ففي اسرائيل تحضيرات لانتخابات مصيرية يجرى خلالها استعمال كل انواع الاسلحة المسموحة".
وأضاف: "وفي غزة رسائل صاروخية صاعقة، كذلك في الضفة رسائل دموية والمضمون واحد: لا يفكر أحد في تجاوزنا.
في إيران تشديد خناق العقوبات اكثر فأكثر حول عنق الاقتصاد الصعب، فيما لا تشي المرحلة بإمكانية البدء بمفاوضات قبل إعلان "صفقة القرن" وحيث يُتوقع لسلطنة عمان دور ما على هذا الخط الصيف المقبل.
وفي سوريا تعقيدات اضافية فوق التعقيدات القديمة. ذلك انّ دمشق، ومعها طهران، وكذلك موسكو تريد انهاء وضع ادلب الآن ولو عسكرياً، فيما واشنطن تشجع انقرة على ابقاء الوضع معلقاً في انتظار انجاز ترتيبات سياسية مطلوبة".
وتابع: "وخلافاً لكل المبالغات التي تمّ تسويقُها فإنّ اوساط معنية ومطلعة تعتقد انّ بومبيو لن يكون حاداً بالمقدار الذي تمّ التسويق له. بالتأكيد ستكون مواقفه إنتقادية لأسباب لها علاقة بالوضع الاميركي الداخلي، اضافة الى السعي لمساعدة نتنياهو إنتخابياً. لكن الكلام الذي ساد الساحتين الإعلامية والسياسية حول مواقف حادة وعنيفة مبالغ فيه كثيراً.
ونظراً الى تعقيدات الساحة السورية سيندفع رأس الديبلوماسية الاميركية في تكرار الطلب الاميركي بعدم الضغط لترحيل النازحين السوريين في هذه المرحلة، وسيكرّر المآخذ الاميركية المعروفة على "حزب الله" ودخول "الخطر" الإيراني على أمن المنطقة ووجوب محاربته.
وفي هذا الملف سيصوّب بومبيو في اتجاه الهدف الأهم وهو المتعلق بترسيم الحدود البحرية. ذلك أنه وفق القراءة الاميركية فإنّ إبقاء الامور كما هي عليه على مستوى حصص الغاز البحري المتشابكة بين لبنان واسرائيل سيسمح لإيران من خلال "حزب الله" أن تكون على تماس بحري مع اسرائيل، وبالتالي دخولها الى ملف فائق الحساسية وفق النظرة الاميركية، خصوصاً وأنّ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله كان تطرق سابقاً وبكلام مباشر حول منصات إستخراج الغاز الاسرائيلية.
وفي هذا السياق لفتت معلومات حول حصول تعاون اسرائيلي ـ يوناني لإنشاء رادار بحري في جزيرة كريت اليونانية يطاول المياه القبرصية والسورية واللبنانية.
وتجدر الاشارة الى اللقاء الذي سيجمع في اسرائيل نتنياهو ونظيره اليوناني اضافة الى الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس مع بومبيو والذي سيبحث في حلّ خطّ انابيب غاز "إيست ميد" والذي سيؤمّن إمداد الغاز الاسرائيلي الى اوروبا.
في المقابل، يبدو انّ الموقف اللبناني لن يكون متلقّياً كما درجت العادة، ولا حتى دفاعياً، بل على الارجح هجومياً بنحو سيفاجئ بومبيو، وسيشرح لبنان اولاً مخاطر إبقاء النازحين السوريين في لبنان وتأثير ذلك على استقراره من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والامنية.
كذلك فإنّ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيستعرض الاستقرار الحاصل في جنوب لبنان والالتزام الكامل به بشهادة قوات الطوارئ الدولية في مقابل عشرات الانتهاكات والخروقات الاسرائيلية، وهو ما يستوجب ردع اسرائيل وإدانتها.
ولا شك في انّ مستوى الهجوم المعاكس الذي سيتولّاه رئيس الجمهورية سيعتمد بمقدار كبير على مستوى الهجوم والحدّية الاميركيين".
مواضيع: