤشرات على الانهيار في موسم 2017- 2018.
ولم يعرف أبدا سر مغادرة "زيزو" الصاعقة للفريق الملكي في صيف العام الماضي، بعد تحقيق الثلاثية التاريخية بالفوز بدوري أبطال أوروبا، لكن ريال مدريد وفلورنتينو بيريز عجزا عن تعويض ذلك الرحيل، وها هو الموسم الكارثي بات حقيقة واقعة.
قد جاءت مغادرة زيدان للبرنابيو لتترك الفريق مجمدا، ومن دون قيادة قادرة على توجيه دفة السفينة ومن دون قدرة على التوقيع مع لاعبين موهبين شبابا، ربما بانتظار أن يصبح البرازيلي نيمارمتاحا.
ورغم أن رونالدو توصل إلى اتفاق من أجل خفض قيمة الشرط الجزائي إلى نحو 100 مليون يورو، فإن ريال مدريد لم يكن مستعدا تماما لرحيل النجم البرتغالي.
ولم يرتق الفريق إلى مستوى المناسبات خلال الشهور الستة الماضية، سواء تحت قيادة المدرب يولين لوبيتيغي أو سنتياغو سولاري.
ولن تعوض الخسارة أمام أياكس في الخامس من مارس، كما لن تعوض دموع لوكاس فاسكيز وفينيسيوس جونيور، وهما يغادران أرضية الملعب بعد إصابتهما، ولكن يكون ذلك تعويضا كافيا عن الافتقار للطموح الذي كان مفقودا عند بعض اللاعبين.
لقد آن الأوان الآن لإجراء مراجعة واتخاذ قرارات كبيرة ومؤلمة.
مواضيع: