في حماة، اليوم، أن لجنة الخبراء المشتركة الروسية السورية، زارت قرية الرصيف والتقت الأهالي والمدنيين، كما قامت بزيارة مشفى السقيلبية الوطني للوقوف على الحالات الطبية التي وصلت إليه، والاستماع إلى الأطباء الذين أشرفوا على علاج المصابين.
وبيّن المراسل أن اللجنة قطفت عينات من ملابس المصابين، إضافة إلى العينات التي تم الحصول عليها من التربة والمياه في بلدة الرصيف، وذلك تمهيدا لمعرفة ماهية المواد السامة المستخدمة في الهجوم.
وحصلت "سبوتنيك" على لقطات حصرية للحظة سقوط القذائف الصاروخية المذخرة بمواد سامة على أحياء البلدتين.
أحد سكان بلدة الرصيف قال لمراسل "سبوتنيك"، خلال تجوله في أحيائها أمس، إن القذائف الصاروخية التي استهدفت البلدة خلفت كتلة من الدخان الأبيض الكثيف، ما تسبب بحالات اختناق وبدأ الناس بإسعاف المصابين.
الصيدلي الوحيد في بلدة الرصيف، تحدث لمراسل "سبوتنيك" عن تقديم ما أمكن من الإسعافات الأولية للمصابين ضمن صيدليته، مشيرا إلى أن المصابين عانوا مشاكل تنفسية وحكة جلدية وحرقة في الحنجرة، وتم حقنهم بمادة (كورتيزون) قبل نقلهم إلى المشفى.
ويوم السبت الماضي، أمطر المسلحون (الصينيون) في تنظيم "الحزب الإسلامي التركستاني" ومسلحو تنظيم "أنصار التوحيد" بلدتي العزيزية والرصيف بالقذائف الصاروخية المذخرة بمواد سامة.
وشن المسلحون الهجوم الصاروخي على البلدتين انطلاقا من مواقعهم في قرى وبلدات (الحويز والحواش وجسر بيت الراس وبلدة قلعة المضيق) والتي يفصلها عن المناطق المستهدفة خط تماس لا يتجاوز عرضه الكيلومترين فقط.
ولا يزال سكان البلدتين يشعرون بالخوف الشديد من استخدام مياه خزاناتهم المنزلية نظرا لوجود آثار غريبة عائمة على صفحتها، كما يتجنبون الذهاب إلى أراضيهم الزراعية نظرا لوجود آثار غريبة على أطراف المجاري الترابية للأمطار.
وكان مراسل "سبوتنيك" نقل عن مصدر طبي مساء السبت الماضي وصول نحو ٢٠ مدنيا إلى مشفى (السقيلبية الوطني) بينهم طفلان، يعانون من حكة في الجلد والعين وحرقة في الحنجرة جراء استنشاقهم لمادة غازية سامة مجهولة.
ومع استمرار وصول المصابين إلى المشفى، بلغ العدد النهائي 38 مصابا خلال الساعات الأربعة التالية لعملية الاستهداف.
وأكد المصدر أن الكوادر الطبية قدمت الإسعافات الأولية اللازمة لجميع المصابين، فيما تم سحب عينات من المصابين تمهيدا لإرسالها إلى المخابر المركزية للتأكد من ماهية المادة الغازية التي تم استنشاقها.
من جهتها، قالت مصادر أهلية من بلدتي العزيزية والرصيف حينها إنه حالما بدأ سقوط القذائف الصاروخية على البلدتين، انتشر دخان أبيض كثيف فوق الأحياء كما انتشرت رائحة واخزة تسببت بحدوث حالات إغماء واختناق، ليتنادى الأهالي إلى إسعاف المصابين لحين وصول سيارات الإسعاف.
وتتعرض قرى وبلدات ريف حماة الشمالي المتاخمة للمنطقة "المنزوعة السلاح" إلى تصعيد مستمر من قبل المجموعات المسلحة التي تتخذ من تلك المنطقة منطلقا لعملياتها.
مواضيع: