الجزائر: حلفاء بوتفليقة التاريخيين ينقلبون عليه

  07 ‏مارس 2019    قرأ 1135
الجزائر: حلفاء بوتفليقة التاريخيين ينقلبون عليه

توسعت جبهة المؤيدين للحراك الشعبي في الجزائر، لتشمل حلفاء كانوا إلى وقت قريب في الصف الأول للداعمين للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي ترشح لولاية خامسة.

وتشهد الجزائر منذ 22 فبراير(شباط) الماضي مظاهرات حاشدة رفضاً لاستمرار بوتفليقة في الحكم.

ولم يتسن لوكالة الأنباء الألمانية  الحصول على تعليق "رسمي" عن المعلومات التي نشرتها صحيفة سويسرية حول "تردي وضع بوتفليقة الصحي"، بسبب "الصمت المطبق" الذي تلتزم به السلطات الجزائرية حول الموضوع، وحتى الأحزاب الموالية للرئيس تخشى الخوض فيه وإثارته أصلاً.

وترك التلفزيون الرسمي الانطباع أن الأمور تسير بشكل طبيعي في البلاد، وتضمنت نشرته الرئيسية تغطيات لنشاطات رئيس مجلس الأمة، ورئيس مجلس النواب، ورئيس الوزراء الذي ظهر للمرة الأول منذ الخميس الماضي، بمناسبة استقباله لوزيرة العدل الإسبانية، وكذلك نشاطات العديد من الوزراء.

وتواصل ظهور نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، لليوم الثاني على التوالي، مشدداً هذه المرة على أن الجيش سيكون في مستوى المسؤولية المطالب بتحملها.

لكن ما لم ينقله التلفزيون الرسمي، لم تغفل عنه المصادر الأخرى، التي أبرزت دعم الجمعية الوطنية لمجاهدي التسليح والاتصالات العامة، التسمية القديمة للمخابرات الجزائرية التي يقودها وزير الداخلية السابق لبوتفليقة دحو ولد قابلية، للحراك الشعبي.

وأعربت الجمعية في بيان مساء الأربعاء، عن مقاسمتها لما أسمته "القلق والغضب الشعبي ضد الظلم ورفض السلطة لدعوات التغيير".

وأضافت الجمعية "أنه أمام هذه الوثبة، الحراك الشعبي التي لا يمكن مقاومتها، وهذه الإرادة، لم يبق مكان للتأخير والمناورات لاستمرار نظام وصل إلى نهايته، ويهدد بجر البلاد نحو المغامرة والأخطار الكبرى. بهذا التجند الذي لم يسبق له مثيل، الشعب انتخب بالرفض التام والقاطع للعهدة الخامسة وكل ما يصاحبها".

وكانت منظمة المجاهدين، قدماء المحاربين أعلنت في وقت سابق الأربعاء، مساندتها للحراك الشعبي.

موقف وصفه المتتبعون بالحاسم بالنظر لوزن هذه المنظمة التي عادة ما تكون لها كلمتها في رسم الملامح السياسية للبلاد.

وأعلنت نقابات التعليم والصحة دعمها للحراك الشعبي، فيما أخبر أعضاء فاعلون في منتدى رؤساء المؤسسات، أكبر منظمة لأرباب العمل نفس الموقف، خلافاً للرئيس علي حداد، الذي اصطف في صف النظام.

وانضمت الشخصية التاريخية زهرة ظريف بيطاط، نائب سابق لرئيس مجلس الأمة وأحد المعارف الشخصية لبوتفليقة، إلى الجبهة الواسعة التي تطالب برحيل النظام.

وقرر حزب جبهة القوى الاشتراكية أقدم حزب معارض في الجزائر، سحب نوابه من البرلمان من أجل "النضال مع الشعب في الميدان".

وانسحب مدير الحملة الانتخابية اللواء المتقاعد علي غديري، أحد المنافسين لبوتفليقة في الانتخابات الرئاسية المقرر لها في 18 أبريل (نيسان) المقبل.

وسار على نهجه أعضاء أخرون، رغبة منهم في دعم الشعب.

وعمل حزب جبهة التحرير الوطني، الذي يملك الغالبية في البرلمان، وأكبر الداعمين لبوتفليقة، على توسيع الهيئة المسيرة للحزب، لتشمل 20 عضواً منهم وزير العدل الطيب لوح، ووزير العلاقات مع البرلمان بدة محجوب، والأمين العام لرئاسة الجمهورية حبى العقبي، إلى جانب عبد الكريم عبادة، وعبد الرحمن بلعياط، اللذان كانا على خلاف مع القيادات السابقة للحزب.

ويتوقع أن تخرج مظاهرات حاشدة غداً الجمعة، قد تكون مفصلية في رسم المستقبل السياسي للجزائر الذي بات محل اهتمام للكثير من البلدان الأوروبية خاصةً فرنسا نظراً للعلاقات التاريخية بين البلدين.


مواضيع:


الأخبار الأخيرة