"فقدت وظيفتي وأسرتي بسبب الألعاب الإلكترونية"

  15 ‏مارس 2019    قرأ 447
"فقدت وظيفتي وأسرتي بسبب الألعاب الإلكترونية"

"كانت الألعاب الإلكترونية تشغل كل تفكيري، حتى في الأوقات التي لم ألعب فيها."

هكذا وصف شون (وهو اسم مستعار) هوسه بالألعاب الإلكترونية، التي استحوذت على حياته لدرجة أفقدته أسرته ووظيفته، في قصته التي عرضها برنامج فيكتوريا ديربشر الذي تقدمه بي بي سي.

ويقول ماثيو بريس، كبير المعالجين في مجموعة علاج الإدمان بالمملكة المتحدة، إنه ثمة "زيادة كبيرة" في أعداد الراغبين في العلاج.

وكانت المجموعة تعالج أشكال الإدمان المعتادة، كالمخدرات والكحوليات والقمار. لكن مؤخرا، زادت أعداد الراغبين في علاج إدمان الألعاب الإلكترونية من أربعة أشخاص في عام 2014، إلى 22 في عام 2018.

"استحوذت عليّ"
وكان شون أحد مدمني الألعاب الإلكترونية.

 

وتعلق بالأساس بألعاب إطلاق النار الفردية، حتى أنه أمضى 48 ساعة كاملة أمام الكمبيوتر.

وقال: "استحوذت (الألعاب) عليّ. وصلت في مراحل متقدمة إلى اللعب طوال اليوم، وكل يوم."

وتابع: "اعتبرت أبنائي نوعا من التشويش لأنهم يريدون بعضا من وقتي، في حين لم أكن قادرا على إعطائهم من وقتي وحبي. أتذكر أنني كنت أصرخ في شريكتي لتبعد الأطفال عنيّ."

وكلما ساءت حياة شون الأسرية، غرق في اللعب أكثر وأكثر.

"كنت أتأخر على عملي، واستحوذت الألعاب على حياتي لدرجة أنني فقدت وظيفتي. وفقدت أسرتي، وبيتي، وكل شيء".

وأدرك شون أنه يجب أن يتغير، حتى دخل مصحة، وتلقى العلاج لمدة شهر.

وانتكس مرات قليلة، لكنه داوم على التعافي لمدة أربعة عشر شهرا حتى الآن. فالرغبة في اللعب "لا تختفي أبدا. وكل ما يمكنني فعله هو التخطيط لكل يوم على حدة، وهي طريقة ناجحة حتى الآن".

مراكز العلاج
ويقول الخبراء إن اللعب لمدة ساعات ليس مشكلة في حد ذاته. لكنه يصبح مشكلة عندما يصبح عائقا للحياة، وتصبح له نتائج سلبية.

وأدرجت منظمة الصحة العالمية إدمان الألعاب الإلكترونية ضمن الأمراض النفسية العام الماضي.

لكن هيئة الخدمات الصحية البريطانية لا توفر علاجا لإدمان الألعاب الإلكترونية حتى الآن. واُجل تدشين عيادة تجريبية في لندن لعلاج إدمان الألعاب لحين موافقة لجنة القيم.

وتقول مجموعة علاج الإدمان إن الكثيرين يلجأون للعلاج في خدمات القطاع الخاص.

ويرى بريس أن إمكانية اللعب على الأجهزة اللوحية والهواتف أحد أكبر الدوافع نحو إدمان الألعاب.

"حافز كبير"


وأكد الكثيرون من مقدمي خدمات العلاج وجود زيادة كبيرة في إدمان الألعاب.

وقال آدم كوكس، أحد المعالجين، إنه أصبح يلتقي بالعديد من الباحثين عن العلاج شهريا.

أحد مرضاه فتاة في الثامنة عشر تُدعى ليليان (وهو اسم مستعار)، قالت إن الألعاب استحوذت على حياتها منذ بدأت اللعب على هاتفها قبل ستة أشهر.

وقالت إنها تشعر "بالخزي والخجل"، وأنها عزلت نفسها عن أسرتها وأصدقائها، ولزمت غرفتها. "وأحيانا يصيبني التعب الشديد بسبب السهر من أجل اللعب. وينعكس الأمر على مزاجي وأفقد التركيز."

"وتابعت: " أتمنى ألا أعتمد على الألعاب لأشعر بالرضى عن نفسي، وأستغل وقتي المهدر لعمل شيء مجدٍ".

وقال كوكس إن الإدمان عادة ما ينتج عن "غياب التحديات والاسترخاء" في مناحي الحياة.

وطلب من ليليان إلغاء الألعاب كخطوة أولى، بحيث تصبح إعادة تحميلها على الجهاز عملية طويلة ومعقدة عندما تريد اللعب.

وخلال ثلاثة أسابيع، توقفت ليليان عن اللعب. وواظبت على الحيل التي ذكرها كوكس، مثل التفكير في الخبرات التي تضيعها في أوقات اللعب.

وقالت: "أشعر أنني لا أريد أن أضيع وقتي، وأن هناك الكثير من الأشياء التي يمكنني فعلها".

 


مواضيع:


الأخبار الأخيرة